قالت مجلة «The National Interest» الأمريكية “من المرجح أن يتصاعد تدخل إيران في الحرب الأهلية اليمنية مع تبلور الحكومة الجديدة التي عادت إلى مدينة عدن”.
وقُتل ما لا يقل عن 22 شخصًا وأصيب العشرات في هجوم على مطار في مدينة عدن اليمنية في 30 ديسمبر/ كانون الأول. وسمع دوي انفجار بعد وقت قصير من وصول طائرة تقل الحكومة اليمنية المشكلة حديثًا من المملكة العربية السعودية. وكان من بين القتلى عمال إغاثة دوليون ومسؤولون وصحفيون.
وأدت حكومة الوحدة اليمنية الجديدة اليمين الدستورية قبل خمسة أيام من هجوم عدن، منهية شهورًا من العنف والخلافات السياسية مع الانفصاليين الجنوبيين الذين تدعمهم الإمارات العربية المتحدة. إذ عرّض الخلاف علاقة الإمارات بالسعودية التي تقاتل المتمردين الحوثيين، للخطر.
يخوض اليمن حرباً أهلية مدمرة منذ 2014، عندما سيطر المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران على محافظة صعدة شمال اليمن. وبحلول عام 2015، سيطر المتمردون الشيعة على القصر الرئاسي اليمني، مما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته على الفرار.
بعد استيلاء الحوثيين على القصر، بدأت المملكة العربية السعودية وثماني دول أخرى معظمها من العرب السنة في الخليج حملة جوية بالإضافة إلى عزل المتمردين الحوثيين اقتصاديًا. تبع ذلك حالة من الجمود العسكري لأكثر من خمس سنوات، مما أدى إلى مقتل أكثر من 100000 شخص وتسبب في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
استفادت مجموعات متشددة من الفوضى في اليمن منذ اندلاع الحرب الأهلية. فقد دخل مقاتلون مرتبطون بالقاعدة في شبه الجزيرة العربية والدولة الإسلامية (داعش) وغيرهم من الوكلاء المارقين في الصراع من خلال السيطرة على مناطق في جنوب اليمن وإدامة الهجمات الإرهابية.
من غير المستغرب أن قادة النظام الإيراني حاولوا أيضًا استغلال الفوضى في اليمن لصالحهم. إذ ستعتبر إيران غزو الحوثيين للحكومة اليمنية الشرعية انتصارًا، حيث يسعى مسؤولو النظام إلى تمكين المسلمين الشيعة المتحالفين معها، من السلطة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
منذ عام 2012، زاد التدخل الإيراني لدعم المتمردين الحوثيين بشكل كبير، بدءًا من المساعدات العسكرية إلى التدريب والمساعدات المالية. في عام 2013، تم الاستيلاء على زورق حربي إيراني يحمل 40 طنًا من المعدات العسكرية بما في ذلك صواريخ وصواريخ أرض جو وذخيرة كانت متجهة إلى الحوثيين.
وتزامنت اعتداءات الحوثيين على السعودية مع الصراع الإيراني_ السعودي. أطلق مسلحو الحوثي سلسلة من الصواريخ الباليستية على الرياض في عام 2018، بعد يوم واحد من انسحاب أكبر حليف للسعودية – الولايات المتحدة – من الاتفاق النووي لخطة العمل الشاملة المشتركة مع إيران.
وعلى الرغم من نفي الحوثيين تنفيذ هجوم مطار عدن، فقد نفذت الجماعة هجمات مماثلة في الماضي. وفي 2019 أطلق الحوثيون صاروخا على عرض عسكري في عدن أسفر عن مقتل العشرات. قبل بضع سنوات في عام 2015، أطلق الحوثيون صاروخًا استهدف رئيس الوزراء اليمني آنذاك خالد بحاح وأعضاء حكومته. يستخدم الوكلاء المدعومون من إيران تكتيكات مماثلة في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك كتائب حزب الله في العراق وحزب الله في لبنان.
في العراق، شنت الميليشيات المدعومة من إيران باستمرار هجمات صاروخية تستهدف المواقع الدبلوماسية الأمريكية في محاولة لتقويض الحوار_ الأمريكي العراقي.
مع استمرار ولادة الحكومة اليمنية الجديدة بقيادة السعودية، من المرجح أن يصعد المتمردون الحوثيون الهجمات التي تستهدف مسؤوليها. كما أنه من المتوقع أن تكون الإدارة الأمريكية القادمة قاسية على المملكة العربية السعودية. كذلك ربما أن الحوثيون المدعومون من إيران يختبرون عزيمة جو بايدن إذا انتقمت القوات السعودية في الأسابيع المقبلة.