البيان رقم 2 للتكتل المدني بتعز يطالب دول الجوار والمجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته تجاه المحافظة وينذر بثورة عارمة.. نص البيان
نفذ التكتل المدني في تعز تظاهرة جماهيرية اليوم 26 يونيو 2021 تندد بالفساد والملشنة والبلطجة المنظمة ونهب المال العام وإقلاق السكينة العامة.
فيما يلي نص البيان الجماهيري لهذه التظاهرة: .
بيان جماهيري رقم 2
يا جماهير شعبنا اليمني العظيم .. تخرج جماهير الشعب المسحوقة في محافظة تعز المنكوبة بفساد السلطة المتسلطة العابثة بالأمن، سلطة أنتجتها كارثة الحرب، سلطة قانونها قانون عصابات السطو والنهب ومن ملك السلاح فهو سلطة، لذلك فقدت شرعية رضا الشعب الواقع تحت سلطانها، وتحول الرضا إلى غضب شعبي، يتنامى ويزيد في كل يوم عنفواناً، ضد فساد السلطة وفاسديها، بعد أن بلغ الفساد أقصاه، ولم يعد بمقدور أحد تغيير هذا الواقع الفاسد، حتى الرئيس الشرعي الذي نظر بعين الرضا على من يمارسون القتل والفساد في الأرض، وفيما يبدو ان سلطة الفساد في تعز شكلت لها لوبي فاسد سيطر على قرارات الرئيس الشرعي وأقنعه أن تعز قطاع منفصل، وهذا اللوبي اللعين هو من تحكّم بثروات تعز وأنتج سلطة لا ترى إلّا المال فتقصده، والثراء فتعبده، وتأتيها قرارات الرئيس وفقاً لمنظومة الفساد بأشكاله المختلفة، وها هي سلطة الفساد في تعز توفر الأمن والحماية للقتلة والمعتدين على الناس وأموالهم وممتلكاتهم، ففي الأمس القريب يُقتل بائع العصافير التهامي وصاحت طفلته التي لم تبلغ الخمس سنوات صيحة الباكية: “أريد أبي” بعد أن رأت جثته هامدة مضرجة بالدماء ولا حراك، صيحة سمعها العالم أجمع عدا الرئيس هادي وسلطة الأمن، والجيش في تعز، لم يسمعوا صيحتها بل حولوا مأساة الطفلة اليتيمة وأسرتها إلى مغسلة لأدران الفاسدين الذين تسابقوا لالتقاط الصور إلى جانبها وتركوا القتلة يمضغون القات في متنزهاتهم بأمان!
أي ظلم وأي جور تعيشه تعز والسلطات العامة برموزها تتصور مع الضحايا وتحمي المجرمين الذين يرتكبون الجرائم وهم يرتدون بزة الجيش والأمن يسرحون ويمرحون!
فأين حمرة الخجل في وجوه المسؤولين في تعز؟!
يا جماهير تعز الغاضبة.. لقد مدّت السلطة الفاسدة العابثة يدها إلى رواتب الموظفين البائسين وأقسمت أن تكون رواتبهم قرباناً لجشعهم وطمعهم وظلمهم وطغيان فسادهم، في ظاهرة فساد غير مسبوقة، بعد أن قرر هوامير الفساد ابتلاع قسط يوم من راتب كل موظف مدني إلى مالا نهاية، باسم الجرحى الذين لم تندمل جراحاتهم ولم ينالوا من أموال الدولة والشعب إلا الألم والأنين، رغم أن السلطة ولجنة الجرحى قد جبوا وجمعوا من الأموال ما يكفي لمعالجة جرحى الحرب العالمية الثانية، ولا شيء للجرحى غير الألم والإعاقة الدائمة!
