حكم الاستبداد والتوظيف الخاطئ للمقدس
حتى حينما تتهيأ لهم فرصة نادرة للفرح فإنهم يفرون منها إلى كآبة الأحزان.
لا يثقون في الفرح قدر ثقتهم بالحزن، لا لشيء إلا لأن كل معطيات الحياة قد تجعدت بفعل الصراعات، والحروب، والاستبداد، والفساد، والعصبية، والعنصرية، وتوظيف المقدس لتقسيم المجتمع بين سيد ورعوي، وآمر ومطاع، وغني وفقير، ومفتي ومنصاع.
يعرفون أنه لا مكان للفرح في حياتهم طالما ظل هناك من يقبض على زناد المقدس ليقتل الفرحة التي قد ترمي بها الحياة، ولو لساعات، في طريقهم.
يكمن جذر المشكلة في أن حكم الاستبداد ينتج معادلاته الموضوعية التي تليق به وتجسد قيمه، وهي التي ترثه حينما تتراخى قبضته، ولا يدرك وهو يوظفها لقمع المجتمع المدني والحريات، بتوظيف خاطئ للمقدس، أنه يشحن المجتمع بالأسباب والعوامل التي تمزقه وتفككه، وأنه يلوثه بقيم الصراع والحروب، وأنه يصيغ نهايات يغرق فيها الجميع في حفر الحزن والألم والمعاناة، وهي حفر لا تسمح برؤية الجانب الآخر من الحياة بما فيها من فرص للخروج من المأزق.
لا نستطيع أن نرى ذلك الجانب إلا بإصلاح جذري لذلك المقدس، وفي المقدمة تخليصه من السلاح الذي يخدم الاستبداد، ويحوله إلى أداة قمع، على غير ما بشر به ذلك المقدس الحكيم (وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به). صدق الله العظيم.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك