ملفات معقدة وصراعات متجذرة تنتظر الحكومة الجديدة.. سياسيون يكشفون التحدي الأكبر ويحذرون من كارثة
الوضع الاقتصادي ينذر بهبة غضب وتحذيرات من التباطؤ في تنفيذ اتفاق الرياض
يمن الغد/ تقرير – عبد الرب الفتاحي
كثفت السعودية من خطواتها لتشكيل الحكومة اليمنية التي نص عليها اتفاق الرياض الذي رعته بين شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي ورغم الصعوبة في اقناع الأطراف المتصارعة بضرورة الالتزام بالاتفاق والبدء بعملية سياسية تعزز من واقع استقرار المناطق التي تخضع لمايسمى للشرعية والمجلس الانتقالي لكنها السعودية مؤخرا حققت نجاحا من خلال الضغط على الأطراف المتصارعة للقبول بتشكيل الحكومة.
* تحذيرات من غضب الشارع..
تدهورت الأوضاع الإقتصادية في المناطق التي تخضع للشرعية والتي يشرف عليها التحالف العربي مما تسبب بارتفاع كبير في اسعار المواد الغذائية وهو ما أدى لاندلاع مظاهرات احتجاجية في تعز ولحج رافضة لما اسموها بسياسات التجويع وغياب المعالجات للوضع الاقتصادي المنهار ..
وياتي ذلك وسط تحذيرات من ان تتسع رقعة الاحتجاجات مما سيغير كثيراُ من واقع المشهد السياسي المنقسم والمرتبك أيضا في حال لم تتحرك الحكومة لوضع برامج اقتصادية للخروج من حالة اللامبالاة في مواجهة هذه الأزمات.
الواقع الإقتصادي والخلافات السياسية خلقت حالة من التذمر في صفوف الناس لتأخر الحكومة المغيبة في التحرك لمواجهة هذه التعقيدات بينما الحكومة لم تتشكل منذ عام للقيام بدور من شأنه مواجهة التدهور الكبير للعملة الوطنية.
وأمتد الخلاف حول شكل الحكومة ودورها وقتا طويلا مما وسع من دائرة غياب أي عمل مؤسسي ورقابي قد يحد من التدهور في المجال الإقتصادي ومن ناحية أخرى فقد أدى عدم تشكل الحكومة وتغيبها عن مباشرة عملها لتدهورت كبيرة على واقع الاقتصاد وهذا انعكس على واقع الناس .
* حكومة محاصصة..
الصحفي والمحلل الإقتصادي ماجد الداعري تحدث لـ”يمن الغد” وأكد أن اي حكومة محاصصة تشكل في ظل كل هذه التحديات والصعوبات والتعقيدات المتداخلة لن تحقق خيرا يذكر للوطن.
وأرجع ذلك إلى ان كل وزير سيكون منشغلا بإرضاء حزبه أو جماعته وفريقه وليس مهتما بخدمة المواطن المنكوب على كل المستويات بسبب الأزمات الخدمية الغير مسبوقة وتواصل انهيار صرف العملة والارتفاع الفاحش للأسعار.
وأعتبر أن الحكومة عاجزة عن إيجاد أي حل نتيجة انعدام الإمكانية وغياب موارد الدولة ودخلها القومي من عوائد النفط والغاز وعدم توريد عوائد مايتم تصديره إلى البنك المركزي اليمني بعدن.
وأشار الى أن توريد عوائد النفط كما ينبغي وتدخلها في سوق الصرف وذلك للحفاظ على قيمة العملة الوطنية.
وقال الداعري: أعتقد ان هذا اكبر تحدي مصيري يواجه البلد وأي حكومة مقبلة وهو يشكل الخطر الكارثي الداهم على الجميع”
وتابع الداعري حديثه: هذا لن يساعد اي حكومة على حلحلة الامور خاصة وأن التحالف غير قادر على دعم الحكومة بعد أن غاب أي أثر أو نتيجة للودائع والدعم المالي السايق إضافة إلى معاناة السعودية والإمارات ماليا بسبب الحرب وانتهاكاتها المختلفة عاى اقتصاد البلدين.
* تعزيز المسار العسكري..
الصحفي نبيل الجنيد قال لـ”يمن الغد”: ان اتفاق الرياض في حال تنفيذه وفقا لبنوده الموقع عليها دون تحيز من قبل السعودية سيجعل الأطراف الموقعه عليه أمام خيارات أساسية قد يؤدي لإعادة الترتيب للمسار العسكري.
وأضاف الجنيد: هذا قد يؤدي لسحب قوات التي تصارع في أبين باتجاه مارب لمواجهه الحوثي.
وربط الجنيد ذلك بحسن النوايا من القيادات وتحديدا الشرعية التي كانت تجعل من الاوضاع القائمة في ابين ذريعة في تراجع الجبهات في مارب
ويرى الجنيد أن هناك تطورات عسكرية من خلال رفد جبهات البيضاء والضالع وكرش وتعز باعتبارها جبهات مفتوحة امام الانقلاب الحوثي.
ويعتبر الجنيد أن نجح الاتفاق وتشكل الحكومة قد يعمل على ترتيب الاوضاع الامنيه بالمحافظات المحررة تحت اشراف وزارة الداخلية وهذا من شانه انهاء حاله الانفلات الامني ، وتسهيل عمل المؤسسات.
ويضيف الجنيد أن هذا لن يتم الا بتعاون الجميع، وعدم تدخل القوى المتنفذة في هذا الجانب ، وخيار اخر عوده الحكومه واعضائها الفاعلين من اجل تحريك الملفات الاقتصادية والخدماتية التي ستنعكس ايجابيا على حياة المواطنين بشكل مباشر .
وقال الجنيد: “لا شك ان الجميع ينظر للاتفاق بمثابه طريق للخروج من الازمه التي زادت من تفاقم الاوضاع تاثيرها السلبي على حياه المواطن “
ويرى نبيل الجنيد أن هناك مؤشرات على وجود توجه لفرض الحل لكن يبقى امام ذالك قناعة الاطراف في التنفيذ حسب رأيه.
وقال الجنيد: نجاح الحكومة مرتبط بعدم تدخل بعض القوى في ملف الخدمات لاغراض ذات بعد سياسي كما هو حاصل اليوم بملف الكهرباء وتدهور العملة المحلية التي ظهر .
* استقلالية الحكومة..
اتفاق الرياض حسب مايراه رياض عبد الله أحمد وهو شاب في 30 عمره ويمارس عمله الحقوقي في تعز جاء بعد الصراع الذي دار في فترة سابقة في عدن وخلف ظروف اقتصادية وسياسية وعسكرية.
وحول ما إذا كان دور الحكومة ستكون قادرة على مواجهة الملفات الثقيلة أجاب رياض على “يمن الغد” وقال أن أي نجاح منتظر للحكومة يتوقف ليس على الأطراف المتصارعة ولكن من خلال الأطراف الضاغطة لإن اليمنيين في واقع تجربتهم خاضعين للخارج في واقعهم السياسي والاقتصادي منذ أمد طويل .
وقال رياض عبد الله ” فشل الحكومة مرتبط بعمل الأطراف المشاركة فيها من حيث غياب الانسجام ومحاولة رمي الاخطاء لطرف دون أخر والدور الذي سينشط في تعطيل القرارات والخدمات من قبل الأطراف التي خسرتها تحكمها الكامل في الحكومة وسيطرتها على الموارد والايرادات والوظائف .