يا أبناء تعز الثورة والحرية والصمود.. اليوم شارف سعر الدولار على الألف ريال للدولار الواحد والمصارف والمصايف كلها ملك لهذه السلطة الفاسدة التي قذفت بها الحرب لتتحكم في مصائر الشعب، فتنهب ثرواته وتثري ثراءً غير مشروع في كل ثانية، لأنها تتربح بالموت والوباء والحرب والحصار، وتزداد نفوذاً وتجبراً في الواقع المحلي على مواطني تعز، فها هو البنك المركزي -فرع تعز – يحجز مرتبات الموظفين المدنيين ويمتنع عن صرف الشيكات، بناءً على توجيهات من أحد الفاسدين إلّا بعد أن يتم خصم قسط يوم على كل موظف، مع أن راتبه لايكفي قيمة عيش لمدة عشرة أيام، في حين أن موظفي البنوك المركزية بطبيعة عملهم يكونون تكنوقراط ينفذون القوانين واللوائح فقط، ولا يلتفتون لأي قرارات أو توجيهات من أي سلطة، فلا سلطة عليهم لغير القانون.
اليوم خرجت جماهير الغضب في تعز لتعلن لكل العالم المشارك في هذه الكارثة الإنسانية الجاثمة على صدور اليمنيين أولها مليشيات الحوثي السلالية الإرهابية القاتلة التي لا تعرف إلا لغة القتل والدمار، ولا يخطر ببال أي كائن من كائناتها الجنوح للسلام ولو للحظة واحدة، وسلطة فاسدة قاتلة بفسادها، تتحكم بمصائر الناس وتعبث بأرواحهم في المناطق المحررة، بواسطة عصابات مسلحة، تسفك الدماء وتنهب الأموال والممتلكات الخاصة والعامة على السواء، يسميها العالم شرعية، وهي أس الفساد والبلاء، خصوصاً سلطة محافظة تعز التي يضع مساحيق سلطتها، ويرسم خطة فسادها ذاك الجنرال العجوز القابع في أحد أجنحة فنادق الرياض.
أيا أيها الأشقاء العرب أيا شعوب العالم الحر.. اليمن تموت يوماً بعد يوم، وتعز تتصدر قائمة الموت والفناء والدمار، بعد أن جثمت عليها سلطة القتل والموت بفساد غير مسبوق في كل بلاد العالم، نهب، ودمار، وعصابات مسلحة منفلتة احترفت قتل المواطنين ونهب ممتلكاتهم وأموالهم، سطت على كل مؤسسات الدولة باسم شرعية المنفى، فنهبت الموارد والميزانيات، وحتى الإغاثات الإنسانية نهبوها وجعلوها وقوداً لفسادهم، وفاسديهم، سلطة جمعت الفاسدين تحت ظلها، وظلالها، فاحترفوا التجارة، وآثروا وغيروا وبدلوا وطففوا الميزان والمكيال، ونشروا الجوع والوباء والموت ليزدادوا ثراءً.
تعز تعيش فساداً لم يسبق له مثيل في التاريخ، نهب الفاسدون باسم الجرحى وباسم النفير العام مليارات الريالات، وملايين الدولارات، ووصلوا إلى الحق الشخصي للموظف التعيس، فقسطوا راتبه الشهري بقوة السلطة، ونظام العصابات، ومازالوا كالجحيم هل من مزيد؟!
ومازال الجريح جريحا والمعاق معاقا، فقد خرج أحد جرحى الحرب في تعز في فيديو متلفز وقد فقد عينيه وأصيبت يداه، وساقاه، وأقسم بالله انه لم تصرف له لجنة الجرحى والقيادة العسكرية في تعز، حتى حبة بندول أو ريال واحد، وأنه لم يرقم، ويعيش بدون راتب، فأي فساد وصلت إليه السلطات العامة في تعز ..؟!
لقد زاد بهم البذخ بأن يقودوا ثورات مضادة ضد بعضهم البعض ليواروا حقيقة ثورة الجياع التي تغلي في أعماق الشعب ضدهم ويتزايد أعداد المظلومين والمسحوقين من هذه السلطة يوماً بعد يوم، وهذا الحراك الشعبي مقدمة ثورتهم القادمة حتماً مقضياً، أما ثوراتهم المضادة والاستباقية فقد كشفتهم هتافاتهم المظللة وبياناتهم المطالبة بمسمى التصحيح، أي تصحيح لفساد استشرى كالسرطان المميت والفاسد لا يجيد إلّا الإفساد في الأرض؟!
