تفاصيل مفاجئة من القمة الخليجية وموقف مصر من المصالحة مع قطر وتوقيع البيان الختامي بحضور تميم

وقع قادة ورؤساء الوفود المشاركة في الدورة 41 لقمة مجلس التعاون الخليجي البيان الختامي لقمة العلا في المملكة العربية السعودية بحضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد.

وقال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي يترأس القمة، في كلمته الافتتاحية إن قادة دول الخليج وقعوا بيانا “للتضامن والاستقرار”.

كما رحب بن سلمان بجهود الكويت والولايات المتحدة في تحقيق المصالحة مع قطر، وأكد على ضرورة تعزيز التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي.

وأشاد ولي عهد السعودية في كلمته بسلطان عمان الراحل السلطان قابوس بن سعيد، وأمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد، وجهودهما من أجل تحقيق المصالحة الخليجية.

مصر توقع بيان المصالحة ووزير المالية القطري يصل القاهرة

وصل وزير المالية القطري علي بن أسد العمادي إلى القاهرة اليوم الثلاثاء على متن طائرة خاصة في زيارة نادرة بعد ساعات من توقيع اتفاق المصالحة الخليجية بحضور وزير خارجية مصر في السعودية.

ووصل العمادي برفقة وفد رسمي لحضور افتتاح أحد الفنادق الممولة قطريا على النيل بالعاصمة المصرية.

وحطت طائرة الوزير القطري بمطار القاهرة، في مشهد لم يحدث خلال السنوات الخمس الأخيرة، فيما تستمر زيارته عدة ساعات بحسب مصادر تحدثت إليها بي بي سي.

وشارك وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في قمة العلا السعودية نيابة عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وذكر بيان للخارجية المصرية أن وزير الخارجية سامح شكري وقع على بيان القمة المتعلق بالمصالحة الخليجية من أجل “مواجهة التحديات الجسام التي تشهدها المنطقة”.

وذكر بيان الخارجية أن مصر ترى حتمية البناء على هذه الخطوة من أجل “تعزيز مسيرة العمل العربي ودعم العلاقات بين الدول العربية انطلاقًا من علاقات قائمة على حُسن النوايا وعدم التدخُل في الشئون الداخلية للدول العربية”.

الموقف من إيران

وحذر بن سلمان من دور إيران في المنطقة، وطالب المجتمع الدولي بضرورة وقف الأنشطة المتعلقة ببرنامج إيران النووي “والمشاريع الهدامة التي ينفذّها وكلاء إيران”، على حد تعبيره.

وأضاف بن سلمان: “تواجهنا تحديات لمواجهة السلوك الإيراني التخريبي”، مشيراً إلى أن “البرنامج النووي الإيراني يهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي”.

وانطلقت اليوم الثلاثاء أعمال القمة الخليجية في دورتها الـ 41 في محافظة العلا بالمملكة العربية السعودية بحضور الشيخ تميم بن حمد أمير دولة قطر، الذي استقبله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعناق حار.

وثمة توقعات أن تشهد القمة اتفاقا رسميا بشأن إنهاء النزاع الذي أدى إلى قطع السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية والتجارية والسفر مع قطر في منتصف عام 2017.

ويحضر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني القمة بعد إعلان السعودية إعادة فتح مجالها الجوي والبحري والبري مع قطر، بموجب اتفاق سوف يُبرم يوم الثلاثاء، بحسب مسؤول أمريكي بارز.

وفود الإمارات والكويت والبحرين وعمان

وشارك في الجلسة الافتتاحية للقمة أمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي يرأس وفد بلاده إلى القمة الخليجية.

كما شارك نائب رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن راشد، الذي يرأس وفد الإمارات لحضور قمة مجلس التعاون الخليجي، بينما غاب رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ومحمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي.

كما شارك أيضا ولي عهد البحرين رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة نيابة عن الملك حمد بن عیسی آل خليفة الذي غاب عن القمة.

كما شارك رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء العماني فهد بن محمود آل سعيد في القمة نيابة عن السلطان هيثم بن طارق آل سعيد.

جهود المصالحة الخليجية

وعلى الرغم من إعلان الرياض فتح الحدود مع قطر يوم الاثنين، لم تعلن الإمارات ومصر والبحرين عن موقف مماثل، بيد أن مسؤولا أمريكيا قال “نتوقع” انضمامهم للخطوة، وأضاف المسؤول أنه بموجب الاتفاق، سوف تعلق قطر الدعاوى القضائية المتعلقة بالمقاطعة.

وقال دبلوماسيون ومحللون إن السعودية كانت تضغط من أجل التوصل إلى اتفاق يُظهر للرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، أن الرياض منفتحة على الحوار.

وكان بايدن قد تعهد باتخاذ موقف أكثر تشددا مع السعودية بشأن سجل حقوق الإنسان وحرب اليمن.

كان وزير الخارجية الكويتي ناصر الصباح أعلن يوم الرابع من ديسمبر/كانون الأول عن “مباحثات مثمرة جرت في الفترة الماضية أكدت فيها كافة الأطراف حرصها على التضامن والاستقرار الخليجي، والوصول إلى اتفاق نهائي يحقق خير الشعوب”.

جاريد كوشنر وجهود ترامب

وشارك جاريد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في القمة الخليجية الحالية.

وقد بذلت الإدارة الأمريكية مساعيها الحثيثة من خلال اللقاءات التي أجراها كوشنر مع المسؤولين الخليجيين، في محاولة من الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته لحل أزمة الخليج قبل مغادرته البيت الأبيض.

وفرضت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، منذ عام 2017، قيودا على قطر، شملت إغلاق حدودها البرية والبحرية ومجالاتها الجوية. وتسبب ذلك في حالة من الاضطراب داخل قطر التي تعتمد على الواردات لتلبية الاحتياجات الأساسية لسكانها البالغ عددهم 2.7 مليون شخص.

وطالبت الدول الأربع الدوحة بتلبية 13 شرطا لإعادة العلاقات معها، وشملت قائمة المطالب إغلاق قناة الجزيرة، وتحجيم العلاقات العسكرية مع تركيا وإغلاق قاعدة عسكرية تركية في قطر، وقطع العلاقات مع حركة الإخوان المسلمين، وتقليص الروابط مع إيران.

لكن الدوحة رفضت الشروط قائلة إنها “تمس سيادتها واستقلال قرارها الوطني”، مؤكدة في الوقت ذاته استعدادها للحوار على أساس الندية واحترام السيادة.

وكان النزاع مع قطر قد أدى إلى زعزعة وحدة دول الخليج في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية مع إيران.

Exit mobile version