المجموعات المتطرفة بمختلف فصائلها واتجاهاتها والمنتشرة في العديد من الدول العربية، تتلقى الدعم القطري دون انقطاع.
حتى إن النظام القطري عمل على دعم وتسهيل نقل المسلحين من تنظيم داعش الإرهابي إلى ليبيا والحدود المصرية، بعد أن فقد هذا التنظيم سيطرته تدريجياً في العراق وسوريا، واتضح ذلك من خلال شروع “الدواعش” وخلايا الإخوان والقاعدة بتأسيس تحالف لنشر التطرف.
النظام القطري يزعم أن لا علاقة له بالجماعات الإرهابية على اختلاف تصنيفاتها ومسمياتها، إلا أن هذه التنظيمات وعبر مواقفها وبياناتها تعلن على الدوام تضامنها مع قطر في أزمتها، وبالمقابل فإن تحركات قطر وسياساتها تعكس مدى التزامها ودعمها لهذه المجموعات مالياً ولوجستياً، وتعمل مناصرةً لأفراد التنظيمات المتطرفة وتوضح أيضاً في بياناتها ضرورة الوقوف إلى جانبها في هذه المحنة التي تمر بها.
معاناة المرأة القطرية مستمرة في ظل النظام القطري الذي يمارس أشكال القمع والاستبداد ضد المرأة وسلبها حقوقها، إلى جانب ممارسة العنف ضدها ودون وجود أي قانون يحميها من أعمال المتطرفين، وفي الوقت نفسه تعتبر المعارضة القطرية أن عمليات القمع مردّها القيادات المتطرفة المنتشرة في الداخل القطري، والمهيمنة على دوائر صنع القرار إلى جانب احتضانها للعناصر الإرهابية وإصدارها فتاوى مشبوهة بخصوص المرأة.
والنظام القطري يمارس على الدوام أعمالاً تشير إلى أنه لا يحترم الإنسانية ولا الأخلاق العربية والإسلامية، عدا عن غياب الديمقراطية والحريات في قطر، وعدم احترام النظام القطري للقانون الدولي والمبادئ الإنسانية العادلة، وقيام الدوحة بعمليات تعسفية إجرامية واسعة النطاق أحدثتها عربياً ودولياً ومن جملتها عمليات تمزيق النسيج السياسي والقومي، شمل معظم ساحات الأمة، وتعدى ذلك إلى أبعد من كل التصورات بقصد إعاقة حركة الأمة تقتيلاً وتدميراً، ومبتغى السياسة القطرية إحداث عمليات جائرة بحق الآمنين وتدعيم التنظيمات المسلحة وإحداث انشقاقات بين الأشقاء العرب.
قطر كانت منذ البداية الداعم الأبرز للجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة، وقد سعت لتجعل منها جناحاً عسكرياً لجماعة الإخوان المسلمين، وهو ما حصل فعلاً من خلال دعمها الواسع لتنظيم أنصار الشريعة في تونس وليبيا وأنصار بيت المقدس في مصر وجبهة النصرة في سوريا، وعملت أيضاً على التمهيد للأحزاب الإخوانية في تونس وليبيا وسوريا والعراق واليمن وفلسطين للوصول إلى الحكم، وكان هدفها الأول هو بناء كيان موحد تحت حكم الإخوان من تونس إلى قطاع غزة مروراً بليبيا ومصر لكن كل محاولاتها باءت بالفشل.
وبخطى ملتوية بل وبعشوائية تلطخت سمعة النظام القطري أكثر مما آلت إليه، بعد انكشاف العديد من الوثائق والتسجيلات التي تؤكد تورطه في دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية والقيام بالأعمال الخبيثة، التي يهدف من ورائها إلى زعزعة أمن واستقرار الدول الشقيقة في المنطقة العربية، وإسقاط أنظمتها الحاكمة.
ولم تكتف إمارة الإرهاب بدورها التخريبي والتحريضي بدعم الجماعات الإرهابية التي أشعلت النار في عدة دول عربية، كان حصيلتها الدمار والخراب وإثارة الفتن مثل ليبيا وسوريا، لكنها انجرفت إلى محاولات خسيسة للاستقواء على أشقائها العرب بعدة دول أجنبية كان على رأسها تركيا وإيران، وما كانت إطلاقاً داعية لرأب الصدع العربي ولا سالكة لدروب دعم القضية الفلسطينية، فكانت على الدوام تعمل على تمرير الصفقات البعيدة عن جوهر القضية القومية.
وحالة النظام القطري كرجلٍ يُحكى عنه ويُدعى خرافة، استهوته الجِنُّ كما تزعم الأقاويل مدةً ثم رجع إلى قومه، فأخبرهم بما رأى منهم وحدَّثهم حديث الأباطيل فكذَّبوه وقالوا حديثُ خرافةٍ، وصاروا يقولون ذلك لِمَا لا يمكن وقوعه وما لا أصل له ..!!
وهكذا وصلت قطر إلى هذه الناحية في تحركاتها شرقاً وغرباً لاستدرار عطف وموقف وتأييد الهيئات الدولية، لكن لا أحد بات يصدق خرافاتها الممجوجة وشهواتها الباغية وترّهاتها الباطلة، فالذي فجّر المنطقة بأحابيل الشرك والفساد، وارتمى حامياً وداعماً لتلك التنظيمات الخارجة على القانون الدولي لا يمكن تصديقه والركون لسياساته الظاهرة والباطنة، السقيمة والمرفوضة وستظل أحاديث النظام القطري مبنية على الوهم والافتراء، والأوهام الجوفاء بل ستبقى حديث ضلالة وخرافة.