و”اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ” لقد كشف أمرهم واتضح أنهم كلهم فاسدون، صغيرهم وكبيرهم، لايستثنى منهم أحداً، لذلك لاحل لفاسدي السلطة وفسادها في تعز إلّا الحل، أوالرحيل، فليرحلوا كلهم، وواهم مستكبر من يرى غير هذا الحل فليرحل معهم وأيمُ اللهِ فإن الثورة الشعبية الجارفة مسفرة في تعز مثل فلق الصبح، ولن تبقي ولن تذر.
لقد تمكن الفاسدون من كل مفاصل السلطة ولبسوا لباس الدولة، وهم عصابة نهب، وفساد، فبسلطتهم هيمنوا على منظمات الإغاثة ونهبوها، وسيطروا على منظمات المجتمع المدني وصنعوها، واستقطبوا من أحزاب المعارضة كل من لديه ميول وانحراف نحو الفساد والإثراء غير المشروع، وجعلوهم بالمال الحرام أحزمة ناسفة لأحزابهم بعد أن سرى الفساد في عروقهم فأصبحوا علامات إساءة لأحزاب المعارضة وساحة مناكفات إعلامية.
أيها اليمانيون الأحرار.. الموت الموت يحاصركم، فإما أن تموتوا برصاص وقذائف المتحاربين أو بوباء الفاسدين المفسدين في الأرض، أو برصاص المنفلتين ناهبي الأموال والممتلكات في تعز، وإما أن تموتوا جوعاً ومرضاً، فأموال الشعب نهبت وانقرضت من قبل تجار الحرب، ولا حل إلّا الثورة الشعبية العارمة.
فها هي تعز الثورة ومنارة الثوار ليس بها ماء ولا كهرباء ولا صحة ولا أمن ولا أمان ولا سلطان لقضاة العدل، تنهب فيها الأموال، وتسفك الدماء، وتباح كل المحرمات، فلم يقبض على قاتل نافذ أو تابع منذ سبع سنوات عجاف.
ها هو الفساد يقتل تعز التي كانت أيكة العلم ونبع الثقافة وداعية المدنية والتحضر والحداثة، أصبحت اليوم تحت رحمة أمراء الحرب وقيادات الجماعات المسلحة المنفلتة الخارجة عن القانون، فمن يتخيل أن تعز يتجول فيها المسلحون ولا يستطيع أحد أن يفتح فيه بكلمة لأنه سيخر صريعاً في الحال؟!
في تعز لا يساءل فيها أي مسلح عن قانونية حمله للسلاح، ويساءل فيها من لم يدفع رسوم غير قانونية لفاسد مقابل وقوف سيارته في شعب من شعاب جبل صبر وغيره!
أيتها الثائرات أيها الثوار..اليوم نعلن للعالم أجمع أن محافظة تعز منكوبة بسلطة فاسدة مفسدة في الأرض، تدير القتل والخوف والنهب والسلب تحت مسمى الشرعية، ويغض الطرف عنها التحالف العربي الداعم للشرعية، وتنعم برعاية الصمت الدولي على جرائم الحرب التي ترتكبها كل يوم وكل ساعة، فلا تحرير، ولا تنوير، ولا طعام ولا شراب، ولا ضوء، ولا علاج، إغاثة تنهب، وبيوت وأراضي وأرواح تسلب، وتنتهك حقوق الإنسان وحرياته، والرئيس الشرعي الذي نال من تعز كل الأصوات والرضا كأن في أذنيه وقراً، اعتكف في الرياض ولا صوت له ولا إشارة نحو تعز “وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ”.
السلام لليمن والمجد للنضال السلمي.. والخزي لتجار الحرب ومافيا الفساد.
صادر عن التكتل المدني – تعزالسبت، 26 يونيو 2021م