“الزرانيق الشعبية”.. فرقة لحفظ التراث وتعزيز الهوية في اليمن “ًصور”
تتعدد الألعاب التهامية التراثية باليمن، أبرزها وأهمها القفز على الجمال والتي يحرص شبان قبيلة الزرانيق على ممارستها كرياضة يومية.
ويمارس الشباب هذه اللعبة بين حشد جماهيري واسع.
لكن التمرس على هذه اللعبة، أي القفز على الجمال، ذات الشعبية الكبيرة يتطلب من لاعبها الخضوع لبرنامج تدريبي مكثف يبدأ بالوثب التدريجي في الهواء ، قبل أن يقفز بأقصى طاقته لارتفاع يصل لـ6 أمتار بمساعدة شخصين آخرين يقفان إلى جانبه.
ويعد هذا التدريب جزءا من برنامج تدريبي لـ”فرقة الزرانيق الشعبية”، وهي فرقة فنية تهدف للحفاظ على التراث الثقافي والألعاب الشعبية في المناطق التهامية، غربي اليمن.
وتتخذ فرقة الزرانيق الشعبية من ضاحية بلدة “القصبة”، الواقعة جنوبي محافظة الحديدة، على البحر الأحمر، كساحة لرعاية وتدريب الشباب وجميعهم ممن قذفتهم حرب الانقلاب الحوثي كنازحين ومهجرين للمناطق اليمنية المحررة.
جميع المشاركين في هذه التدريبات على الوثب والقفز على الجمال، من المهجرين من منازلهم في مناطق مدينة زبيد التاريخية التي كانت يوما ما منارة للعلم والمعرفة والفنون الشعبية الغنية.
وبينما يتناوب المشاركون في التدريب القفز على الجمال كتراث خالد في الأذهان ضمن الألعاب التي يؤدونها، يقف آخرون في الجهة المقابلة، لممارسة الدبكات الشعبية في الوقت الذي يرقبون فيه مهارة زملائهم بالوثب في الهواء الذي يتيح لهم مستقبلا، القدرة على القفز فوق اثنين من الجمال وهما في وضعية الوقوف معا.
مسؤولية مجتمعية
ينتمي جميع المتدربون إلى قبيلة الزرانيق القوية، وهي من القبائل التهامية المعروفة بصرامتها وقوة شكيمتها فضلا عن ثراء موروثها الثقافي وتعدده.
وحسب رئيس فرقة الفنون الشعبية محمد القعيبل، فإن فرقة الزرانيق الشعبية للألعاب والرقصات الشعبية الزرنوقية، تقوم بهذا العمل بدافع المسؤولية المجتمعية للحفاظ على الموروث الثقافي، ونقله إلى الأجيال المقبلة.
يضيف القعيبل، أنهم توارثوا تلك الفنون الشعبية، عن آبائهم لكن بعدهم اكتسبها من مسقط رأسه بسبب التهجير الحوثي، الذي قد يهدد بنسيانها، ولهذا يتجمعون نهاية كل أسبوع لأداء تلك الألعاب الشعبية، كجزء من برنامج يهدف للحفاظ على ذلك المروث الشعبي.
يعتقد القعيبل أن غالبية الفنون التي يؤدونها هي محاكاة للقتال، وإن كانت تجري في مناسبات فرائحية يغلب عليها طابع التسلية، بعيدا عن أجواء العنف أو الحرب.
يعدد المسؤول الفني في الفرقة الشعبية، أنواع الرياضات التي يؤدونها ضمن ألعاب القوى”القفز على الجمال” و”التقليم”، و”الوثب الطويل” و”الرص”، و”المحط”، و”سباق الرجل”.
أما الألعاب التي تصنف ضمن الألعاب الشعبية فهي “الحقفة” و”التبريش” و”البرش”، “الحنجلة” ،” الشنب”، و”الحمرة”، و”التسييف”، حسب رئيس فرقة الزرانيق للفنون الشعبية.
14 رقصة شعبية
وتمارس تلك الألعاب والفنون الشعبية في المناسبات الاجتماعية، واحتفالات الزفاف، والأعياد الدينية، والمهرجانات التي كانت عادة تنظمها وزارة الثقافة والسياحة اليمنية في محافظة الحديدة قبل الحرب .
وكانت مناطق تهامة قبل أعوام، ساحة للمهرجانات الشعبية وسباقات الهجن، والاحتفال بجني التمور، قبل أن توقف حرب مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا، جميع تلك الاحتفالات والمهرجانات الشعبية.
يقول المدرب في جمعية الحصيب للتراث والفنون الشعبية في مديرية زبيد، عياش علي طويلي الزرنوقي لـ” العين الإخبارية” إن الرقصات الزرنوقية مميزة على غيرها من الرقصات الأخرى وهي الحقفة، والحنجلة والتبريش والتسيف.
يضيف: “يوجد في مديرية زبيد خاصة وتهامة عامة 14 رقصة شعبية وهي، الحقفة اليمانية، الحقفة الشامية، لعبة الجل، لعبة المنصري، لعبة التمشي والزحفة، ولعبة جمل حسين، ولعبة المحنجل، ولعبة الشنب، والطبعة الخفيفة، والطبعة الثقيلة، ولعبة عطا، ولعبة كدي، ورقصة المعنوي أو المريسي، وأخيرا القفز على الجمال، وهي لعبة مشهورة في تهامة ككل.
ويؤكد أنه أمام التجريف الذي تتعرض له الهوية اليمنية من قبل مليشيات الحوثي، كان من الواجب على الجميع المحافظة على الموروث الشعبي للحفاظ عليه وصونه من الضياع.