ما حقيقة تحرك قوات طارق صالح لبدء معركة تحرير تعز ؟
تستعد الحكومة الشرعية، بدعم من التحالف العربي المساند لها، في التحضير لمعركة واسعة لاستكمال تحرير ما تبقى من محافظة تعز. التي تسيطر مليشيا الحوثي على أجزاء واسعة من مركزها ومديرياتها الريفية.
وكشف مصدران عسكريان مطلعان عن تحضيرات عسكرية لبدء معركة استكمال تحرير محافظة تعز من مليشيا الحوثي الانقلابية، تزامناً مع إعلان التحالف العربي انطلاق عملية “حرية اليمن السعيد”.
وقال أحد المصادر، إن قادة عسكريين في محور تعز تسلموا مساء الجمعة جزء من شحنة أسلحة مقدمة من قيادة التحالف العربي في العاصمة المؤقتة عدن، ضمن ترتيبات معركة تحرير جميع مناطق المحافظة.
وأوضح المصدر، مشترطاً عدم ذكر اسمه، لدواعي أمنية، أن “هناك توافقات على إزاحة حزب الإصلاح من قيادة المشهد العسكري في المحافظة. الذي ظل يتصدره طيلة السبع سنوات الماضية. قابلها إخفاقات ميدانية وانعكاس سلبي على الجانب الأمني في المناطق المحررة من المحافظة”.
وأضاف: أن “على رأس القيادات التي سيتم إزاحتها قائد محور تعز اللواء خالد فاضل، ومستشاره عبده فرحان سالم (الحاكم العسكري لتعز). إضافة إلى عدد من قادات الألوية العسكرية، يليها خطوة ثانية تتمثل بتغيير قادات كتائب الألوية والقادة الميدانيين”.
وتابع: “من المرجح أن يصدر خلال الأيام القليلة المقبلة قراراً جمهورياً بتعيين قائد جديد لمحور تعز العسكري. وأن هناك ثلاثة اسماء مطروحة لشغل المنصب خلافا لقائده الحالي خالد فاضل. من ضمن الاسماء المرشحة العميد يوسف الشراجي الذي تجمعه علاقة وطيدة بقيادات حزب الإصلاح. كما سبق أن تولى قيادة المحور سابقاً ومن المستبعد إعادته”.
كما أفاد “الشارع”، مصدر عسكري ثانٍ وثيق الاطلاع، أن “جبهات تعز ستشهد خلال الأيام القليلة المقبلة تحركاً عسكرياً كبيراً بتنسيق مع قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي”.
وذكر، أن “قيادات حزب الإصلاح المتحكمة بالمشهد العسكري في تعز، أبدت قبولاً بإزاحتها من قيادة معركة استكمال تحرير المحافظة. غير أن جناح حمود المخلافي ممثلاً بـ “مليشيا الحشد الشعبي” لا يزال رافضاً ذلك”.
وقال المصدر، إن “الترتيبات جارية للدفع بلواء عسكري من قوات حراس الجمهورية التي يقودها العميد طارق صالح من مدينة المخا. وتوزيع هذه القوات في المواقع العسكرية التي يسيطر عليها “الحشد الشعبي”. لا سيما في جبهة الكدحة جنوبي مقبنة والجبهات الجنوبية الشرقية لمدينة تعز”.
وأضاف المصدر، أن “مليشيا الحشد الشعبي المدعومة من قطر، لا تزال تواجه التوافقات الأخيرة بانتشار مكثف لعناصرها في مقبنة والكدحة وكذلك الصلو والأقروض. في محاولة لإفشال التقارب الذي تم بإشراف التحالف بين محور تعز العسكري وقوات طارق صالح المنتشرة في الساحل الغربي. من أجل توحيد المعركة ضد مليشيا الحوثي الانقلابية”.
وتابع: “قيادات الحشد الشعبي دفعت خلال اليومين الماضيين بالمزيد من عناصرها من وسط مدينة تعز إلى مناطق الحجرية التي انشأت فيها معسكرات خارجة عن إطار وزارة الدفاع تحت مسمى ألوية الدعم والإسناد. يتسلم منتسبيها رواتب شهرية منتظمة من قطر”.
كما كشف المصدر، عن أن “قائد اللواء الخامس حماية رئاسية عدنان رزيق قاد جهود مكثفة للتوفيق بين قيادات محور تعز العسكري وقوات طارق صالح المتمركزة في مناطق الجهة الغربية من المحافظة. ولا يزال يقوم بجهوده التهدئة لاحتواء تصعيد مليشيا الإخوان”.
وكان المصدر ذاته كشف لـ “الشارع” في وقت سابق عن معلومات استخباراتية تقول “أن قطر ضمنت لمليشيا الحشد الشعبي التي يقودها المخلافي، دعماً مالياً غير محدود، مقابل إفشال أي اتفاق وتقارب بين قوات محور تعز وقوات طارق صالح، لإفشال أي توحد لمواجهة مليشيا الحوثي”.
وأمس الأول، وجه العميد طارق صالح، قوات اللواء الثاني حراس جمهورية، برفع الجاهزية القتالية، مؤكداً في خطاباً له أمام منتسبي اللواء أنه “لا سبيل للنصر سوى الهجوم”. فيما يبدو ذلك أنه ضمن التحضيرات العسكرية لبدء معركة استكمال تحرير محافظة تعز.