الحوثي جماعة ارهابيةمقالات

تصنيف الحوثي منظمة إرهابية.. إعلان متأخر في الاتجاه الصحيح

 
جاء إعلان الإدارة الأمريكية على لسان وزير خارجيتها مايك بومبيو تصنيف مليشيا الحوثي المدعومة من ايران “منظمة إرهابية اجنبية” وادراج ثلاثة من كبار قياداتها ضمن قوائم الإرهاب، تتويجا للجهود التي تبذلها الولايات المتحدة الامريكية للحد من النفوذ الإيراني وسياساته التخريبية في المنطقة ضمن سياسة الضغط القصوى، ومحاربة الإرهاب بكافة اشكاله وصوره، والتصدي للجماعات الإرهابية والايدلوجيات المتطرفة. 
هذا الخطوة وإن جاءت متأخرة، فهي تمثل خطوة استراتيجية كبيرة في الاتجاه الصحيح نحو انهاء الأزمة اليمنية والمعاناة الإنسانية المتفاقمة، وتلبي دعوات ملايين اليمنيين الذين أطلقوا خلال الأشهر الماضية حملات شعبية وسياسية وإعلامية رفعوا فيها مطلبهم بـ”صوت واحد الحوثي جماعة إرهابية”. 
كما ان هذه الخطوة التاريخية التي حظيت بترحيب شعبي واقليمي واسع منذ إعلانها وضعت مليشيا الحوثي في مكانها الطبيعي الى جانب المنظمات الإرهابية “داعش، القاعدة” بعد أن اوغلت في دماء اليمنيين وارتكبت الجرائم والانتهاكات ضد الإنسانية، وقوضت الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة، وهاجمت مصادر الطاقة والسفن التجارية في المياه الدولية، وقادت لأكبر مأساة إنسانية في تاريخ البشرية.  
وهي انتصارا لمئات الآلاف من ضحايا جرائمها وانتهاكاتها التي ارتكبتها منذ انقلابها على الدولة والاجماع الوطني المتمثل بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي نظم برعاية دولية وشاركت فيه مختلف المكونات والأطياف السياسية والاجتماعية بما فيها الحوثيين أنفسهم، وضمان لعدم إفلات القتلة والمجرمين من العقاب. 
لقد عملت مليشيا الحوثي طيلة الأعوام الماضية على تقويض جهود حل الأزمة، مستغلة الحرص الدولي على حل الأزمة اليمنية بطرق سلمية للمناورة وكسب الوقت لتعزيز موقفها العسكري واستقطاب المزيد من المغرر بهم في جبهات القتال وتهريب الأسلحة الإيرانية المتطورة التي استخدمتها في التصعيد العسكري وتطوير هجماتها الارهابية على الأعيان المدنية في المناطق المحررة والجارة السعودية وخطوط الملاحة الدولية. 
كما استغلت المليشيا الحوثية المأساة الإنسانية التي تمر بها اليمن بسبب تمردها وانقلابها على الدولة للضغط على المجتمع الدولي وتحقيق مكاسب سياسية ومالية ومارست طيلة ستة أعوام صنوف الابتزاز على المنظمات الدولية وسرقت الغذاء من افواه الجوعى بحسب تعبير منظمة الأغذية العالمية غير ابهة بمعاناة  اليمنيين . 
وواصلت المليشيا الحوثية الترويج لشعاراتها الإرهابية وبث خطابها الإيدلوجي المتطرف ونشر ثقافة العنف والموت والكراهية وتنشئة جيل من الارهابيين، ولم تتردد في الإعلان صراحة عن ارتباطها المباشر وتبعيتها الكاملة للحرس الثوري الإيراني ونظام الولي الفقيه في ايران، ومساعيها تعميم طقوسها الطائفية على اليمنيين، وتنفيذ سياساتها التدميرية في المنطقة. 
إن خطوة تصنيف مليشيا الحوثي حركة إرهابية سيكون الأثر الكبير في الحد من جرائم مليشيا الحوثي التي يدفع ثمنها المدنيين بشكل يومي، ووقف انشطتها الارهابية التي تستهدف الأمن الإقليمي والمصالح الدولية في البحر الأحمر وباب المندب، والحد من عمليات نقل وتهريب الاسلحة المتطورة والقدرات النوعية والخبراء الإيرانيين الى المليشيا الحوثية، والضغط على المليشيا للانصياع لجهود إحلال السلام التي تقودها الأمم المتحدة بناء على المرجعيات الثلاث للوصول الى حل سياسي شامل ينهي الأزمة، ويضع حداً للمعاناة الانسانية المتفاقمة لملايين اليمنيين بمناطق سيطرتها.  
