زيارة البخيتي إلى مأرب تفجر غضب قبلي عارم على الشرعية واتهام بخذلان ماهلية حتى سقطت بيد الحوثي ومصادر تكشف خفايا الزيارة

فجرت زيارة قام بها القيادي الحوثي محمد البخيتي لمديرية ماهلية جنوبي محافظة مأرب، غضب رجال القبائل على قيادات الشرعية واتهموها بخذلان المدافعين عن المديرية حتى سقطت بيد المليشيا رغم تضحياتهم الجسيمة التي قدموها من شهداء وجرحى في معارك العام الماضي.
وكشفت مصادر محلية متطابقة عن زيارة قام بها المعين من قبل الحوثيين محافظا لمحافظة ذمار، إلى منطقة العمود بماهلية في زيارة للمديرية الواقعة تحت سيطرة المليشيا منذ سبتمبر الماضي.
وفيما تحدثت مصادر قبلية عن أن الزيارة التي يراد لها أن تبدو في سياق برنامج شامل أعدته المليشيا لقياداتها في جبهات القتال خلال عيد الفطر، ترمي لإعداد خطة لتنفيذ عملية من الجبهة الجنوبية في مسعى للوصول إلى مدينة مأرب بعد الخسائر الفادحة التي منيت بها في جبهات مأرب الغربية.
فيما كشفت مصادر أخرى عن مهمة شخصية للحوثي بشأن جثة قيادي ميداني بارز من أقاربه لقي مصرعه مع مجموعة مليشياوية مسلحة خلال المعارك المحتدمة في جبهة المشجح.
وأوضحت أن البخيتي طلب وساطة مشايخ من قبيلة مراد للسماح بانتشال جثة القيادي أحمد ناصر علي البخيتي المكنى (أبو بدر) من إحدى جبهات القتال، حيث فشلت المليشيا في انتشال الجثة وضحت بعدد من عناصرها بينهم اثنان من أقاربه في محاولة فاشلة.
مشيرة إلى نجاح الوساطة وانتشال الجثة من جبهة المشجح والعودة بها إلى صنعاء (أعلنت وسائل إعلام حوثية الاثنين 17 مايو عن مراسيم تشييع جثة أحمد البخيتي في صنعاء ودفنها في إحدى مقابر قتلاها في منطقة الروضة).
وتعرض أبناء الصعاترة ومراد سكان ماهلية (الواقعة تحت سيطرة المليشيا) لانتقادات حادة من قبل قيادات في الشرعية بينهم عدد من أبناء المديريات التي لا تزال محررة في مأرب بدعوى السماح بقدوم القيادي الحوثي واستضافته في منازلهم.
هذه الانتقادات كانت شرارة غضب بين رجال قبائل ماهلية، الذين أشادوا بالأدوار البطولية لقبائل الصعاترة ومراد وغيرهم، متهمين قيادات الجيش بالتفريط في مديرية ماهلية وعدم الوقوف مع أبنائها الذين وقفوا وحدهم في وجه ترسانة مسلحة مدعومة من إيران.
واتهموا الشرعية بالتسبب في سقوط ماهلية عندما استحدثت جبهة في قانية بغرض نهب الدعم العسكري رغم التحذيرات من هذه الخطوة غير المدروسة ثم انسحبت قواتها العسكرية من قانيه وماهلية وغيرهما ويتهمون قبائل الصعاترة.
ناجي علي الطالبي من أبناء المنطقة قال، إن ماهلية تحت سيطرة الحوثيين بعد أن خذلتها وخذلت أهلها الشرعية وتركتها تواجه مصيرها، متحدثا عن “قوى كانت تأكل باسم جبهة ماهلية وليس لها تواجد ولا دور في الدفاع عن ماهلية ومساندة أهل ماهلية”. في إشارة إلى حزب الإصلاح الذي تتهم قياداته بإقصاء أبناء المنطقة واقتصار ألوية الجيش على كوادره.
من جانبه أبو عاصم النهمي، أشار في مقال مطول إلى أن الفرق بين البخيتي الذي يزايدون بنزوله ماهلية، حيث أثبت أنه بتلمس هموم المنتمين لمسيرته الشيطانية قريب منهم، فيما كانت القيادات العليا للجيش والمحافظة بعيدة عن أبناء المديرية المدافعين عنها.
وأوضح أن أبناء ماهلية لم يشاهدوا عمليات حفر الخنادق والاستعداد والجهوزية العالية من قبل جيش الشرعية إلا بعد سقوط المديرية، متهما قيادة جيش الشرعية بتعمد حرمان من كانوا في الخطوط الأمامية من الأسلحة النوعية مثل المنظومات الليلية وكذا المدرعات والعربات.
واعتبر قادة الجيش وقيادة محافظة مأرب جزءا من السقوط والهزيمة حتى وإن لم يكونوا راضين بذلك، “فتمسكهم ومعاملتهم بمن باعوا لهم الوهم كانت تبعاته ونتائجه مردودها عليهم كقيادات عليا”، مطالبا بفتح تحقيق شفاف ونزيه لمحاسبة كل من قصر وخان.
وأكد النهمي أن رجال القبائل من أبناء ماهلية وعلى الرغم مما ينالهم من تهميش متعمد وتقصير من قيادات الشرعية بشقيها المدني والعسكري، فإنهم “جاهزون لمعركة التحرير واسترجاع ما سقط من بلاد مراد واليمن كاملة إن كانت هناك نية صادقة لدى المعنيين وأصحاب القرار، ولن نتخلف ولم نتخلف يوماً عن قتال الحوثيين في أي جبهة أو منطقة أو مكان”.