المكتب السياسي.. وحملة الأحقاد
للقس البروتستانتي الأميركي دوجلاس هرتون قولة مشهورة، قال: عندما تبحث عن الانتقام عليك حفر قبرين، أحدهما سيكون لك نفسك.. وهرتون هذا حاكى مقولة كونفيشيوس: قبل أن تبدأ في رحلة انتقام احفر قبرين أولا.. أما الذين ذهبوا للانتقام من الرئيس علي عبد الله صالح، وكل ما يرتبط باسمه فقد حفروا قبورهم بأنفسهم، ولم يرجعوا.. ولا يحتاج العويلة الذين ورثوا أحقادهم من بعدهم إلى قبرين.. قبر واحد، لأن الأحقاد التي يقلبونها اليوم على كل وجه وشكل، لن تضر بالعميد طارق قائد المقاومة الوطنية، ولن توقف تقدم المكتب السياسي.
المكتب السياسي للمقاومة الوطنية يمضي إلى الأمام.. لقد حظي بتأييد غير متوقع خلال الفترة الزمنية القصيرة التي تفصل بين يوم إشهاره في 25 مارس، ووقت كتابة هذه الكلمات في اليوم الثاني من شهر إبريل.. تأييد من المجتمعات المحلية في مديريات تعز الغربية، ومن مديريات الحديدة، ومن السلطة المحلية في البيضاء، وقيادات مؤتمرية عليا مثل الأمين العام المساعد ياسر العواضي، وقيادات بفرع المؤتمر في محافظة تعز، وفروعه في مديريات تعزية، وكل مديريات الحديدة التي طردت منها ميليشيا الجماعة الحوثية، بل وبعض فروع المؤتمر في حجة والجوف، وأعلن عدد غير قليل من أعضاء مجلس النواب، وعدد كثير من الشخصيات الاجتماعية والسياسية رغبتهم في الانضمام إلى المكتب السياسي.. ولترجع جوقة الأحقاد والكراهية إلى بيانات التأييد والتصريحات التي صدرت من قيادات القوات المشتركة في الساحل الغربي، مثل العميد أبو زرعة المحرمي، القائد العام لألوية العمالقة، وبعض قادة الألوية مثل قائد اللواء الحادي عشر عمالقة وأركان حرب اللواء، والمتحدث باسم القوات المشتركة، ومدير المركز الإعلامي لألوية العمالقة، وقيادات الألوية التهامية الثلاثة، ومعظم قيادات ألوية الزرانيق، والناطق الرسمي باسم هذه الألوية.. ونفس التأييد حظي به المكتب السياسي من قبل قيادات عسكرية وأمنية تابعة للشرعية مثل العميد هادي شلفط قائد لواء الظافر حرس حدود، والعميد نجيب ورق، مدير شرطة محافظة الحديدة.
لقد ولد المكتب السياسي ليحيا، ويكبر، ويتقدم، ويتعالى على الماضي، ويجمع ولا يفرق، والقوم يدركون ذلك.. ولكن الحقد مستحكم فيهم، وظهور تيار جديد أمر يثير قلقهم على مصالحهم الشخصية والحزبية.. ومن يدقق في مضامين حملة الأحقاد سوف يكتشف أن القوم يهاجمون المكتب السياسي لأنهم يعتبرون أن المائدة لا تشبع سوى الذين يحيطون بها من كل جانب.. يقولون إن ظهور المكتب السياسي سيعقد الأزمة اليمنية، بينما جاء ليسهم في إنهائها.. يقولون إن طارقا يتطلع إلى لعب دور الشريك الجديد في التسوية السياسية القادمة، هكذا وكأن التطلع إلى شراكة وطنية أمر معيب.. ويقولون: صحيح أن طارقا أكد أنه ليس ضد الشرعية اليمنية، وإنما يود أن يكون المكتب السياسي والمقاومة الوطنية كلاهما جزءا من هذه الشرعية، لكن لتحذر الشرعية من هذا الكلام الحلو.. ولماذا عليها أن تحذر وأن لا تقبل بشريد جديد؟ يجيبون: لأن المقاومة الوطنية التي يقودها العميد طارق صالح ممولة من الإمارات، وجاء إشهار المكتب السياسي بإيعاز من أبو ظبي من باب ممارسة الضغط على الشرعية اليمنية، لكي تشرك هذا الكيان السياسي داخل الشرعية ليكون ممثلا للإمارات في الشرعية اليمنية.. بوووه… يقولون أيضا: ثم لماذا على الشرعية أن تقبل، ولو فكرت بذلك نذكرها أن المكتب السياسي الذي ترأسه طارق لا يعترف بالشرعية اليمنية.. هو مثل الحوثي في صنعاء، ومثل المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً في عدن.
إن كلاما كهذا يدل على بؤس ثقافي، ويخرج من أفواه حاقدين يعانون من فقر دم وصفاقة لا توصف.. المكتب السياسي مثل الحوثي في صنعاء والانتقالي في عدن! لاحظوا هذا الخلط المتعمد، ولاحظوا مرة أخرى هذا القول، وأنتم الذين تعرفون أن المجلس الانتقالي أصبح جزءا من الشرعية، وله خمسة وزراء في الحكومة الشرعية.
بقي أن نقول: كل هذا التحريض، والتشويه، والتحريش، لا يزن قلامة ظفر في ميزان السياسة.. قيمته الوحيدة أنه يرينا أن القوم حملة الأحقاد موجوعون، وخائفون.
ابقوا مكانكم يا قوم، امضغوا الأحقاد، هذا جيد.. أما المكتب السياسي للمقاومة الوطنية فأمامه خيار واحد: أن يتقدم.. أن يمضي إلى الأمام، ولا يلتفت نحو الحاقدين مشاريع الهزيمة في كل المراحل.