عدن تطلق الانذار وغضب الجوع يتصاعد ويضع السلطات في مأزق “سعر الكيس الدقيق يصل إلى 22 ألف”
خبراء يحذرون من انهيار محتمل للحكومة ويتهمونها بافتعال الأزمات..
يمن الغد/ تقرير- عبدالرب الفتاحي
تمر عدن والمحافظات الجنوبية بشكل خاص والمحررة بشكل عام بظروف سيئة في ظل انهيار مريع للوضع المعيشي للمواطنين، وتردي الخدمات وارتفاع مخيف في أسعار السلع الغذائية الذي يترافق مع انهيار العملة الوطنية.
وشكى مواطنون لـ”يمن الغد” من وضعهم المعيشي الذي فاق قدرتهم وتحملهم مؤكدين ان سعر كيس الدقيق 50 كيلو وصل اليوم السبت 13 مارس 2021 في عدن إلى ما يقارب 22 ألف وهو السعر الأعلى في تاريخة، فضلا عن الارتفاع الجنوني في أسعار السلع والمواد الغذائية بشكل عام.
وهو ما دفع بالمواطنين للاحتجاج والتظاهر ومؤخرا شهدت عدد من المدن الجنوبية احتجاجات رفضا للسياسات التجويعية التي تزايدت في ظل تردي الخدمات وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وانقطاع مرتبات الجنود، قبل ان يتم تسليم اثنين منها رغم توقف الصرف من أكثر من 9 أشهر.
* حكومة خذلت المواطن..
منذ باشرت الحكومة لعملها لم تقم بإجراءات فعلية بشأن حلحلة الوضع الاقتصادي والمعيشي..
ولعل تجاهل الحكومة للوضع القائم والاعتماد على النشاط الشكلي دون ممارسة وظيفتها تسبب بفراغ واسع خلق نوع من الضعف في الأداء الخدمي.
الخلل في نشاط الحكومة وفق رأي “المهندس هيثم نجيب سعيد” يرتبط بانعدام قدرة الحكومة في القيام بالمهام المناطة بها وتسبب بقيود وتناقضات في داخل بنيتها السياسية..
وهذا حسب حديث هيثم لـ”يمن الغد” خلق فراغ داخل الحكومة التي تناست أن هناك ظروف معيشية سيئة لدى الناس وان هناك انهيار اقتصادي وظلت الحكومة شريكا في هذا الفشل لأنها لم تتبن سياسات فعلية.
وارجع هيثم تردي الخدمات في المحافظات الجنوبية لعدم تحرك الحكومة في جانب تفعيل العمل المؤسسي والبدء بخطط لإعادة الخدمات لكنها ظلت مختفية ومرتبطة بالحاجات والمطالب السياسات بالأطراف التي تتقاسمها.
* أزمات مفتعلة ..
المجلس الانتقالي والمشارك في نصف الحكومة طالب الحكومة باتخاذ موقف مما تتعرض له المحافظات الجنوبية من تردي للعملة والخدمات وانقطاع المرتبات.
وقال بيان سابق للمجلس الإنتقالي “في خضم الوضع المأساوي الذي تعيشه العاصمة عدن وكل محافظات الجنوب بفعل تفاقم الأزمات المعيشية وانهيار العملة والخدمات الضرورية وحرمان قطاعات واسعة من أبناء شعبنا عسكريين ومدنيين من مرتباتهم”.
وأعلن الانتقالي الانحياز الكامل لشعب الجنوب ووقوفه ضد أي محاولات لتركيعه وتعذيبه.
وأضاف البيان أنه طلب من وزرائه في حكومة المناصفة اتخاذ موقف واضح وحاسم تجاه ما يحدث.
واتهم الانتقالي جهات بافتعال الأزمات والانهيارات المتواصلة للوضع المعيشي وممارسة حرب الخدمات وذلك لإخضاع أبناء الجنوب والإمعان في معاقبتهم.. بحسب بيان الانتقالي.
* جرس انذار..
أحمد حامد لملس محافظ العاصمة عدن أشار الى وجود اطراف تريد من محافظة عدن أن تعيش في حالة اللا سلم وحالة حرب وتُدار بالأزمات.
لملس تطرق في اجتماع سابق لقيادة محافظة عدن إلى العمل الذي تم خلال الأيام الماضية مع الحكومة وذلك لوضع آلية واضحة لتوفير المشتقات النفطية.
وأضاف أن مثل هذا التوجه يأتي حتى لا يترك الأمر للأهواء، والعاطفة لتُضيّع المدينة.
وقال” نحن مقبلون على فترة صيف حار ويجب ان نكون مستعدين لتحسين اداء الخدمات وعلى رأسها الكهرباء والماء.
وقال :” هناك من يريد لعدن أن تعيش في حالة اللا سلم وتدار بالازمات، لذا علينا أن نعمل عكس ما يخططون لها، فالاختلالات يجب أن نضع لها حداً، سواء كنا في السلطة المحلية أو السلطة المركزية، واعتقد إننا وصلنا لنهاية الأمر، وسنتفق مع الحكومة، وإذا كان هناك من لا يريد لهذا الاتفاق النجاح، فسندير أمورنا بطريقتنا”.
* انهيار محتمل للحكومة..
يحذر الناشط السياسي شوقي قاسم أحمد من أن الاختلال الموجود قد يدفع لأزمة سياسية ومواجهة عسكرية في حال استمر الانهيار الاقتصادي.
ويرى شوقي قاسم أثناء حديثه لـ”يمن الغد” أن الحكومة تقاعست في التحرك لمواجهة الأزمات وانعزلت في مقر إقامتها وكأن دورها سياسي فقط كما أنها لم تنهي تدخل أطراف متعددة مستفيدة من الاختلالات والأزمات.
وقال شوقي قاسم:” الحكومة ل تمتلك القوة لفرض توجهها وذلك لتناقض سياسات الأطراف المشتركة بها”.
وأضاف “أن التحالف لم يساعد الحكومة في تبني سياسات اقتصادية حقيقية لأن التحالف خلق تهدئه دون أن يخطو خطوات مباشرة لوضع الحكومة في موقف قوي”.
لكن شوقي يصف الوضع بالهش لوجود من يعمل داخل الحكومة بشكل سلبي وذلك لإضعاف أي نجاح لها فهناك من يواجه عمل الحكومة بخلق مسارات لا تعالج الوضع الإقتصادي.
ورأى شوقي أن تردي الأوضاع وانقطاع المرتبات قد يدفع لانهيار الحكومة خاصة في ظل فشلها لمعالجة الانهيار الاقتصادي.
* هروب من الأزمات..
مازن العامري خبير اقتصادي وصف الوضع الاقتصادي بالمنهار بعد اخفاق الحكومة في وضع اصلاحات وسياسات فعلية.
وقال مازن العامري لـ”يمن الغد” أن الحكومة لم تتحرك بفعالية في الجوانب السياسية والاقتصادية ولم يكن لها أي نشاط في إدارة الدولة ومواجهة الأطراف المتحكمة بكافة الأنشطة الخدمية والإقتصادية.
وأعتبر مازن العامري صمت الحكومة على استمرار انهيار العملة وانقطاع مرتبات العسكريين على أنه مؤشر على تخليها عن مواطنيها وهروب من مواجهة الأزمات من دون حل.
وقال العامري:” الواقع الاقتصادي هو المجال الذي كان على الحكومة معالجته لكنها تتوجه لهذه المعالجات وفضلت تراكم الأزمات والمشاكل لدوافع سياسية.