عام دراسي على المحك في اليمن وسط ارتفاع الأسعار ووضع معيشي صعب وإضراب المعلمين
العودة إلى المدارس في عدن والمحافظات اليمنية المحررة محفوفة بالكثير من الصعاب خلال العام الدراسي الجديد، الذي سينطلق بعد أيام.
فرغم الإعلان المبكر عن انطلاق العام الجديد في مختلف مدارس البلاد، الأحد، 15 أغسطس/آب، إلا أن هناك ما قد يعكر صفو هذه العودة.
وتتعدد الظروف التي قد تنغص استعدادات الأسر اليمنية، بدءًا من الأوضاع المعيشية التي بلغت مستويات متدهورة، مرورا بدعوات الإضراب الذي تعتزم نقابات تعليمية تنفيذه الأسبوع المقبل.
أسعار مرتفعة
وفي ظل الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها اليمن؛ نتيجة تدهور سعر صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية، ارتفعت أسعار المستلزمات المدرسية بشكل لافت.
الأمر الذي حال دون إكمال الكثير من العائلات استعداداتها مثل كل عام، وحد من توفير متطلبات إلحاق أبنائهم بالمدارس.
وكانت تقارير أممية قد أشارت مؤخرا إلى أن العملة اليمنية فقدت ما يزيد على 36% من قيمتها خلال شهرين فقط؛ ما انعكس على القدرات الشرائية للمواطنين اليمنيين.
شكاوى المواطنين
الكثير من الأهالي في مدينة عدن تحدثوا عن طبيعة استعداداتهم لإلحاق أبنائهم بالمدارس، وقدرتهم على توفير جميع المتطلبات.
وقال عمرو حسن، موظف في القطاع الصحي: إن البدلة المدرسية، والمكونة من قميص وبنطلون تجاوز سعرها في الأسواق الشعبية 12 ألف ريال يمني.
وأضاف أن تراجع قيمة الريال اليمني مؤخرا أثّر كثيرا على القدرة الشرائية للمواطنين، في ظل عدم زيادة الدخل المادي للفرد، وعدم قدرة المرتبات على الإيفاء باحتياجات المدارس.
ومؤخرا، تجاوز سعر صرف الدولار الأمريكي الواحد ألف ريال يمني، قبل أن يتراجع بشكل طفيف خلال اليومين الماضيين، بفضل إجراءات مالية.
وأشار حسن إلى أن متطلبات المدارس كثيرة، ولا تقف عند الملابس، فهناك الحقائب والكراسات والأدوات القرطاسية، وحتى الكتب التي يتم شراؤها من الأسواق.
كما تحدثت أم فراس، ربة بيت، عن الارتفاع “المهول”، بحسب وصفها، لحاجيات المدارس هذا العام، وقالت: “خرجنا من متطلبات ومستلزمات عيد الأضحى، إلى متطلبات المدارس، وهذا يشكل عبئا كبيرا على المواطنين”.
وأكدت أم فراس أن هذا الوضع دفع العائلات إلى الاقتصاد والترشيد في عملية الشراء، وتوفير ما هو أساسي وضروري قدر الإمكان.
كما لم تنسَ اتهام التجار باستغلال تدهور أسعار الصرف، وعدم مراعاة ظروف المواطنين، وطالبت أم فراس الأجهزة الرقابية الحكومية والمعنية بالرقابة على الأسواق وضبط الأسعار.
إضراب مرتقب
ارتفاع أسعار مستلزمات المدارس، ليس العقبة الوحيدة أمام العام الدراسي الجديد، فثمة أصوات تنادي بالإضراب عن العمل من قبل المعلمين في المدارس الحكومية.
الدعوات بالإضراب أطلقتها نقابات تعليمية وتربوية في محافظات جنوب اليمن؛ عطفا على عدم إيفاء الحكومة بوعودها في تحسين الدخل المالي للمعلمين.
وسبق للنقابات التربوية مطالبة الحكومة خلال العامين الماضيين بصرف مستحقات المعلمين المالية والعلاوات السنوية التي وعدت بها.
وتهدف دعوات الإضراب -بحسب نقابيين- للضغط على الحكومة لتنفيذ وعودها، فيما ترى الحكومة اليمنية أن الأوضاع المالية في البلاد تحتاج للاستقرار أولا حتى يتم تنفيذ تلك المطالب.
على المحك
ويبقى العام الدراسي المقبل في اليمن على المحك، في ظل العديد من المنغصات التي قد تهدد انطلاقته، وتحول دون عودة الطلاب إلى المدارس.
ورغم كل هذه العقبات، إلا أن المواطن اليمني مستمر في مقاومة هذه الظروف التي تعد أبرز تبعات الحرب المستمرة منذ سبع سنوات.
كما أن أكثر العائلات تفضل رؤية فرحة أبنائها عند ذهابهم إلى المدارس كل صباح، حتى ولو كلفها ذلك أموالا طائلة، بحسب مواطنين.