ابصر لابني قائد خزقي في الأيميل حقك؟!
زمان كان الزميل “سمير الحويج” مدير قسم الكمبيوتر في صحيفة الجمهورية يوزع على الزملاء ايميلات من شق لا طرف ساع علي محسن تماما وهو يوزع اراضي لاصحابه، الا انا مابش معي ايميل وبدأت نفسي اللوامة تشتغلني وتدحسني:
كل اصحابك قد معاهم ايميلات وانت هاضاك انت، لامعك ارضية ولا وظيفة سوى ولاسيارة ولاحتى ايميل!
اين هي الرجالة؟ “اشتحط ” وانتع لك ايميل من الان، رجال الله قد “قشقشوا” كل شيء وانت جالس مقُقعي.
ولم تدم “طنانتي” كثيرا، أنشىء لي ” الصديق الحويج” أول ايميل سنة 2001 تقريبا ورجعت البيت يومها وانا منتشي زي اي واحد شعر بأنه بدأ أول خطوة في الطريق الى المستقبل.
ولم اكن اعرف – حينها – كيف يستخدموه، ولا من اين يدخلوا له، ولاكيف يخرجوا منه. المهم معي ايميل من جيز خلق الله وهات يازنط.
أي واحد يسألني ايامها: معك تلفون؟
اقوله: وايميل كمان؟
واي واحد يطلبني الايميل اجيبه له مع كلمة السر.
أصلا كنت اقول: كيف بيدخل ايميلي ويطرح لي الرسالة اللي يشتيها والباسوورد مش معه؟!.
في احدى المرات طلب مني احد الأصدقاء ان اعطيه ايميلي.
وهذا الشخص بالذات انا كنت متضايق منه لأسباب شخصية.
اخذت قصاصة من حقيبتي وكتبت له فيها الأيميل من دون كلمة السر.. قلت عشان يتأدب. ويعرف كيف يتعامل مع الناس.
حصل ذلك في الصباح
وفي المساء نشطت نفسي اللوامة، ورحت أجلد نفسي على فعلتي تلك:
ليش زعلته وماجبتلوش كلمة السر؟! وكان يفترض اقوله انت زعلتني بكذا وكذا افضل مما اعمل معه مثل هذه الحركة البايخة. وذلحين بيقول ان قدنا ” أزنط ” عليه وايش شاقوله لما يحصلني في الشارع ويقولي: الله المستعان؟
المهم جلس قلبي يلهبني عليه يومها، ونفسي اللوامة تدحسني وقمت اتصل به هاذيك الساع وانا خجلااان من نفسي، اول مارد علي الوه قلت له مباشرة:
ياخي انا اسف عن الموقف اللي حصل مني اليوم بخصوص كلمة السر حق الايميل سجلها عندك الان (123456 )
يعني حتى كلمة السر نفسها كانت هبلا…!
***
هاذيك الايام نفسها عادنا كنت موظف جديد في الصحيفة
ماليش اربعة اشهر يمكن. روحت يوم البيت وامي تشكي لي من ازعاج المؤجر قلت لها: اطمني يا اماه عادنا الا استلمت حقي الإيميل والحمدلله والشغل وطلبة الله الان شيجي.
ورحت اشرح لها – بطريقة واحد مافيش مع ابوه حاجه – فائدة الإيميل واهميته في المستقبل وللمستقبل.
كانت أمي رعاها الله تستمع إلي والفرح ملان وجهها فارحه بالايميل ازيد من فرحتها بالوظيفة وتحسب الايميل سوبر ماركت او بقالة وماكودها تدعي لي واي واحد في الحارة يسألها اينو فكري هذي الأيام؟ تقوله يشتغل بالايميل حقه الله يرزقه.
وان رقدت يوم لاظهر تقيمني:
– هيا ابني عتقوم تفتح الإيميل.
المهم احلامها كلها كانت معقودة على هذا الايميل.
بعد ايام كان المؤجر يطرق باب بيت الشقة “يشتي” حقه الإيجار.
وكانت أمي واقفة له عند الباب تقنعه يصبر شويه لوما يبدأ الايميل حقي يشتغل وشتدفع له ايجار سنة مقدما.
المؤجر –هو الاخر- شعر بأن الإيميل هذا يعتبر شيء ضخم وبينه رزق ساع التراب ما جعله يطلع “مُحطرم” لاول مره ويغادر باب البيت من دون تهديد.
بعد ايام لقيت المؤجر في الشارع شافني وصيح لي باحترام:
-يا استاد يا استاد فكري.
جاوبته وسلمت عليه وطمني وقلي بدماثة أخلاق:
– ولاتهم الايجار اليوم بكره بعد سنة ما اعتمرتش صنعاء بيوم.
شكرته من قلبي وكلمني واحنا واقفين بالشارع عن ابنه قائد العاطل عن العمل، يشكي ويبكي من فرغته وقلي وهو يغمز لي بعينه:
– اامانه ابصر لابوه معك عمل هانا والا هانا ادرب ابوه في اي خزقي بحقك الأيميل، والله انه رجال جيد شينفعك ومعه شهادة والكل؟!
ايوااااه والحنبه