مجازر ستوكهولم.. سجل دموي قاتم في اليمن خلال 2020
تضاعفت قائمة ضحايا الإرهاب الحوثي في مدينتي الحديدة وتعز، بعد مرور عام آخر على اتفاق ستوكهولم الذي تعثر جراء تعنت مليشيا إيران باليمن.
رعت الأمم المتحدة في ديسمبر 2018، اتفاقا في ستوكهولم بين الحكومة اليمنية ومليشيا الحوثي.
شمل الاتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة وإعادة انتشار القوات خارج المدينة والموانئ الحيوية على البحر الأحمر، كما تضمن تفاهمات حول تعز والتي تشهد حصار حوثي مشدد منذ قرابة 5 أعوام.
ومع اقتراب 2020 من إسدال ستاره على أيام حُبلى بأحداث مثقلة فاقمها فيروس كورونا، تستعرض “العين الإخبارية” السجل الدموي لمليشيا الحوثي في محافظتي الحديدة وتعز، غربي وجنوبي اليمن، المشمولتين باتفاق ستوكهولم، باعتبارهما الأكثر تضررا من مجازر حوثية استهدفت المدنيين، غالبيتهم من النساء والأطفال.
ويثبت سجل المجازر الدموية القاتمة للحوثيين على مدار العام، مساعي وأد المليشيا الانقلابية لجهود السلام.
فبحسب تقارير أممية فإن تصعيد الانقلابيين للقتال في الحديدة وتعز، أدى إلى أكبر عدد من الضحايا المدنيين خصوصا الأطفال.
سلسلة مجازر الحوثية
وفقا لأرقام من بيانات رسمية و3 تقارير ربع سنوية لمشروع مراقبة أثر الصراع على المدنيين في اليمن المدعوم من الأمم المتحدة، فقد قتل أو جُرح ما لا يقل عن 1843 مدنيا منذ 1 يناير/كانون الثاني الماضي وحتى 5 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وارتفعت الخسائر في صفوف المدنيين في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2020، إثر مجازر جماعية للحوثيين بسبب القصف المدفعي المباشر والذي أسفر عن سقوط 506 مدنيا ضحايا قتلى وجرحى.
وشهدت الحديدة، أكثر من أي محافظة يمنية أخرى، سقوط ضحايا مدنيين، بمعدل أكثر من الثلث، بنحو 201 مدنيا قتلى وجرحى، حيث أودى الهجوم على التجمعات فقط بأكثر من 58 ضحية فيما شملت أعمال القنص الحوثية مقتل وإصابة 16 من الأطفال والنساء.
وسجلت التقارير 456 حادثة عنف مسلح أثرت بشكل مباشر على المدنيين، وعرضت 252 منزلا مدنيا للتدمير الكلي والجزئي وقيد قدرة الوصول إلى 9620 أسرة تعيش في حيس، وتسبب بحرمان الآلاف من 4 مراكز صحية تعرضت للهجوم بواسطة القذائف المحظورة.
ألف ضحية في 6 أشهر
في الربع الثاني من العام، رفع الحوثيون أعمالهم العدائية تزمنا مع إعلان قوات التحالف العربي بقيادة السعودية عن وقف إطلاق نار من جانب واحد، في مسعى لتركيز الجهود على مكافحة تفشي فيروس كورونا في البلاد.
وبلغت أعداد الضحايا في الفترة من أبريل/ نيسان إلى يونيو/ حزيران نحو 475 مدنيا سقطوا بين قتيل وجريح بأعمال القصف الحوثي، وتصدرت هذه المرة تعز نسبة أكبر عدد من الضحايا بـ 132 ضحية بنسبة (28٪)، فيما بلغ عدد النساء 90 ضحية.
وفي 5 أبريل/ نيسان الماضي، أسفر قصف للحوثيين استهدف قسم النساء السجينات في السجن المركزي، عن مقتل وإصابة 34 امرأة، كما قتل طفل في ذات الهجوم المروع كان يزور والدته السجينة، طبقا للتقارير أممية.
وجاءت الحديدة بعد تعز في قائمة عدد الضحايا من النساء بـ13 امرأة، أما الأطفال فكانت نسبة مقلقة في المحافظة الساحلية الواقعة على البحر الأحمر، حيث بلغ عدد الضحايا 37 طفلا من إجمالي 92 مدنيا.
وفي 31 مايو / أيار، ساهم هجوم حوثي بالقذائف المدفعية على تجمع للمواطنين في حي الزهور في مديرية الحالي، القريبة من نقاط التماس شرقي مدينة الحديدة، في سقوط 18 مدنيا بينهم 15 طفلا بين قتلى وجرحى.
