منتخب يمني خارج الجاهزية.. واتحاد غارق في الفشل والفساد..!
على مسؤوليتي.. لو واصل منتخبنا الوطني لكرة القدم اللعب على شاكلة مباراته مع المنتخب السعودي فالمؤكد أن الإقبال على أقسام الطوارئ سيزيد..
بعض الطيبين ومعهم حق قالوا: وماذا تنتظرون من منتخب يعيش كل هذه الأوضاع أن يقدم؟ ولكن..
هذا التعاطف يحتاج إلى تفكيك وتحليل لما حدث حتى تتضح الصورة ولا تأخذنا الطيبة فنقع في السذاجة..
في القسم الأول من مباراة اليمن والسعودية سألت نفسي وأنا أتابع لاعبي منتخب بعضهم محترفون في أندية عربية.. هل لعب المنتخب بخطة دفاعية..؟
وإذًا لماذا لم يمنع اهتزاز شبكته ثلاث مرات خلال نصف ساعة فقط من زمن المباراة..؟
أما إذا لعب مهاجما ولو في جزء من زمن الشوطين، فهل كان هناك من سبيل إلى هدف يتيم أو تهديد ولو سقيما..؟
وفوق هذا وذاك تأتي كاميرات الرصد فتقول لنا بأن منتخب اليمن لم يستحوذ على الكرة إلا بنسبة21% من زمن تسليم المباراة لخصمه في شوط كامل قبل أن يلجأ إلى الأداء الانفعالي الذي جعل الغريم يخرج لسان السخرية ويلعب على الواقف ولسان حاله:
3 نقاط.. و3 أهداف.. فلماذا وجع الدماغ ومخاطرة الالتحام.
كل الفرق تنهزم.. لكنها تلعب..
تقنع.. تهدد.. أما أن يتحول لاعبوها إلى مجرد شرطة مرور يمررون الكرات العرضية أمام حارس مرماهم دونما احترام تقادم عمره في الملاعب فالأمر عجيب..
هل شاهدتم مدافعا في الدنيا يلعب التصفيات المؤهلة لكأس العالم وكرشه واضح للعيان..
إذا حدث ذلك فإن على امبراطورية الفيفا أن ترحل..
أعرف أن هناك من يستعجل الحديث عن مظلومية لاعبين وسوء حال اتحاد كرة يتنفس الفساد والترهل، ولكن مهلا..
دعونا نستكمل قراءة المباراة كما هي..
لياقة لاعبي منتخبنا متواضعة وظهر ذلك في العجز عند مسعى الضغط على حامل الكرة المنافس وسوء التمرير إلى الزميل، وعلى حد تعبير محلل رياضي.. خلاص.. التمرير العرضي أمام حارس مرماك صار ممنوعا، أما أنا فأراه رجسا من عمل الشيطان خاصة عندما يتحول إلى هدية على النحو الذي جاء منه الهدف السعودي الأول.
ولك أن تتحدث عن الأخطاء الدفاعية ولا حرج.
في الشق الهجومي الافتراضي كيف لك أن تأخذ بقاعدة الهجوم إحدى وسائل الدفاع بظهر مكشوف وحركة بطيئة وكأن اللاعبين يتحركون على بركة من الطين.. كيف للاعبين مدافعين أن يتحولوا إلى عناصر هجوم وهم إما بلا لياقة كافية أو دونما انضباط دفاعي والتزام تكتيكي واضح المعالم.
وأرجو ألا نفرط في التسطيح لما حدث من عرض كروي بائس يعيد إلى الأذهان القول، معليش احنا بنتبهذل..
بالمناسبة في مواجهة الذهاب مع المنتخب السعودي عادلناه بهدفين، وغير بعيدة هي المسافة الزمنية مع الهدف اليمني الذي اجترح المغتربون منه هيشتاج (كيف الدبل) فلماذا اختفى إي ملمح لوجود منتخب يستحق أن يطارده المغتربون اليمنيون في الرياض من فندق الإقامة إلى الملعب بالهتاف والمحبة والمؤازرة..
لماذا لم يبادلهم المنتخب ما تيسر من الجهد وليس الفوز..؟
من هناك.. في المهجر البعيد تابع الكابتن رشيد النزيلي المباراة بإحساس لاعب يعرف حجم انحدار الكرة اليمنية وقال:
أنا حزين.. وأعلن زميلنا الناقد الأدبي أحمد الأغبري ندمه صراحة في منشور.. وكثيرون تمنوا فقط أن يروا حماس القمصان.. ويا رباه ما الذي حدث لقيادة المنتخب..
لم تمر سوى أيام محدودة على وفاة مدرب نفس المنتخب الكابتن سامي نعاش.. ومع ذلك أصابهم الخرس ولم يطلبوا من المنظمين التوجيه بقراءة الفاتحة على روح مدرب مات مقهورا بكورونا وسوء تعامل اتحاد كرة القدم معه..
على أن من الانصاف التوقف أمام حقيقة أن من يتحمل المسؤولية في ما حدث هو اتحاد كرة القدم للأسباب التالية:
1- فشل في إقامة مسابقات محلية، لأن المنتخب الجيد هو حصاد دوري محترم يجري فيه إعداد اللاعبين واختيار أفضلهم.
2 – لم يهتم الاتحاد بترتيب معسكر إعداد في زمن كاف وتنظيم مباريات تساعد المدرب على التعرف على أخطاء لاعبيه وترميمها.. حتى مباراة موعودة مع منتخب بنجلادش لم تتم.
3 – الاتحاد مشغول بكل ما لا يعنيه عن ما يعنيه.. وكل ما يهمه هو حصد مساعدات الاتحاد الدولي والتسويف في مسألة توظيف موارده بالعملة الصعبة لصالح كرة القدم ومنتخباتها.
4 – ثمة الكثير مما يقال عن اتحاد في الشتات الخليجي.. وأندية رياضية متواطئة.. ووزارتين للشباب تنظر إلى أن الرياضة في زمن الاحتراب وحتى في زمن السلم زائدة دودية.. وهي حكاية شرحها يطول.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك