تصاعد المخاوف من التفشي الخطير لفيروس كورونا في صنعاء والإصابات بالمئات وسط تكتم حوثي ورفض تسلم اللقاحات
حذرت مصادر طبية من كارثة صحية تحيق بمناطق سيطرة الميليشيات الحوثية مع التفشي المتزايد لفيروس كورونا، وغياب أي إجراءات احترازية أو تجهيزات طبية للعناية بالمصابين، حيث يواصل الفيروس حصد أرواح العشرات يومياً، مع استمرار الميليشيات في رفض تسلم كمية اللقاحات التي كانت مخصصة لتلك المناطق، في حين فتحت الحكومة اليمنية أبواب مراكزها لإعطاء الجرعة الأولى من اللقاح للعاملين في قطاع الصحة ومن يعانون من أمراض مزمنة في مناطق سيطرة الميليشيات.
مصادر طبية في صنعاء أكدت لـ«الشرق الأوسط»، أن المدينة تسجل يومياً مئات الإصابات بفيروس كورونا، ولكن السلطات الصحية لميليشيات الحوثي تحجب هذه الأرقام، في حين يفارق الحياة العشرات في المدن الرئيسية والفرعية للمحافظات، بينما لا يعرف على وجه الدقة أعداد الضحايا في المناطق الريفية والتي يعيش فيها نحو 70 في المائة من سكان البلاد، في حين رفضت ميليشيات الحوثي فرض أي إجراءات احترازية أو تخصيص مراكز للعزل والرعاية واكتفت بتحويل مستشفيين في العاصمة لرعاية قادتها والمسؤولين في حكومتها التي لا يعترف بها أحد.
وذكر طبيب سبق أن عمل في أحد مراكز العزل هناك خلال المرحلة الأولى من الجائحة لـ«الشرق الأوسط»، أن المدينة خلت من أي إجراءات احترازية وحتى الإجراءات المتعلقة بالرعاية للمصابين الذين يحتاجون إلى رعاية طبية وأجهزة تنفس صناعي والعزل للمخالطين انتهت تماماً ولا تظهر وزارة الصحة في حكومة الميليشيات أي اهتمام بهذا الأمر؛ ما فاقم من تفشي الوباء وقد يتحول إلى كارثة؛ إذ إن الأسواق مفتوحة والمساجد مزدحمة والمنشآت الطبية من دون أي إجراءات وقائية.
في حين تحدث طبيب آخر يدير أحد المختبرات في العاصمة عن ارتفاع ضحايا الفيروس في القطاع الصحي بسبب انعدام الإجراءات ولأن السلطات الصحية تشجع السكان على التساهل والتراخي، وختمت أفعالها برفض تسلم الكمية المخصصة لتلك المناطق من اللقاحات والتي كانت ستخصص للعاملين في القطاع الصحي والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، ووصف الوضع بأنه «كارثي بكل ما للكلمة من معنى». ويضيف، أصبت واثنان من زملائي بهذا الفيروس، ولا نعلم كيف وصل إلينا رغم الاحتياطات التي نتخذها لأن التعامل اليومي مع مئات المرضى يجعل انتقاله واقعاً معيشاً.
وفي عدن، أكد الدكتور علي الوليدي، وكيل وزارة الصحة في الحكومة اليمنية لـ«الشرق الأوسط»، أن مراكز التلقيح تلقت تعليمات واضحة باستقبال الكوادر الصحية وكبار السن ومن يعانون من الأمراض المزمنة في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي للحصول على اللقاح في أي منطقة من مناطق سيطرة الشرعية، وخلال جولة «الشرق الأوسط» بعدد من مراكز التلقيح يبدو تدني الإقبال بسبب الإشاعات التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي عن الأعراض الجانبية للقاح. وقالت إحدى العاملات في المركز، إن الإقبال متوسط، لكنه لم يكن بحجم التوقعات بسبب تصديق الناس للإشاعات.
وكانت ميليشيات الحوثي رفضت تسلم الكمية المقترحة لمناطق سيطرتها والمقدرة بأكثر من مائة وستين ألف جرعة، وطالبت بعشرة آلاف جرعة فقط، لكنها عادت وطلبت ألف جرعة واشترطت أن تتصرف بها بعيداً عن إشراف منظمة الصحة العالمية، وهو أمر رفضته الأخيرة، حيث إن البروتوكول الموقّع بين الحكومة ومنظمة الصحة العالمية وتحالف اللقاح العالمي ينص على أن تشرف المنظمة على توزيع اللقاحات والتأكد من أنها تعطى بصورة صحيحة.
بدورها أعلنت اللجنة الوطنية العليا لمواجهة وباء فيروس كورونا، إيقاف رحلات الطيران من وإلى الهند، حتى إشعار آخر، وكلفت سفارة اليمن في الهند بمتابعة وضع المواطنين المتأثرين بهذا الإجراء والرفع بالتوصيات اللازمة لمساعدتهم.