مقالات

اليسار الذي لا يهادن

أينما وجد اليسار توجد مقاومة حقيقية ضد أي قوة رجعية تركيعية، في عام 2015 في الاجتياح الأول للمليشيات الانقلابية على محافظة الضالع، دارت معارك استمرت شهرين فقط حتى 9 أغسطس، تحررت الضالع بالكامل، بالرغم من فارق التسليح بين القوة الانقلابية التي كانت تمتلك سلاح الدولة الثقيل والخفيف، بينما الرفاق في الضالع لا يمتلكون سوى سلاح كلاشينكوف بسيط وإرادة تقهر المستحيل.

 مع العلم وقتها الضالع تحررت دون أي طلقة واحدة من التحالف أو أي مساعدة عسكرية، تحررت بيد مقاومة شعبية، وكانت الضالع أول محافظة تتحرر من يد الحوثي دون أي دعم خارجي.

في الشهر نفسه من تحرير محافظة الضالع، كان الرفاق يقاتلون ببسالة في مديرية مشرعة وحدنان “كوبا اليمن”، إحدى مديريات تعز، وتم إحراق أول آلية عسكرية “دبابة” للحوثي والعديد من الأطقم العسكرية، لتصبح أول مديرية في تعز بعد الضالع، تتحرر من يد القوة الانقلابية دون أي دعم من التحالف أيضاً.

بعدها بشهرين حاول الحوثي جاهداً بعد السيطرة على مديرية المسراخ ورغم كل تعزيزاته الذي دفع بها نحو مديرية المعافر، لأجل إخضاعها، وهو يعرف جيداً ماذا يعني إسقاط المعافر وتركيعها؟!! كونها رائدة التغيير، والدينمو المحرك لأي عمل ثوري في تعز، إلا أن القلعة اليسارية قاومت بكل شجاعة وشموخ، وشكل الرفاق في المعافر حاجزاً بشرياً رهيباً منع تقدم الحوثي من المسراخ ناحية المعافر، رغم إمكانيتهم الشحيحة بسلاح الكلاشينكوف، ودون أي تدريب عسكري كونهم مقاومة شعبية تشكلت من المدنيين، ولا حتى دعم بالذخيرة والسلاح من قبل التحالف مع أنه كان وقتها (التحالف) يدعم الإصلاح بقوة في تعز، ويمر هذا الدعم من أمام أعيننا في المعافر ونحن نقاوم بمجهودنا الذاتي وطموحنا الجمعي، رغم كل المعوقات إلا أن الحوثي لم يستطع أن يسقط حتى شبر واحد من المعافر.

  وكانت المعافر أول مديرية تعيد ترتيب صفوف اللواء 35 مدرع بقيادة العميد “عدنان الحمادي”، وتأسس لنواة جيش وطني حقيقي ينتمي للمؤسسة العسكرية فقط.

أعيدوا النظر جيداً لماذا الإخوان اليوم يختلقون الصراع في المناطق المحررة سابقا؟! وتعود هذا المناطق ليد مليشيات الحوثي كما كانت في السابق، وكأن الناس لم تقاوم من الأساس.

والذي حصل في فرضة نهم والجوف خير دليل.

زر الذهاب إلى الأعلى