بالإضافة إلى ان هذا القرار يمثل خطوة مهمة تتكامل مع جهود مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه الفكرية والمالية، وتعزيز الجهود الدولية للتصدي للأنشطة الإرهابية التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في العالم. 
وبشأن ما يثيره البعض عن تبعات هذه الخطوة على الملف الإنساني، فيوجد فرق كبير بين ما يتم الترويج له وبين واقع اليمن. فجماعة الحوثي يسيطرون على جزء محدد من اليمن ولدى الحكومة الشرعية قنوات وقدرات داخلية وستقوم بعمل كل ما يمكن من إجراءات ومعالجات لوصول المساعدات والمواد الأساسية الى كل اليمنيين . بل أن هذا التصنيف سيسرع في تقويم النظام المالي والمصرفي بحيث تستعيد الدولة اليمنية سيطرتها على كافة مفاصله بطريقة تتماشي مع القوانين والأنظمة الدولية ومحاربة الإرهاب وبطريقة تخدم اليمنيين.  
كما ان الحكومة اليمنية ستعمل مع المنظمات الدولية وهيئات الإغاثة على تقديم التسهيلات التي تسهم في تسهيل أداء تلك المنظمات لمهامها وتحقيق الأهداف المشتركة وضمان وصول المساعدات الغذائية لمستحقيها وعدم تعرضها للنهب او الاستغلال وتوجيهها للمجهود الحربي لقتل اليمنيين كما عمدت لذلك المليشيا الحوثية.  
ان من يتنبأ بكارثة إنسانية في المناطق التي تحت سيطرة الحوثي بعد تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية عليه ان يراجع التاريخ ويتعمق في ما حدث في غيرها من مناطق. ونقول لهم ان تأخر التصنيف هو الذي أدى الى تفاقم المأساة الإنسانية في اليمن وبمجرد قطع الإمدادات عن الحوثيين وتقويض سلطتهم فإننا سنبدأ رحلة التعافي الاجتماعي واستعادة الدولة.  
لقد استطاع اليمنيون الذين خرجوا في تجمعات عفوية بمختلف المحافظات ونظموا حملات إعلامية على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ايصال رسالتهم للعالم في وجه الارهاب الحوثي الذي تصاعد بشكل خطير وملحوظ منذ وصول الضابط في فيلق القدس الايراني المدعو حسن ايرلو للعاصمة المختطفة صنعاء، وبلغ هذا الإرهاب ذروته مع جريمة استهداف الحكومة اليمنية والأخرين المتواجدين في مطار عدن الدولي. 
إن المجتمع الدولي وفي المقدمة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والمنظمات الدولية ذات العلاقة مطالبين اليوم اكثر من أي وقت مضى بدعم جهود الحكومة والشعب اليمني في معركة استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب الحوثي باعتباره راس حربة للمشروع التوسعي الايراني ومخططاته لنشر الفوضى والإرهاب في المنطقة، والمضي في اتخاذ خطوات مماثلة لتلك التي اتخذتها الإدارة الأمريكية عبر تصنيف مليشيا الحوثي “منظمة ارهابية” وإدراج قياداتها ضمن قوائم الإرهاب الدولي، وتكثيف التعاون المتبادل معش الحكومة الشرعية بما يكفل القضاء على الإرهاب بكافة اشكاله وصوره، التزاما بمسئولياتهم القانونية والأخلاقية في حماية حقوق الانسان ووقف الانشطة الارهابية وصون السلم والأمن الاقليمي والدولي وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بالأزمة اليمنية وفي مقدمتها القرار (2216). 

*نقلا عن وكالة الأبناء الأمريكية (ذا ميديا لاين) المختصة بالشرق الأوسط 

*وزير الاعلام والثقافة والسياحة في الجمهورية اليمنية 

زر الذهاب إلى الأعلى