الحيمة شرق تعز.. صمود اسطوري على مدى خمسة أيام أمام أشرس عدوان “تفاصيل”

مليشيا الحوثي تمارس القتل والتنكيل بأهالي عزلة الحيمة وتفرض عليها حصاراً خانقاً وقصفاً مكثفاً من مختلف الجهات

المليشيا فجرت 4 منازل واقتحمت العشرات بمشاركة “زينبيات” إحداهن اعتدت على فتاة بضربة في الرأس حتى سالت الدماء ومنعن إسعافها

المليشيا اختطفت أكثر من 50 شخصاً من أهالي الحيمة بينهم أطفال أخذتهم كرهائن للضغط على آبائهم لتسليم أنفسهم

الحكومة طالبت الجيش الوطني والتحالف العربي القيام بمسؤولياتهم، والعمل على تفادي ارتكاب الحوثيين لمجازر وشيكة بحق المدنيين في منطقة الحيمة وجددت مطالبها بإدراج الحوثيين ضمن قوائم الإرهاب

محور تعز العسكري رفض طلب قيادات ميدانية وجنود من أهالي الحيمة تسليمهم جبهة الأربعين للزحف باتجاه الستين وقطع خط إمداد المليشيا

عشرات الجنود من أهالي الحيمة نفذوا هجوماً في جبهة الأربعين وسيطروا على موقعين للمليشيا وأجبروا على الانسحاب بعد ذلك نتيجة رفض قائد الجبهة مدهم بالذخائر4

يمن الغد ـ تقرير

أحكمت مليشيا الحوثي الانقلابية حصارها على مناطق عزلة الحيمة، التابعة لمديرية التعزية، شمالي مدينة تعز، وقتلت ما يزيد عن 10 مدنيين، بينهم نساء، وفجرت العديد من المنازل، واعتقلت العشرات من المواطنين، بما فيهم أطفال، في عمليات مداهمة لعدد من قرى المنطقة.

وقالت مصادر محلية لـ “الشارع”، إن مليشيا الحوثي عززت، يوم الخميس الماضي، مقاتليها بدباتين، بعد 3 أيام من القصف المدفعي على منازل المواطنين والتباب المرتفعة التي يتمترس فيها مقاتلون من أهالي المنطقة، وقفوا في وجه المليشيا، ولا زالوا يقاومون في ظل اشتداد الحصار عليهم.

وأمس، وفقاً للمصادر، اشتدت وتيرة المواجهات بين أهالي المنطقة ومليشيا الحوثي في قرية “موهب”، بالتزامن مع وصول تعزيزات للمليشيا قادمة من مدينة القاعدة عبر خط الستين، إلى عزلتي الحيمة والزواقر.

وأوضحت المصادر، أن العشرات من عناصر المليشيا انتشروا، أمس (الجمعة)، في أغلب قرى ومناطق ووديان الحيمة، وداهموا المنازل، واختطفوا العديد من الأهالي، بينهم أطفال، والزج بهم إلى سجون مدينة الصالح في منطقة الحوبان، علاوة على طرد المليشيا لعدد من الأسر، من النساء والأطفال، من منازلها في قرية “السائلة”، وتمركزت فيها.

وأفادت المصادر، أن المليشيا استحدثت نقاط تفتيش في الطرق الفرعية المؤدية إلى عزلة الحيمة، في ظل استمرارها بالقصف المدفعي من أماكن تمركزها على منازل الأهالي ومواقع يتمركز فيها مقاتلون من أهالي المنطقة، لم تتمكن بعد المليشيا من إحكام السيطرة عليها.

وأكدت المصادر، أن المليشيا فجرت منذ بداية حملتها على العزلة, الثلاثاء الماضي, أربعة منازل، واختطفت أكثر من 50 مواطناً، بينهم أطفال, أخذتهم المليشيا كرهائن حتى يسلم آباؤهم أنفسهم.

وذكرت، أن المليشيا استعانت، صباح أمس، بمليشيا نسائية “الزينبيات” لاقتحام عدد من المنازل وتفتيشها، وأن إحدى الزينبيات اعتدت بالضرب على فتاة داخل منزلها بعصا في الرأس، حتى أضرجت دماؤها، ومنعن إسعافها لتلقي العلاج.

