مركز صنعاء يكشف حقيقة تراجع الإمارات عن المعركة في اليمن ويؤكد ان دورها النوعي أثار مخاوف الحوثيين
قال ماجد المذحجي، المدير التنفيذي لمركز صنعاء للدراسات، إن الدور النوعي للإمارات أثار مخاوف الحوثيين وجعلهم يرفعون الكلفة والمغامرة، ليس بدفع حرب اليمن نحو مرحلة جديدة فحسب، ولكن بدفع الاستقرار الإقليمي بشكل كامل إلى حافة هشة وخطيرة”.
واستبعد المذحجي، في تصريح لـ”العربي الجديد”، تراجع الإمارات عن المعركة، معتبراً أنها “تريد الدفاع عن رأسمال حضورها في حرب اليمن، وأيضاً تأديب الحوثيين لجرأتهم عليها، باعتبار الهجمات حدثا استثنائيا لا يجب أن يتكرر”.
في حين قالت الصحيفة، نقلا عن خبراء، إن تدخل الإمارات مجددا في اليمن أعاد عكس المبادرة العسكرية التي كانت لصالح الحوثيين منذ فترة طويلة، وقوّض بشكل هائل فرص حصولهم على “الجائزة الكبرى” المتمثلة بمدينة مأرب.
ورأت أن رسائل التهديد الصريحة والمتكررة التي توجهها مليشيا الحوثيين لدولة الإمارات باستهداف منشآت اقتصادية عملاقة، لا تعكس استعراض فائض قوة كما جرت العادة، بقدر ما تكشف حجم المخاوف الحقيقية التي تحيط بحلفاء إيران في اليمن، من انتكاسة عسكرية مدوية لم تحدث منذ 3 سنوات.
وخلال العامين الماضيين، هيمن الحوثيون على المشهد العسكري بشكل تام. ففي مقابل هجوم واسع انتهى بتطويق محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز من 3 اتجاهات، زادت أطماع الجماعة باجتياح كافة مدن الجنوب بعد التوغل السلس في 3 مديريات غربية بمحافظة شبوة (بيحان وعسيلان وعين)، مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي.
شعر حلفاء إيران بالزهو –تقول الصحيفة- أكثر من أي وقت مضى، وخلافاً لرفض كافة مبادرات الحل الأممية والسعودية والأميركية، امتنعت جماعة الحوثيين عن استقبال المبعوث الأممي الجديد هانس غروندبرغ منذ تعيينه قبل خمسة أشهر، لإدراكها أن مدينة مأرب وثرواتها باتت في متناول اليد.
بيد أن ميزان القوى تغير بشكل لافت مطلع العام الجاري، حيث وجد الحوثيون أنفسهم في كماشة عسكرية مُحكمة أعدها التحالف العربي، وفقدوا خلال أقل من شهر، العديد من الأوراق الهامة التي كانت تمنحهم ميزة تفوّق عسكري وسياسي، بعد دحرهم من المديريات الثلاث في محافظة شبوة النفطية، فضلاً عن تشديد الخناق عليها في محافظتي مأرب والبيضاء.