يريدون تحول اليمن إلى أمة منسية!
أخيراً سقط فريق الخبراء الدوليين والإقليميين المعنيين بالانتهاكات في اليمن في شر أعماله.
فقد انكشف زيف هذا الفريق، وصوّتت الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، للاتجاه القاضي بعدم التجديد له، وهو الذي كان يبذل جهده لشرعنة الانقلاب الحوثي على الشرعية في اليمن، ولم تكن أي من تقاريره محايدة أو تعكس الحقائق على الأرض.
بدا بوضوح أن وجهة النظر العربية والخليجية كانت صائبة بمطالبتها بدعم فني للجنة الوطنية اليمنية لحقوق الإنسان، لتقوم بالتحقيقات اللازمة حول الانتهاكات التي تحدث للشعب اليمني على يد مليشيا “الحوثي” الإرهابية.
ولم يكن فريق الخبراء ذاك سوى أداة تم توجيهها لخدمة “الحوثي”، بل تم استثمار هذا الفريق من قبل هذه المليشيا لكي تبرر انقلابها على الشرعية في البلاد، ولم تكن تقارير هؤلاء الخبراء سوى صور صارخة من التحيز غير المنطقي ومحاولة إدخال اليمن في أزمات دقيقة وحساسة، لكن انكشفت مهامهم وأُجبرتهم الحقائق على الخروج من دائرة التأثير في مسيرة الأزمة اليمنية.
دائما ما كانت تقارير هذا الفريق تتمتع بنوع من اللا إنسانية في تعاملها مع الواقع.. يقدّم تضليلات عن انتهاك حقوق الإنسان في اليمن، ولم يتحلَّ بالإنصاف منذ انطلاق مهمته، وكانت الأسئلة البدهية حول تحيزه تدور حول عدم رصده أي من الأعمال الإجرامية الحوثية ضد الشعب اليمني، ولعل أبرز حدث يمكن الإشارة إليه هنا محاولة مليشيا الحوثي قتل جميع أعضاء الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في مطار عدن، بالإضافة إلى عشرات الحالات، التي أعدمت فيها مليشيا الحوثي أفرادا من الشعب اليمني دون مسوغ قانوني، فضلا عن طرق الإعدام نفسها، وأخيرا تلك الممارسات غير الإنسانية للحوثي في عمليات تهجير وتجويع شعب اليمن.
لم يكن من السهل مواجهة هذا الكذب على الواقع اليمني لولا الجهود الدبلوماسية لدول التحالف العربي في توضيح الصورة الحقيقية لأوضاع اليمن أمام كثير من الدول الأوروبية، التي تفهمت بعمق أهمية تفنيد كل الاداعاءات والمزاعم، التي وردت في تقارير الخبراء، والتي حاولت باستمرار تجنب تحميل “الحوثي” مسؤولية الأزمة اليمنية، لكن هذا الزيف انكشف، فالعالم أصبح يدرك تلك الانتهاكات الجسيمة، التي صنعتها مليشيا “الحوثي” الانقلابية في اليمن ضد الشعب دون إدانة دولية واضحة، والتي ترقى جرائمها إلى مستوى جرائم حرب.
لقد كانوا يريدون أن تتحول اليمن إلى أمة منسية تُنتهك سيادتها من مرتزقة وعملاء، وحاول فريق الخبراء إياه عبر تقاريره عن حقوق الإنسان في اليمن أن يظهر بمظهر المحايد، فألبس تقاريره شرائح من المبادئ الإنسانية لفظا دون معنى، فيما كان هدفها النهائي بناء قيم منحازة تحاول إيصال رسالة للعالم بأن المجرم، الذي ينتهك اليمن وشعبه، يراعي حقوق الإنسان به، وهذا ما لا يمكن تصديقه منطقيا.
الرسالة المهمة، التي يجب أن يتلقاها العالم حول حقوق الإنسان في اليمن، وفي أي مكان آخر، أن الحقيقة لا تتغير بمجرد الإلحاح في تكرار الكذب، الذي يناقضها، أمام العالم والمؤسسات الدولية.