منزل مواطن في عزلة الحيمة فجرته المليشيا

وأضافت المصادر، أن المئات من أهالي الحيمة يتمركزون بأسلحتهم الشخصية، في عدد من الجبال المطلة على المنطقة، فيما مليشيا الحوثي سيطرت على عدد من القرى الكائنة في وادي الحيمة، وداهمت عدداً من المنازل، فيما منعت المواطنين من الخروج من بعض المنازل.

وبحسب المصادر، فإن المليشيات الحوثية أقدمت، صباح الخميس الفائت، على قطع شبكات الاتصالات والإنترنت عن عزلة الحيمة، ثم باشرت البلدة بالقصف المدفعي، من جبل القاعدة، وجبل أومان المطل على مفرق ماوية ومن الدفاع الجوي، غربي عصيفرة، وعمليات قنص بشكل هستيري.

وتحدث لـ “الشارع” مصدر عسكري مُطلع، أن أهالي مديرية التعزية، بينهم العشرات من أهالي عزلة الحيمة، طالبوا قيادة محور تعز العسكري بتحريك جبهة الأربعين باتجاه شارع الستين، لتخفيف الضغط الحوثي على عزلة الحيمة، إلا أن قيادات في المحور رفضت ذلك.

وأضاف المصدر، أن ثلاثة قياديين ميدانيين من أهالي عزلة الحيمة، أحدهما سبق أن أصيب عدة مرات في مواجهات مع مليشيا الحوثي الانقلابية، اجتمعوا الخميس الماضي، في منزل قائد عسكري في محور تعز، وطلبا منه إطلاع القيادة بتسليمهم قيادة جبهة الأربعين، بعد تقديمهم تعهداً بتحرير الأربعين وصولاً إلى خط الستين، للتخفيف على أهاليهم، إلا أنه قابل حديثهم بكل برود، وقال لهم: إن “القيادة لديها خطط استراتيجية لا ينبغي تجاوزها، وأستبعد أن توافق القيادة على مطلبكم”.

ولفت المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، إلى أن الثلاثة القياديين خرجوا من منزل القائد العسكري مستائين، وقام أحدهم بتجميع أفراد عزلته والوصول إلى الخطوط الأمامية في جبهة الأربعين والبدء بمناوشة مع مليشيا الحوثي الانقلابية.

وأفاد المصدر، أن اشتباكات اندلعت بين الطرفين في جبهة الأربعين لأقل من ساعة، تقدمها حوالي 13 جندي من أهالي قرية عزلة الحيمة، وتمكنوا خلالها من السيطرة على موقعين كانت تتمركز فيهما مليشيا الحوثي الانقلابية، مشيراً إلى أن المواجهات أسفرت عن مقتل 3 من عناصر المليشيا، وإصابة آخرين، فيما قتل جندي من أهالي قرية الحيمة، وأصيب أربعة آخرين.

وأضاف المصدر، أن “مواقع مليشيا الحوثي في الأربعين كانت شبه خالية من المقاتلين، وربما تم التعزيز بهم إلى الحيمة، وبعد السيطرة على الموقعين وفرار مليشيا الحوثي، طالب الجنود تعزيزهم بالذخائر، إلا أن قائد الموقع العسكري التابع للكتيبة الـ17 في اللواء 22 ميكا، رفض مدهم، وقال لهم: “إذا تشتوا تحموا بلادكم، ادفعوا من جيبوبكم.. اشتروا رصاص وقاتلوا، أما إحنا مافيش معنا ذخائر”.

وفيما أشار المصدر إلى أن قوات محور تعز العسكري استهدفت، الأربعاء الماضي، موقعين لمليشيا الحوثي في الحيمة بسلاح المدفعية الثقيلة، استغرب من إيقاف جبهة الأربعين، منذ بدء معركة الحيمة، منتصف الأسبوع الماضي.

