التحالف يعلن وقف العمليات العسكرية في مأرب والحوثي يرد بالتصعيد
اعتبرت الحكومة اليمنية الجمعة أن الهجوم الصاروخي والجوي الذي شنته جماعة (الحوثيين) على مدينة مأرب شمال شرقي اليمن، وأسفر عن مقتل وإصابة 35 مدنيا، يمثل استهتارا كبيرا بالجهود المبذولة لإحلال السلام في اليمن.
وقالت وزارة الخارجية اليمنية في بيان إن “الحكومة اليمنية إذ تؤكد أن السلام الحقيقي لا يأتي بالرغبات والأماني بل بالمواقف المسؤولة، وإذ تؤكد مجددا موقفها المعلن المساند والمؤيد للمبادرة السعودية وتعتبرها كلا لا يتجزأ”.
وصعّدت جماعة الحوثي وتيرة هجماتها ضد مدينة مأرب، ليل الخميس، عقب إعلان التحالف العسكري بقيادة السعودية تعليق عملياته في اليمن.
وأفادت وكالة “سبأ” التابعة للحكومة اليمنية بـ”سقوط 8 شهداء و27 جريحا من المدنيين، في حصيلة أولية للقصف الذي شنته ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيا مساء الخميس، على مدينة مأرب”.
وفي وقت سابق من اليوم نفسه، أعلن التحالف بقيادة السعودية تعليق عملياته ضد الحوثيين في اليمن، إفساحا للمجال أمام إيجاد حل سياسي للنزاع الدامي في البلد الفقير.
وجاءت تصريحات المتحدث باسم التحالف العميد الركن تركي المالكي، في وقت تقود فيه الأمم المتحدة وواشنطن وعواصم إقليمية جهودا دبلوماسية كبرى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين أطراف النزاع.
وقال المالكي إنه “لم يتم تنفيذ عمليات عسكرية بمحيط صنعاء وأي مدينة يمنية أخرى خلال الفترة الماضية”، مضيفا أنه تقرر “عدم القيام بأي عملية، بهدف تهيئة الأجواء السياسية للمسار السلمي”.
ويشن المتمردون المدعومون من إيران منذ أكثر من عام حملة للسيطرة على المدينة تكثّفت في الأشهر الأخيرة.
وتمثل مأرب نقطة قوة للمتمردين في حال سيطروا عليها، ليس فقط بسبب مخزونها النفطي وإنما أيضا لموقعها الاستراتيجي الذي يربط حضرموت بالجنوب ويسهم في حماية صنعاء، فضلا عن أن السيطرة عليها قد تكون خيارا أسهل من خط تعز، وهي تمثل ركيزة رئيسية بالنسبة إلى الحوثيين في حال تم تطبيق نظام الأقاليم، وحولت الجماعة المناطق التي تسيطر عليها إلى إقليم شمالي يضم أبرز المدن والنقاط الحوثية.
ويقول مراقبون يمنيون إن الهجمات الحوثية تهدف إلى تحصيل أكثر ما يمكن من المغانم الميدانية، لتوظيفها في الحصول على مكاسب سياسية.
وفي مؤشر لإحراز تقدم في جهود السلام، بدأ الحوثيون إصلاح طرق بالقرب من مطار صنعاء، المغلق منذ 2016، بحسب ما أفادت مصادر محلية لوكالة فرانس برس، في إشارة إلى احتمال إعادة فتحه قريبا.
وكان وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي وصل إلى الرياض الأربعاء، لإجراء محادثات للدفع نحو ترسيخ الحل السياسي في اليمن.
وتأمل السلطنة التي تقوم بدور وساطة في محادثات وقف إطلاق النار في اليمن بين الرياض وميليشيات الحوثي، في التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، خاصة وأن التحركات الدبلوماسية الأخيرة وجولات المبعوثين الأممي والأميركي إلى مسقط تعكس إصرارا دوليا على إنهاء النزاع.
ويشهد النزاع في اليمن، الذي اندلع عام 2014، مواجهات دامية ما بين الحوثيين وقوات الحكومة المعترف بها دوليا، والمدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية.
وخلّف النزاع عشرات الآلاف من القتلى ودفع نحو 80 في المئة من السكان إلى الاعتماد على الإغاثة، وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقا للأمم المتحدة. وتسبب كذلك في نزوح الملايين من الأشخاص وترك بلدا بأسره على شفا المجاعة.
وبينما تدفع الأمم المتحدة وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن نحو إنهاء الحرب، يطالب المتمردون بفتح مطار صنعاء قبل الموافقة على وقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة المفاوضات.