هل مهدت عُمان الطريق للحوثيين للوصول إلى شبوة؟ وما علاقة الوفد العماني بسقوط بيحان؟
وصل مطلع الشهر الجاري وفد عماني إلى محافظة شبوة وعقد لقاءً مع السلطة المحلية في المحافظة.
ووفقا لما نشرته وسائل إعلامية مقربة من سلطة محافظ شبوة “ابن عديو” فإن الوفد العماني وصل إلى عتق للبدء في الاستثمارات في المحافظة، كما أكد خلال اللقاء الذي جمع الوفد مع وكيل المحافظة عبدالقوي لمروق.
وقالت وسائل الإعلام المقربة من سلطة ابن عديو، إن مستثمرا عمانيا يدعى الشيخ سالم بن راشد السيابي زار عتق وأكد أنه يريد الاطلاع عن كثب على طبيعة التنمية الاستثمارية واكتشاف فرص المشاركة والتطوير العقاري والتجاري، وفقا لما جاء على لسانه بمواقع إخوانية.
وأكد لمروق وكيل المحافظة للوفد العماني أن هناك مخططا حديثا لمنطقة صناعية في مدينة عتق وآخر لمنطقة صناعية مخصصة لصناعات البتروكيماوية والنفطية والغازية بالشريط الساحلي منها وتقع على مقربة من موانئ تصدير الغاز والنفط.
هكذا نقلت وسائل الإعلام الإخوانية خبر اللقاء، لكن مصادر في محافظة شبوة أكدت أن ما تم نشره مغاير لحقيقة هذا الوفد.
وبينت المصادر، أن مسقط أرسلت وفدا من الاستخبارات العمانية لأغراض أخرى بعيدة عن الجانب الاستثماري المزعوم.
مصدر في المجلس الانتقالي بمحافظة شبوة قال، إن الوفد العماني جاء للإشراف على اعتصام تنفذه شخصيات إخوانية بالقرب من مقر التحالف العربي في بلحاف يطالب بإخراج قوات التحالف.
وأشار المصدر، أن مسقط تقف خلف هذا الاعتصام وهو مشابه لاعتصام تدعمه في محافظة المهرة يطالب بطرد القوات السعودية.
مسقط التي تدعم المليشيات الحوثية بصورة شبه رسمية وتسهل لقياداتها السفر وتتلقى المليشيات الدعم عبر منافذ السلطنة، بدأت في السنوات الأخيرة فتح خطوط مع جماعة الإخوان بعد تدهور علاقة الأخيرة بالتحالف العربي وبدأت عملية تقارب بين جماعتي الحوثي والإخوان.
ففي محافظة المهرة بات التخادم والتنسيق والعمل الحوثي الإخواني واضحا للجميع لمحاربة التحالف العربي وكل ذلك تحت رعاية مسقط التي تشعر أن الرياض قلصت نفوذها في المحافظة.
وتدعم مسقط اعتصاما في المهرة منذ أكثر من عامين يضم قيادات إخوانية وأخرى حوثية يطالب بطرد قوات التحالف من المحافظة، تقوم بتغطيته القنوات الإخوانية والحوثية ويجاهر الطرفان بتأييده.
وبالعودة إلى شبوة فقد بدأ اعتصام بالقرب من بلحاف يطالب بطرد التحالف وتقوده شخصيات إخوانية وهي نفس مطالب وحديث اعتصام المهرة.
وتتواجد في بلحاف قوات تابعة للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين.
وتؤيد سلطة شبوة الإخوانية هذا الاعتصام كما تتكفل مسقط بدفع كافة تكاليفه وفقا للمصادر.
وعقب أيام من زيارة الوفد العماني إلى عتق تمكنت المليشيات الحوثية المدعومة إيرانيا من التقدم والسيطرة على مناطق تابعة لمحافظة شبوة وسط صمت مريب للقوات الإخوانية في المحافظة.
وقال سكان بمديرية بيحان، إن المليشيات سيطرت على مناطق وقرى تابعة للمديرية دون قتال وما تزال تحشد، محذرين من خطر حقيقي يهدد المديرية.
واستغرب المواطنون في بيحان من هذا السقوط الذي وصفوه بالتسليم والاستلام بحيث انسحبت قوات المحور دون أن تدافع عن المديرية كما فعلت قبل أسابيع حين سلمت مديريتي ناطع ونعمان بمحافظة البيضاء.
وأشار المواطنون أن الأوضاع خطيرة جدا وأن هناك مخططا لتسليم المدينة عقب انسحاب شبه كلي للقوات إلى العاصمة عتق ولم يتبق يدافع عن المدينة سوى مقاومة شعبية.
ويبدو أن لزيارة الوفد العماني صلة بهذه التطورات الأخيرة في بيحان كما يرى مراقبون.
ولم تعد مسقط تسهل للمليشيات التنقل والدعم الخفي بل يبدو أنها تدخلت فعليا لتسليم المناطق إلى الجماعة الموالية لطهران بتساهل من السلطة الإخوانية التي كان موقفها سلبيا، كما يقول نشطاء في شبوة.