إلى ذلك، أفادت “الشارع” مصادر محلية في المدينة، أنه بالتزامن مع هجوم المليشيا على عزلة الحيمة، ارتفعت وتيرة حالات قنص المدنيين في مدينة تعز من قبل قناصة المليشيا، مشيرة إلى حدوث سبع حالات قنص خلال الـ 48 ساعة الماضية في أجزاء متفرقة من المدنية.

وجددت الحكومة اليمنية مطالبتها بإدراج ميليشيا الحوثي الانقلابية ضمن قوائم الإرهاب الدولي، وذلك على خلفية الجرائم والانتهاكات التي تمارسها بشكل يومي بحق المدنيين في مناطق سيطرتها، والتي كان آخرها قصف منطقة الحيمة، شمال محافظة تعز، بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، بينهم نساء وأطفال.

وقالت وزارة الشئون القانونية وحقوق الإنسان، في بيان لها، إنها “تتابع بقلق بالغ استمرار مليشيا الحوثي الإرهابية بقصف منطقة الحيمة شمال محافظة تعز، بمختلف الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وتهجير عشرات الأسر، واختطاف 8 أطفال من منازلهم واحتجازهم كرهائن، مؤكدة أن هذه الجرائم التي تستهدف المدنيين والأهالي العزل تأتي بالتزامن مع تصعيد آخر تشنه المليشيا في مديرات صالة والقاهرة والمظفر في تعز، منذ عام كامل، في ظل مساعيها للإبقاء على حصار المدنية، وممارسة الانتقام بحق سكانها بدوافع طائفية مقيتة، في تصعيد غاشم خلّف المئات من الضحايا المدنيين، وإلحاق أضرار بالغة بالبنى التحتية أعاقت استمرار الحياة”.

وأضاف البيان: “إن الوزارة وهي تدين بأشد الكلمات قسوة تلك الجرائم، تعبر عن مخاوفها الجدية من ارتفاع عدد الضحايا في صفوف المدنيين؛ لا سيما في صفوف الأطفال والنساء، وتحذر من أن إقدام المليشيا على اقتحام المنطقة سيفضي لارتكاب أعمال انتقامية وتصفيات واسعة بحق السكان، كما حدث في كثير من المناطق التي تم اقتحامها من قبل مليشيا الإرهاب والدمار في السنوات الماضية”.

 وأكد البيان، على أن وزارة الشئون القانونية وحقوق الإنسان، أمام هذه الممارسات والأعمال الإرهابية، ونتائجها المروعة بحق المدنيين، لم ولن تتخلى عن التشبث بمطالبها المتمثلة بإدراج مليشيا الحوثي ضمن قوائم الإرهاب الدولي، واتخاذ إجراءات رادعة تحد من ممارساتهم الإرهابية، داعياً الجيش الوطني والتحالف العربي للقيام بمسؤولياتهم، والعمل على تفادي ارتكاب الحوثيين لمجازر وشيكة بحق المدنيين في منطقة الحيمة.

كما دعت الوزارة، المنظمات المحلية والدولية العاملة في المجال الحقوقي، إلى متابعة ورصد تلك الممارسات والتنديد بها.

وطالبت شبكة منظمات حقوقية، أمس، بضغط أممي لوقف انتهاكات مليشيا الحوثي في محافظة تعز.

وقال بيان صادر عن الشبكة اليمنية للحقوق والحريات (تضم 13 منظمة حقوقية أهلية)، إن “قصف ميليشيا الحوثي يومي الأربعاء والخميس على منطقة الحيمة (شمالي تعز) أسفر عن ‏مقتل 7 مدنيين وإصابة 11 آخرين معظمهم من النساء والأطفال”.

واتهمت الشبكة اليمنية، جماعة الحوثي المسلحة، بـ “اختطاف 8 أطفال كرهائن واعتقال نحو 20 مدنيا في المنطقة ذاتها، إضافة إلى تفجير 4 منازل”.

واعتبرت الشبكة الحقوقية، أن “هذه الجرائم ترتقي إلى جرائم ضد الإنسانية، وتصل حد الإبادة الجماعية”.

ودعا البيان، المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، إلى “إدانة هذه الجرائم والضغط على مليشيا الحوثي لوقفها”.

Exit mobile version