بدأت، الثلاثاء، المحاكمة الثانية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في مجلس الشيوخ، بعد اتهامه بالمسؤولية عن أعمال العنف في الكابيتول.
وأصبح ترامب أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يتم اتهامه بسوء السلوك أو عزله مرتين من قبل مجلس النواب بالكونجرس.
ويقول الديمقراطيون إن ترامب “مسؤول بشكل شخصي” عن أعمال الشغب التي تسبب بها أنصاره حين اقتحموا مبنى الكونجرس، أثناء جلسة التصديق على فوز خصمه الديمقراطي جو بايدن، في الانتخابات الأمريكية، يوم 6 يناير/كانون الثاني الماضي.
وفي مذكرة قانونية قبل المحاكمة، قال الديمقراطيون إن رفضه المتكرر للتنازل عن الانتخابات أدى إلى “التحريض على التمرد ضد الجمهورية التي أقسم على حمايتها”.
ورأوا أن تصريحات ترامب حولت حشده الجامح، يوم السادس من يناير/كانون الثاني، إلى “برميل بارود ينتظر النفخ”، داعين إلى استبعاده من الترشح لمنصب مرة أخرى.
ورفض محامو الرئيس السابق في مذكرتهم للمحاكمة، تهمة العزل الموجهة إليه، بحجة أن “أنصاره اقتحموا الكونجرس من تلقاء أنفسهم”، واعتبروا أن ما حصل “لا يرقى لمستوى التحريض”.
وقال المحامون إن دعوة الرئيس السابق “للقتال” لم يكن المقصود أن تؤخذ بالمعنى الحرفي للكلمة.
وأوضحوا أن وصف هذا البيان بمفرده بأنه “تحريض على التمرد” هو تجاهل جملة لما تبقى من خطاب ترامب في ذلك اليوم، بما في ذلك دعوته لمؤيديه لإسماع أصواتهم “سلمياً”.
وسيُكرس اليوم لنقاش قانوني قرابة 4 ساعات، حول الإجراءات الدستورية، حيث يعتبر فريق ترامب من المحامين أنه لا يمكن محاكمته كونه غادر السلطة.
إلا أن الديمقراطيين يرون غير ذلك، فهم يؤكدون أن الإجراء اُستخدم لمحاكمة وزير سابق، و”ينبغي نزع أهلية ترامب للترشح وتوجيه رسالة رادعة إلى الرؤساء المقبلين الذين قد تسولهم نفسهم أن يحذوا حذوه”.
وخلال الجلسة ستتاح ساعتان لكل طرف من أجل تقديم حججه، على أن يصوت أعضاء مجلس الشيوخ بعد ذلك للقول إن كانوا يريدون أن تستمر المحاكمة أم لا.
وبما أن معسكر الديمقراطيين يسيطر على مجلس الشيوخ، فإنه من غير المرجح أن تتوقف محاكمة ترامب.
وستقام جلسات يومية تبدأ بحلف اليمين، باستثناء يومي الجمعة والسبت المقبلين.
واعتبارا من يوم غد الأربعاء، سيكون أمام الادعاء والدفاع 16 ساعة موزعة على يومين كحد أقصى، لتقديم مرافعاتهم.