الحميات في اليمن.. غول لا يرحم
تحذيرات من إستمرار تجاهل السلطات وسط تفشي مخيف..
يمن الغد / تقرير _ عبد الرب الفتاحي
انتشرت عدوى الحميات بشكل واسع في العديد من المحافظات اليمنية ،وتدهورت حالات العديد من المرضى ويتفشى المرض داخل العائلة الواحدة دون القدرة على السيطرة عليه مما فاقم من الظروف الصحية والاقتصادية للمواطن، وتعد أمراض الحميات من الاوبئة التي تعرض حياة الكثير للخطر .
يشعر هيثم قاسم الشرماني بالتعافي بعد ان تعرض لاعراض الحمى التي داهمته وتسببت بحالة مرضية أرهقته كثيرا خلال الاسبوع الفائت.
زاد واقع المرض على هيثم ليترك العمل في الفرن في محافظة تعز، لمدة عشرة ايام وهذا جعله يعاني ما ترك أثار انعكست على حالته الصحية والمادية بعد أن انفق الكثير من المال واضطر للقروض لأجل العلاج.
يقول هيثم لـ”يمن الغد”: الحميات المنتشرة وباء صعب مكافحته في ظل الظروف الحالية وتجاهل السلطات.
وأضاف أن العشر الايام قضاها مريضا جعلت رهين القلق والضعف وتدهورت صحته بشكل كبير ولم يعد يطيق الوضع.
بعد أن تعافى هيثم من الحميات انتقل المرض إلى ثلاثه من أطفاله، حنين ورياض وحسام اضافة الى زوجته والذين تدهورت حالاتهم وتم نقلهم للمستشفى، وأخذ هيثم يشتري الادوية لينفق أكثر من 200 ألف ريال في العلاجات .
انتشار سريع
يقول عمار صالح الهيثمي مدرس ان محافظة لحج شهدت في الفترة الأخيرة توسعا للحميات ،حيث وجد المواطنين حياتهم تتدهور وفاقم المرض من حالاتهم ووجدوا أنهم مروا في أصعب الظروف .
وقال عمار لـ”يمن الغد”: الحميات ليست مرض عادي هو وباء معقد وله مخاطر كثيرة ،هو لايستهدف فئة أو مرحلة بعينها بل إذا دخل بيت فهو سيصيبهم جمعيا ولن ينتهي الوباء إلا بعد ان يعرض العائلة كلها للخطر .”
ونوه عمار أن الكثير من المناطق والمدن اليمنية عانت من اناشار الحميات، ولكن المشكلة بناء على حديثه هو الدور الرسمي وخاصة تهرب وزارة الصحة ومكاتبها من القيام بدورها وتغاضيها عن ايجاد المعالجات والخطط وكذلك بعدها عن ظروف الناس .
وأضاف أن ما تقوم به وزارة الصحة ومكاتبها في المحافظات، يكشف العبث والضعف الذي صارت عليه مكاتب الصحة ،بعد أن تم اختراقها وتحويلها لتكون ذات طابع سياسي واستثماري وهو ما أنعكس على واقع حياة الناس .
دور عقيم ومقلق
تعتقد الدكتورة رهام ناصر محسن أن الحميات وباء واسع الانتشار وله نتائج وانعكاسات صحية خطيرة .
ورأت أن سرعة انتشار الحميات مقلقة كما أن اسبابها غير واضحة ،وأن الحميات تؤثر سلبا بشكل أكبر على كبار السن والاطفال .
وأعتبرت الدكتورة رهام ان طبيعة تعاطي وزارة الصحة ومكاتبها برز عليه البعد وعدم الاهتمام، يجعلها مؤسة غير ايجابية في تعاطيها ومعالجاتها.
وقالت الدكتور رهام لـ”يمن الغد”: لو كان هناك مؤسسات ومكاتب صحية حكومية حقيقية، لكانت لها برامج وخطط ومحاولات للكشف عن مثل هذه الامراض، ولقامت وزارة الصحة بدور محور في واقع ايجاد السبل والمعالجات .
وتابعت حديثها أن أي دولة تعزز شبكات الحلول الصحية من خلال وزارة الصحة لان دورها يقوم في تبني كافة الظروف والخيارات الصحية، وتعمل الادارات الصحية على مواجهة تبعات اي مرض وتقوم بتعزيز تواجدها وامكانياتها، للعمل من أجل الناس وتحسين صحتهم وحمايتهم.