ورصد مشـروع مراقبة أثر الصراع على المدنيين في الربع الثاني، أعلى نسبة من ضحايا الألغام الأرضية في الحديدة، بلغت 18 ضحية إثر انفجارات الألغام وبقايا مخلفات مليشيا الحوثي، كانت غالبيتها بمركبات مدنية، مما قيد حرية حركة المدنيين على طول الطرق.
أما الربع الثالث من العام، فتضاعف عدد القتلى والجرحى من النساء والأطفال في حوادث قناصة مليشيا الحوثي بنسبة 3 مرات.
فمن بين 527 مدنيا من إجمالي عدد الضحايا، سقط 31 من النساء والأطفال إثر قناصة مليشيا الحوثي وشهدت تعز أكبر عدد من المدنيين بسبب نيران القناصة الحوثية المتمركزة في الجبال المطلة على الأحياء السكنية شرقا وشمالا.
وطيلة 6 سنوات، مارست مليشيا الحوثي عمليات القنص للأطفال والنساء المارة في الشوارع كسياسة ممنهجة لنشر الرعب والخوف الجماعي في مدينة تعز المحاصرة، والتي تذهب تقديرات خبراء لـ”العين الإخبارية”، إلى أن 4 من كل 5 مدنيين أصيبوا أو قتلوا بقناصة الإرهاب الحوثي هم من النساء والأطفال.
ختام أسود
وسجلت الحديدة، ثاني أكبر حصيلة للضحايا المدنيين في الربع الثالث من العام 2020، بـ76 ضحية، سقط 60% منهم بسبب قذائف الهاون الحوثية ذات الشظايا المميتة.
وطبقا للتقارير، فقد تمثلت أبرز أعمال العنف في هذا الربع، في هدم الأعيان المدنية بالعبوات الناسفة في محاكاة لأعمال تنظيم داعش الإرهابي.
وكان أبرزها تفجير مدرسة “بيت مغاري” في حيس الساخنة أقصى جنوب الحديدة، وحرمان أطفال 1000 أسرة من الحصول على حق التعليم.
ولم يكتف الحوثيون بهذا القدر من السجل الدموي في التسعة الأشهر الأولى، حيث حصدت مجازر جماعية للمليشيات في الـ10 أيام الأخيرة أكثر من 60 مدنيا قتلى وجرحى بين الحديدة وتعز.
ووفقا لمنظمة إنقاذ الطفولة الدولية، فإن شهر أكتوبر / تشرين الأول كان أكثر الشهور دموية بالنسبة للمدنيين خصوصا الأطفال وضحايا الأسر الواحدة بزيادة قدرها 55٪ مقارنة بالمعدل الشهري في عام 2020.
وبحسب مشروع مراقبة أثر الصراع على المدنيين في اليمن المدعوم من الأمم المتحدة، فإن ضحايا الإرهاب الحوثي في شهر أكتوبر/تشرين الأول تجاوزوا 228 ضحية على مستوى البلاد، أكثر من نصفهم في مجازر جماعية ارتكبها الحوثيون في محافظتي الحديدة وتعز تحت غطاء سلام ستوكهولم الهش.
وبحسب حصيلة بيانات لأكثر من 86 ضحية في محافظة الحديدة، والتي تشير إلى سقوط مدني واحد كل 8 ساعات، وأن هناك 3 أبرياء يتعرضون للقتل أو الإصابة والإعاقة يوميا بنيران الإرهاب الحوثي المدعوم إيرانيا.
في تعز، كان هناك 58 مدنيا ضحايا، ضمت أعلى عدد من ضحايا المجازر اليومية وهو 38 مدنيا وفقا لبيان أطباء بلا حدود الدولية، في أعقاب إطلاق الحوثيون 72 قذيفة على الأحياء السكنية بتعز مع أول يوم لعودة الطلاب إلى المدارس في العام الدراسي الجديد.
في نوفمبر الماضي، سُجل في المحافظتين المشمولتين بسلام مخضب بالدم، سقوط 91 مدنيا بين قتلى وجرحى، إثر مجازر دامية ارتكبها الحوثيون، وتسببت بإغلاق مراكز صحية كانت تقدم خدمات لآلاف المرضى، بينهم مركز الأمل المخصص لمصابي السرطان.
وفي 3 ديسمبر/كانون الأول، أودى قصف صاروخي لمليشيا الحوثي على مجمع “إخوان ثابت” في محافظة الحديدة بحياة 10 من العاملين في المجموعة التجارية والصناعية، ولا يزال 6 جرحى يتلقون العلاج، اثنين منهم حالتهم لا تزال حرجة، وفقا لإحصائية أولية وزعتها الشركة.