اخبار الشرعيهاخبار المقاومةالحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةعدنمحليات

قاعدة “العند” العسكرية.. مفتاح الحصن جنوب اليمن وقائدها الشهيد قاهر مليشيات الإرهاب

حامية الجنوب في اليمن ومفتاح تحصينه، إنها قاعدة “العند” الجوية قاهرة مليشيات الحوثي الإرهابية.
فالقاعدة الواقعة بمحافظة لحج وتبعد حوالي 60 كيلومترا شمال مدينة عدن، قفز اسمها مجددا مساء الأربعاء، مع مقتل قائدها اللواء الركن ثابت جواس، إثر انفجار سيارة مفخخة.
الانفجار الذي استهدف سيارة جواس قرب محطة للوقود في المدينة الخضراء التابعة إداريا لمحافظة لحج، أسفر أيضا عن مقتل عدد من مرافقي قائد قاعدة العند الجوية.
ومع هذا الاستهداف الغاشم، نستعرض الأهمية الاستراتيجية لقاعدة “العند” الجوية العسكرية.

قرابة نصف قرن هو عمر القاعدة التي أسسها البريطانيون في ستينيات القرن الماضي، واستخدمها السوفييت في الحرب الباردة، والأمريكيون ضد إرهابيي تنظيم القاعدة.
ولعبت القاعدة التي تتربع على مساحة 15 كيلومترًا مربعًا دورا كبيرا في حروب شطري اليمن الشمالي والجنوبي، خاصة في حرب 1979.
وشكلت قاعدة العند أكبر ترسانة عسكرية ومخزن سلاح وعتاد في منطقة جنوب شبه الجزيرة العربية حتى بداية تسعينيات القرن الماضي.
وكان الخبراء العسكريون يطلقون على القاعدة اسم “القاعدة الأسطورية”؛ لقوتها وشدة تحصيناتها.

حرب 1994

ومثلت قاعدة العند في لحج، محورا لحرب عام 1994، بين الشمال والجنوب، وكان لسقوطها في أيدي القوات الشمالية أكبر الأثر في سقوط مدينة عدن لاحقا.
ففي 17 مايو/أيار 1994، خاضت القوات الشمالية والجنوبية، معارك عنيفة حول قاعدة العند الجوية، وتبادلا القصف المدفعي المكثف.
وفي 19 مايو/أيار وبعد اشتباكات عنيفة سقطت القاعدة الجوية جزئياً، وفي 25 مايو وبعد معركة دامت أربع ساعات سقطت قاعدة العند في أيدي قوات العمالقة الشمالية.

مركز قيادة دولي

اتخذت القاعدة أهمية دولية عقب أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، وأصبحت مركزا رئيسيا لقيادة الحرب على تنظيم القاعدة في اليمن، وتحديدا من قبل القوات الأمريكية.
كان هدف واشنطن من التواجد في قاعدة العند هو جمع المعلومات الاستخباراتية وعمليات مكافحة الإرهاب في اليمن، كما استخدمت قاعدة العند لشن هجمات لطائراتها من دون طيار ضد تنظيم القاعدة.
وفي 21 مارس/آذار 2015، أجلت أمريكا نحو 100 جندي كانوا متواجدين في قاعدة العند الجوية، بسبب تردي الأوضاع الأمنية والعسكرية.

حرب 2015

وخلال الحرب التي أشعلتها مليشيات الحوثي أواخر 2014، وبداية 2015، كانت قاعدة العند من أهم الجبهات المستعرة.
واستولت المليشيات الانقلابية في 25 مارس/آذار 2015 على القاعدة، وقامت بأسر وزير الدفاع اليمني محمود الصبيحي.


وفي 26 مارس/آذار شنت مقاتلات التحالف العربي الذي بدأ تدخلا عسكريا في اليمن لدعم الشرعية قصفا جويا على قاعدة العند، ضمن أهداف جوية عديدة.
فيما استطاعت قوات الحكومة اليمنية وبمساندة برية وجوية وبحرية من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، من استعادة السيطرة على القاعدة في 3 أغسطس/آب 2015.

محتويات القاعدة

تضم القاعدة على مطار حربي، ومرابض وورش صيانة واسعة للطائرات، ومخازن أسلحة محصنة بينها صواريخ سكود الباليستية.
بالإضافة إلى مساكن للضباط والطيارين، ومدارس ومراكز صحية، وقسماً لقوات مكافحة الإرهاب، وقسما مستقلا لخبراء أمريكيين كانوا يديرون منه غرفة عمليات الطائرات الأمريكية بدون طيار لاستهداف عناصر القاعدة في عدة محافظات يمنية.
وكانت قاعدة العند تضم لواءين من القوات البرية هما اللواء 210 مشاة ميكا واللواء 201 مشاة ميكا، ولواءين من القوات الجوية هما اللواء 39 واللواء 90 طيران، وأقساما تابعة لكلية الطيران والدفاع الجوي، ومراكز تدريب على الطيران الحربي.
وسبق للمليشيات الانقلابية استهداف القاعدة، ففي أغسطس/آب الماضي شنت هجوما بطائرات مسيرة أسفر عن وقوع قتلى وجرحى.
وفي يناير/كانون الثاني 2019، أطلقت طائرة مسيرة، خلال عرض عسكري لتخريج دفعات من الجنود، في هجوم إرهابي راح ضحيته قادة عسكريون بينهم نائب رئيس هيئة الأركان ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، وعشرات الجنود والصحفيين.
وكان آخر هجوم صاروخي غادر شنه الحوثيون على قاعدة العند في اغسطس العام الماضي وأدى إلى استشهاد وإصابة 50 جنديا من قوات العمالقة الجنوبية، ضمن سلسلة هجمات استهدفت القاعدة وقائدها اللواء ثابت جواس.

زر الذهاب إلى الأعلى