تعز ترفض تجاهل الحصار وتتهم الحكومة بالتفريط

يمن الغد/ خاص
إرجاء فك الحصار عن مدينة تعز، وتنفيذ الشق الذي يشمل مطالب جماعة الحوثي في مبادرة الأمم المتحدة أثارت حفيظة قوى وناشطين اعتبروها مفارقة عجيبة.
و تضمنت المبادرة الأممية التي اعلن عنها المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ،الجمعة، وقف الحرب باليمن لمدة شهرين والسماح بدخول السفن النفطية عبر ميناء الحديدة وفتح مطار صنعاء وفك المعابر بمدينة تعز.
تهميش متعمد:
في ظل تهميش قضية تعز، وجدت الحكومة اليمنية نفسها متهمة، بالتفريط “بالمسئولية الوطنية”؛ بسبب قبولها بالمبادرة والتزامها بها، رغم إبقائها الحصار على تعز وإرجاء الحديث عن ذلك إلى وقت لاحق.
وشهدت مدينة تعز الاثنين وقفة احتجاجية تندد بتهميش قضية حصار المفروض على المدينة من قبل مليشيا الحوثي.
ورفض المحتجون الموقف الأممي والحكومي المتخاذل لقضية حصار تعز.
وتساءلت الكاتبة الصحفية فاطمة الأغبري في منشور على صفحتها بموقع التواصل الإجتماعي فيس بوك: لماذا كل هذا الحقد على تعز؟.. لما استثنيت معاناتها ؟
الا تستحق مدينة تعز النظر لمعاناتها بعين المسؤولية ؟
مدينة محاصرة منذ سنوات لم تهتموا لها ولم تضغطوا لأجلها.
وقالت ان لا فائدة من المبادرات والمشاورات وقضية تعز في الهامش.
شركاء في الجريمة:
وطالبت أحزاب ومنظمات مدنية بالتنفيذ المتزامن لفك الحصار عن المدينة وفتح مطار صنعاء..
التنظيم الناصري في تعز قال إن الحكومة اليمنية تضع نفسها في موضع الشريك في جريمة استمرار الحصار على تعز وأمام الخطايا المركبة.
وأطلق نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر هشتاج ” #فكواالحصارعن_تعز” وتحدثوا عن صعوبة الوصول إلى المدينة وقالوا:
لنصل إلى هنا كنا لانحتاج سوى خمس دقائق فقط
أصبحنا الآن نحتاج إلى أكثر من سبع ساعات للوصول ..

تسافر بخير توصل وأنت مريض فمابالك بمرضى الفشل الكلوي من يسافرون بشكل أسبوعي للعلاج! بعضهم يتوفى من شدة تعب وألم ومعاناة الطريق، ناهيك عن الخسارة المالية في ظل إرتفاع سعر المشتقات النفطية وفرض نقاط الجبايات التي تمتد على طول الطريق، لأكثر من سبع سنوات ونحن في تعز نعاني من هذه المعاناة.
واوضح نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي بأن الحديث عن فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة وتجاهل جريمة حصار مدينة تعز يعكس بلوغ الخذلان الحكومي والتواطؤ الأممي ذورته.
وقالوا: لن نؤمن بالهدنة والسلام ونجاح المشاورات الا بفتح الطرق لهذه المدينة وانهاء معاناتها.
الانحياز الممقوت:
من جانبها طالبت الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني في تعز بالتنفيذ المتزامن لفك الحصار عن تعز وفتح الطرق وبين فتح مطار صنعاء، وكذا فتح مطار تعز ، و فتح طريق تعز/ الراهدة/ عدن أمام تنقلات المواطنين.
ودعت المجتمع الدولي الذي يتحدث عن احترام اللوائح و القوانين الدولية إلى النظر إلى معاناة تعز وكافة اليمنيين بسبب مليشيا الحوثي من خلال تطبيق عادل لهذه اللوائح و القوانين، و تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة باليمن.ورفضت الأحزاب والمنظمات في تعز أن تكون معاناة تعز مجرد مسمى لتمرير قرارات تصب في مصلحة مليشيا الحوثي ، دون أن ينظر إلى قضايا تعز بأدنى شيئ.
