تجريف حوثي يستهدف أكبر تجمع شبابي في اليمن
أفادت مصادر يمنية مطلعة في صنعاء بأن الميليشيات الحوثية قامت أخيراً بمصادرة مقر اتحاد شباب اليمن في العاصمة صنعاء، ضمن استهداف الجماعة الذي طال الاتحاد الشبابي على مدى سنوات ماضية عن طريق نهب مخصصاته المالية وإغلاق فروعه وإخضاع أعضائه لحملات استقطاب إلى صفوف الميليشيات.
وفي سياق مواصلة استخدام الانقلابيين للقضاء كذريعة لتبرير جرائمهم بحق مختلف القطاعات بمناطق سيطرتهم، أصدرت الميليشيات قبل أيام قراراً عبر محكمة خاضعة لسيطرتها في صنعاء يقضي ببيع جميع محتويات وأثاث مقر الاتحاد في العاصمة المختطفة، وفق ذكرته المصادر لـ«الشرق الأوسط».
وطبقاً للمصادر، فقد باشرت الجماعة بعد نهب محتويات المقر بمصادرة مبنى الاتحاد الكائن في شارع الجزائر وتسليمه لمؤسسة استحدثتها مؤخراً.
وعبّر أعضاء في الاتحاد بصنعاء لـ«الشرق الأوسط» عن استنكارهم الشديد لتلك الممارسات الحوثية المتكررة بحق مؤسستهم الشبابية، مؤكدين أن الميليشيات سعت عقب استكمال مخطط استهداف وتدمير مقر الاتحاد الرئيس و9 من فروعه في المحافظات إلى إخضاع المئات من أعضائه ومنتسبيه من مختلف المدن لتلقي دورات طائفية وعسكرية مكثفة ومن ثم الزج بأعداد كبيرة منهم كوقود لمعاركها.
وقال مسؤول سابق في اتحاد شباب اليمن بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»: «في الوقت الذي لا تزال أكثر من 9 فروع عاجزة حتى اليوم عن إقامة أي فعالية أو تسديد ما عليها من التزامات منذ عام 2015 لحظة نهب الجماعة لمخصصات الاتحاد وإيقاف كل أنشطته الشبابية المتنوعة، رصدت الميليشيات لهذا العام مبلغ مليون دولار لتمويل مراكزها الصيفية لضمان نجاح زرع الأفكار المتطرفة بعقول النشء اليمني».
وأكد المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه «تصاعد عملية الاستهداف والتجنيد الحوثية للشباب من منتسبي الاتحاد خلال السنوات الخمس الماضية». وكشف عن تجنيد الميليشيات خلال تلك الفترة أزيد من 450 شاباً في كل من العاصمة صنعاء وإب وذمار وحجة والمحويت وصعدة.
وفي حين قال إن تلك الأرقام هي لشباب قُيدت أسماؤهم مؤخراً لدى الاتحاد بصنعاء وفروعه في المحافظات، توقع أيضاً أن تكون الأعداد مرتفعة جداً وتفوق بأضعاف تلك الأرقام التي تم تسجيلها.
وذكر المسؤول النقابي أن المعلومات الواردة لديهم تفيد بأن معظم الشبان الذين استدرجتهم الجماعة للقتال تمت إعادتهم من الجبهات إلى أسرهم جثثاً هامدة بعد أن لقوا حتفهم. وقال إن «البعض الآخر منهم ونتيجة لإصاباتهم في المعارك فقدوا أجزاء من أطرافهم وتحولوا نتيجتها من شباب فاعلين في المجتمع إلى معاقين».
يشار إلى أن «اتحاد شباب اليمن» منذ تأسيسه عام 2003 كأكبر تجمع شبابي يمني مستقل حظي حينها بانتساب آلاف الشباب إليه من مختلف المحافظات وتلقى دعماً من قبل الحكومات المتعاقبة. وعمل الاتحاد خلال فترة ما بعد إشهاره حتى عام 2014، لحظة انقلاب الجماعة على الشرعية، على تبني عدد من القضايا الشبابية والمجتمعية وتأهيل شريحة واسعة منهم في مختلف المجالات، قبل أن يتحول بعد الانقلاب إلى الاكتفاء بإصدار بيانات الترحيب والتأييد لتوجهات وقرارات الميليشيات، خصوصاً تلك الصادرة عن مجلس حكم الجماعة، ذراع إيران في اليمن.