مقالات

عاداتنا الفكرية

عاداتنا الفكريّة هي المعتقدات والمواقف الّتي نملكها تجاه العالم الّذي حولنا. إنّها مهمّة لأنّها ترشد أفكارنا وأفعالنا في حياتنا اليوميّة. ابتداءً من الطفولة المبكّرة تتكوّن عاداتنا الفكريّة تدريجيّاً من خلال الملاحظة والتّجربة والتّعليم. عندما نكبر، تصبح كثير من عاداتنا ثابتة وبشكلّ عام نقبلها على أنّها صحيحة، إن كان لشخص آخر عادة فكريّة مختلفة فإننا نعتقد عادةً أنه مخطىء ونحن محقّون.

على سبيل المثال، بعض الأشخاص لديهم عادة فكريَة بأنّ الرّجال يجب أن يقودوا عمليَة صنع القرار في المجتمع، وأنَ على النساء أن يتبعنهم. من الممكن أن تحدّ العادات الفكريّة الخاطئة والنّاقصة تنمية مجتمعنا أو تجلب أحياناً تغييراً مؤذياً إليه.

لتغيير عاداتنا الفكريّة يجب علينا التدقيق فيها بعناية. يجب أن نسأل أنفسنا إن كانت هنالك طريقة أخرى أفضل للتفكير والعمل.

تلك العمليّة تسمّى أحياناً “تحرَي الحقيقة”، لأنّ التّقليد الأعمى للماضي سيعيق التّفكير. إذا نظر الإنسان إلى الحقيقة، سيتحرّر المجتمع من ظلام التّكرار المستمر للماضي. علينا أن نتحرّى الحقيقة، من الجانبين الروحانيّ والعلميّ.

عندما نتحرّى حقيقة علميّة فأننا نتعلّم عن العالم الماديّ من حولنا. تعلّمنا الحقائق العلميّة كيف نبني بيوتاً ثابتة ومريحة، كيف نزرع محصولاً جيّداً يعطينا حصاداً وفيراً، ويعلّمنا كيف نصنع أدوات تسهّل لنا عملنا.

عندما نتحرّى حقيقة روحانيّة فأننا نتعلّم عن الأعمال الطّيبة، الصّفات النّبيلة، الفضائل والكمالات.  تعلّمنا كيف يكون لنا عائلات محبّة سعيدة، تعلّما كيف نبني مجتمعات عادلة ومتناغمة. حتّى نطوّر مجتمعنا بشكلّ كامل، يجب أن يكون لدينا إدراك ماديّ وروحانيّ.  بدون الإدراك العلميّ يصبح الناس تائهين في ظلمة الجهل والخرافة. بدون الفهم الرّوحانيّ يغرق النّاس في بحر من الماديّات، وتمتلئ قلوبهم بالكراهية والعنف، الأنانيّة، والانحلال الأخلاقيّ، الغيرة، والانتقام، الفساد والظّلم.

زر الذهاب إلى الأعلى