الحوثيون ينكلون بالتجار لفرض رأس المال البديل
يمن الغد / تقرير – عبد الرب الفتاحي
كشف الاعتداء الذي قامت به جماعة الحوثي على رجل الاعمال أحمد الكبوس، والذي تعرض للضرب على رأسه وسائر جسده في بداية هذا الشهر، مدى الضغوطات التي صارت تحاصر التجار ،ومالكي الاموال في صنعاء وبقية المناطق.
حملات إغلاق
تحاول جماعة الحوثي تعزير مطالبها من خلال توسيع اعتداءاتها، و تمارس عمليا شكلا منظما من الترهيب والعنف، لكل من لا يستحيب لمطالبها ورغباتها .
وأفادت مصادر تجارية في صنعاء لـ”يمن الغد” أن الاعتداء مرتبط باستمرار الجماعة فرض الجبايات والاتاوات على التجار ،حيث تتعدد الجهات التي تقوم في كل يوم بإخذ الاموال من اصحاب المحلات التجارية، سواء من مكتب النظافة والصحة ،او فرض اموال تحت مسمى المجهود الحربي.
مثل هذه الجهات زادت من وتيرة نزولها وفرضها أتاوات واموال على كل المحلات في صنعاء، من خلال توجيهات صادرة عن قيادات وشخصيات تتبع جماعة الحوثيين .
وتحدثت مصادر صحفية عن تعرض رجل الأعمال الحاج أحمد الكبوس، لاعتداء من قبل مجاميع حوثية مسلحة، تخصع لمسؤل في وزارة الأوقاف ويدعى عبدالله بن عامر، على خلفية فرض المليشيا عليه اتاوات مالية جديدة دون أي مسوغ قانوني.
واشارت إلى أن مكتب أوقاف أمانة العاصمة، الذي تسيطر جماعة الحوثيين اعتدت على الكبوس، بحجة أن لديها أوامر بحجز أملاكه وإرغامه على التخلي عن عقد إيجار لأرض، من أوقاف الأمانة ما زال سارياً.
وذكر مصدر ليمن الغد أن افراد امنيين ومسلحين من جماعة الحوثي بفرضون اموال على كل المحلات ،حيث تنزل الحملات واعمال التفتيش على العديد من المحلات التجارية وتقوم بدفعهم إلى تسليمهم الاموال وفق تهديدات من الحملات الحوثية ،باقفال المحلات وفي احيان كثيرة يتم سجن مالكي المحلات، ولا يتم اطلاق سراحهم إلا بدفعهم الاموال.
نهب لا يطاق
يرى طه على عبيد” مهندس” اثناء حديثه لـ”يمن الغد” أن دوافع الحوثيين في جمع الاموال وترسيخ طريقة الزيارات اليومية أو الاسبوعية للمحلات التجارية ،وبمبررات كثيرة والهدف جمع الاموال هو في حد ذاته يثير اصحاب تلك المحلات ،ويجعلهم يشعرون بمدى استعبادهم ونهبهم .
ويتطرق طه إلى همجية كل القيادات الحوثية ومدراء المكتب في كافة المحافظات التي تخضع لهم، حيث يسعون في كل الاحوال لجمع المال بالعنف والتهديد.
ويعتقد ان الاسباب وراء زيادة حملات الحوثيين لجمع الاموال من التجار ومالكي المحلات ،هو لزيادة انهاكهم وافلاسهم حتى يصبحون لا يستفيدون من تجارتهم غير ما يذهب لصالح مراكز القوى الحوثية الجديدة سواء الشخصيات الحوثية السياسية أوالتجارية .
أما ابراهيم أحمد عبد الله “طالب جامعي”، قال لـ”يمن الغد”: التجار أصبحوا غنيمة سهلة لمدراء المكاتب والجنود الحوثيين ، وفي كل يوم يجد صاحب المحل من ثلاثة أشخاص إلى أربعة يطالبوه بدفع الاموال لهم، ويشترطون ويضغطون عليه اما يدفع بالرضاء أو بالصميل “.
رأس مال جديد
مرشد صالح ناجي” مدرس ” يجد ان مشكلة اصحاب المحل في صنعاء كارثي، حيث ان واقع تجارتهم أصبح مهدد مع الظروف الصعبة التي يعيشوها ،ومن ناحية أخرى فإن زيادة الاتاوات وجمع الاموال من قبل جماعة الحوثيين يجعلهم يتعرضون للافلاس .
ويتابع مرشد حديثه ” المسألة لاتحتمل فالتاجر يريد ان يحافظ على وضعه، ويريد ان يبقي في واقع يحافظ على امواله ، لولا تحكم جماعة الحوثي ونهبهم.
وحسب اعتقاده فإن الكثير من التجار يتم الاعتداء عليهم من قبل جماعة الحوثيين، وسجنهم وفرض الغرامات واباحة مالديهم من مصارف ومنازل واملاك، وهذا يأتي بناء على سياسة مخطط لها .
وقال مرشد لـ”يمن الغد”: هناك رأس مال جديد أوجدته الجماعة بناء على مساعيها للتحكم بالاموال، وتعزيز حضورها بطريقة القوة والسيطرة على املاك واموال التجار، حيث أضعفت الجماعة مساحة المال الخاص لصالح المال المدعوم، من جماعة الحوثي والمنتمي لها.