المبعوث الأميركي يكشف عن رؤية واشنطن لإنهاء الحرب ويتحدث عن فتح السفارة بصنعاء “”هل يعد لتسليم اليمن للحوثي كما حدث في افغانستان؟”
يمن الغد – اليمني الأميركي
قال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، في مقابلة حصرية مع صحيفة اليمني الأميركي، إن الطريقة الوحيدة لإخراج اليمن من هذه الحرب، وكل الحروب التي تنشأ فيه كل بضع سنين، هي من خلال «دفع تسوية تفاوضية يقوم بها اليمنيون أنفسهم». «وتشمل الحوثيين، وكذلك الجماعات الأخرى»، مؤكدًا أنّ «جوهر المشكلة هو أن تعطي اليمنيين الطاولة، وسيجدون الحلول».
وأبدى رغبة بلاده في إعادة فتح السفارة الأميركية في صنعاء، وقال: «لا نحب شيئًا أكثر من عودة اليمن للوقوف على قدميه». «لم يكن لدينا سفير ودبلوماسيون في صنعاء منذ سنوات. نريد أن نكون هناك. نريد إعادة فتح سفارتنا هناك».
وحذّر من مغبة استمرار الصراع الذي يغري بتدخّل مزيد ممن وصفهم بالغرباء في اليمن، وقال إن «واحدة من المشاكل التي نشأت هي أنه كلما استمر الصراع، كلما كان الأمر أكثر إغراءً لتدخّل الغرباء لدعم فصيل أو آخر». مؤكدًا، في ذات الوقت، الحاجة «إلى إخراج القوات الخارجية من اليمن».
ونوّه بمصالح بلاده من إنهاء الصراع كضمان لعدم استعادة القاعدة موطئ قدم لها في اليمن، وقال إن «مصالحنا في الحقيقة لها علاقة بضمان عدم استعادة القاعدة موطئ قدم لها داخل اليمن».
هذا وجاء المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ إلى جنوب شرق ميشيغان لحضور سلسلة من اللقاءات والاجتماعات تناولت الوضع المتدهور في اليمن.
في زيارته، استضاف المبعوث الخاص لقاءات مع المجتمع اليمني الأميركي، واستمع إلى المشاكل والحلول المقترحة للأزمة التي مزقت البلاد خلال معظم العقد الماضي.
وعيّن الرئيس جو بايدن، الدبلوماسي ليندر كينغ مبعوثًا أميركيًّا خاصًّا لليمن. وعمل كينغ في عدد من مكاتب وسفارات الشرق الأدنى، بما في ذلك سفارتَي الرياض وباكستان.
في أوائل فبراير/ شباط من هذا العام، أعلن الرئيس بايدن عن دورٍ متجدد للولايات المتحدة في إنهاء الصراع في اليمن.
بعد فترة وجيزة، وجهت إدارته الكونغرس لوقف مبيعات الأسلحة للمملكة العربية السعودية، بينما تُحقق الإدارة في دور المعدات العسكرية الأميركية في الضربات الجوية في اليمن.
توقَّف المبعوث الأميركي الخاص تيم ليندركينغ في هامترامك للعب كرة القدم مع فريق كرة القدم اليمني الأميركي (نادي هامترامك سيتي لكرة القدم).
وقال ليندركينغ، خلال مقابلة حصرية مع صحيفة (اليمني الأميركي) الصادرة في ولاية ميشيغان: «نعلم أن الوضع في اليمن ملحّ، والناس يموتون بشكل يومي». «إنه وضع مأساوي. أعتقد أن الرئيس يشعر بذلك. ويشرّفني أنه قرر أنه يجب أن يكون لدينا مبعوث لهذه المشكلة، وأنه اختارني للقيام بذلك».
وخصصت الولايات المتحدة، بتوجيه من ليندركينغ، 165 مليون دولار للمساعدة في درء المجاعة في المناطق الأكثر تضررًا في الدولة المحاصرة. كما سيعمل ليندركينغ بشكل وثيق مع علاقاته الدبلوماسية في الرياض، جنبًا إلى جنب مع مبعوث الأمم المتحدة المعيّن حديثًا إلى اليمن.