ودعت الأحزاب مؤتمر التشاور المنعقد في الرياض إلى أن يكون له موقفا عاجلا تجاه هذا الانحياز لجماعة إرهابية على حساب معاناة شعب و قضاياه.
كما طالبت كافة القوى السياسية و الاجتماعية و المفكرين و السياسيين و الاعلاميين و كل فئات المجتمع إلى المطالبة بالتنفيذ المتزامن لفك الحصار عن تعز و فتح مطار صنعاء.
وأكدت أن دعوة المشاركين بمشاورات الرياض التي دعا لها مجلس التعاون الخليجي إلى إيلاء الحالة الاقتصادية القدر الكافي من الاهتمام، ولما يخفف من معاناة الناس و تحسين وضعهم المعيشي، مع تمنياتنا أن يخرج التشاور بنتائج تحقق أهدف اليمن و اليمنيين.
مفارقةً عجيبة:
من جهته قال المكتب التنفيذي للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، في محافظة تعز، إن الهدنة التي دعا إليها المبعوث الأممي إلى اليمن تحمل في طياتها “مفارقةً عجيبة”.
وأضاف التنظيم في بيان اصدره الليلة الماضية، وتلقى “المشاهد” نسخةً منه، أن المبادرة تثير الاستغراب وتدعو إلى التعجب من التعامل بطريقة “الكيل بمكيالين” مع القضايا ذات الطابع الإنساني الواحد.
وأشار البيان إلى أن الهدنة تضمنت إطلاق كافة الأسرى والمختطفين والفتح الفوري لمطار صنعاء وميناء الحديدة، لكنها في نفس الوقت رحّلت مسألة فك الحصار عن تعز وفتح الطرق فيها إلى وقت لاحق عبر مشاورات ثنائية تُشرف على ترتيبها الأمم المتحدة.
المكتب التنفيذي للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بمحافظة تعز أكد على موقفه الداعم والمرحب والمساند “لأية مبادرات تخفف من معاناة أبناء شعبنا جراء الحرب والحصار وتعمل على توفير البيئة والأرضية للوصول إلى تسوية سياسية للنزاع وتحقيق السلام الشامل والدائم.
وأكد التنظيم أن الجانب الإنساني “كلٌ لا يقبل التجزئة” وهذا ما يؤكده الجميع بما فيهم المبعوث الأممي، واستغرب البيان من ألا يكون رفع الحصار عن تعز وفتح الطرق فيها من ضمن أولويات المبادرة التي تقدم بها، رغم معرفته بشدة المعاناة الإنسانية في هذه المحافظة، بل أجلها إلى مشاورات لاحقة.
واعتبر التنظيم أن تعامل المبعوث الأممي مع القضايا ذات البعد الإنساني الواحد بطريقة الكيل بمكيالين، يشير أيضًا بأصابع الريبة والاتهام للأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتجاهلهم المستمر لمعاناة أبناء محافظة تعز التي لا تحضر في اهتماماتهم وخطابهم إلا كغطاء لتمرير قضايا تخدم الطرف الذي يحاصر تعز ويتسبب في استمرار معاناتها.
كما اتهم التنظيم الناصري الحكومة اليمنية بالتفريط “بالمسئولية الوطنية”؛ بسبب قبولها بالمبادرة والتزامها بها، رغم إبقائها الحصار على تعز وإرجاء الحديث عن ذلك إلى وقت لاحق.
وقال البيان الصادر عن التنظيم: إن الحكومة اليمنية تضع نفسها في موضع الشريك في جريمة استمرار الحصار على تعز وأمام تلك الخطايا المركبة.
وفي ختام البيان، دعا التنظيمُ المبعوثَ الأممي وقيادة الحكومة اليمنية لاستدراك هذه الخطيئة واتخاذ الإجراءات العاجلة لتصويبها ورفع الحصار عن تعز بسرعة، فتح الطرق الرئيسة والممرات الإنسانية، وتسهيل تنقل الأفراد والسلع ورفع المعاناة وليس تأجيلها لمشاورات قد تتم وقد لا تتم.