وقال ليندركينغ إن غالبية المساعدات الأميركية ستذهب إلى برنامج الغذاء العالمي، مع إنفاق بعضها على الإغاثة من مرض كوفيد -19.
مهمة معقدة
وأضاف ليندركينغ أن عمله يهدف إلى إقامة البنية التحتية الدبلوماسية التي من شأنها أن تسمح بتعزيز المفاوضات بين مختلف الأطراف المشاركة في الصراع اليمني. ويعترف بأن هذه مهمة معقدة بسبب القوى العالمية الأخرى المتورطة في الصراع.
وقال ليندركينغ: «أعتقد أن واحدة من المشاكل التي نشأت هي أنه كلما استمر الصراع، كلما كان الأمر أكثر إغراءً لتدخّل الغرباء لدعم فصيل أو آخر». «قال وزير الخارجية الأميركي في وقت مبكر جدًّا، نحن بحاجة إلى إخراج القوات الخارجية من اليمن. لكن هذا لا يعني أننا لا نرحب بالتعهدات الإنسانية السخية».
الولايات المتحدة لديها مصالحها الخاصة لإنهاء الحرب بالوكالة التي تطورت في اليمن – يقول ليندركينغ – إن عدم الاستقرار في المنطقة يمكن أن يجذب لاعبين إقليميين تُصنفهم حكومة الولايات المتحدة على أنهم منظمات إرهابية.
قال ليندركينغ: «مصالحنا في الحقيقة لها علاقة بضمان عدم استعادة القاعدة موطئ قدم لها داخل اليمن». «لا نريد للحرب في اليمن أن تكون بتدخّل خارجي من لاعبين آخرين».
تسوية يمنية
من أجل استعادة الاستقرار، ينصبّ تركيز إدارة بايدن على إعادة العلاقات الدبلوماسية بين مختلف اللاعبين في الصراع. وكما يقول المبعوث الخاص ليندركينغ، يمكن القيام بهذه العملية من قِبل اليمنيين، ولليمن.
«أعتقد أن الطريقة الوحيدة لإخراج اليمن من هذا الوضع، ليس فقط للخروج من الحرب، ولكن للخروج من هذا النمط من الحرب كل بضع سنوات، هي من خلال دفع تسوية تفاوضية يقوم بها اليمنيون أنفسهم»، قال ليندركينغ، «وستشمل الحوثيين، وكذلك الجماعات الأخرى. أعتقد أن جوهر المشكلة هو أن تعطي اليمنيين الطاولة، كما نجلس هنا، وسيجدون الحلول».
إحلال السلام
الهدف الرئيسي، وهو إحلال السلام والاستقرار في البلاد، سوف يستغرق وقتًا وجهدًا بين مختلف الإدارات في إدارة بايدن. مع استمرار الصراع، سيكون المزيد من السكان المدنيين في اليمن عرضة لخطر المجاعة والخسارة الاقتصادية والثقافية، وسيصبحون أرضية جديدة للجماعات المسلحة لتعزيز قاعدتها.
قد تتحول العلاقات الدبلوماسية إلى نقطة قوية لجهود إدارة بايدن في البلاد… ومع تقدم المشاريع ومشاركة الجهود الجديدة، يمتلك المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن صورة واضحة لِما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة من جهود في المراحل اللاحقة.
قد تتحول العلاقات الدبلوماسية إلى نقطة قوية لجهود إدارة بايدن في البلاد… ومع تقدم المشاريع ومشاركة الجهود الجديدة، يمتلك المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن صورة واضحة لِما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة من جهود في المراحل اللاحقة.
العلاقات الدبلوماسية
وقال ليندركينغ: «لا نحب شيئًا أكثر من عودة اليمن للوقوف على قدميه، كجزء من شبه الجزيرة العربية، يعمل بكامل طاقته». «… لا يوجد لدينا سفير ودبلوماسيون في صنعاء منذ سنوات. نريد أن نكون هناك. نريد إعادة فتح سفارتنا هناك، نريد أن تكون لدينا علاقة دبلوماسية طبيعية مع اليمن، والعمل على كل تلك الأشياء التي نعمل مع الدول الأخرى بشأنها. كما تعلمون، برامج بين الناس، ودعم اقتصادي، ودعم تجاري، وعلاقات دفاعية، وأمن».