تعز.. ترويض محموم على التطرف والإرهاب يسلخ الهوية
يمن الغد/ تقرير- خاص
موجة إرهاب تختمر وفق اطار منظم، إذ أن ما يعتمل من حملة اعلامية متطرفة الخطاب ومن مؤسسات ومنابر دينية تتحدث عن معطيات تفرزها دلائل تشير إلى بداية انطلاق موجة لخطاب إعلامي بصبغة دينية يبرز بقوالب تخدم التطرف.
الترويض على الإرهاب:
من المدينة الحالمة تعز بدأ المتطرفون يتقيأون سمومهم، بخطابات يدشنها النائب الاخواني المتطرف عبدالله العديني، يعقبها تأييد من شخصيات متطرفة، لتصبح فتوى دينية تستبيح حقوق وحريات وخصوصيات الأخرين.
تشير جميلة الخيلي خلال حديثه ليمن الغد، إلى ان الخطاب الديني المعادي للفنون والمنتهك للحقوق والحريات، يذكرنا بالخطاب الاعلامي الديني الذي سبق موجة انتشار المتطرفين في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي.
وتلفت الخيلي إلى انه ومنذ ست سنوات هناك عمل دؤوب لجعل مدينة تعز حاضنة للتطرف وتحويلها إلى بؤرة للإرهاب.
وتوضح بان ما يقوم به النائب البرلماني الاخواني عبدالله العديني وأتباعه من حملات مناوئة للفن ورافضة للانشطة الثقافية، تأتي في إطار عمليات ترويض المدينة المسالمة على أفكار المتطرفين تمهيدا لتحويلها منطلقا لعمليات إرهابية.
الإرهاب يسلخ الهوية:
حين يتطاول خطاب التطرف على الدولة ويهددها ويجبرها على إلغاء مهرحان فني، كما حدث في العام 2018 بتعز مع فيلم “عشر ايام قبل الزفة” والذي ألغي عرضه بعد حملة اعلامية مناوئة للفن وتهديدات متشددين باستهداف قاعة العرض، كما تتجلى خطورة الارهاب القادم من مدينة حضارية ومسالمة بعد سيطرة حزب الإصلاح الإخواني المتشدد، في فرار العريس عقبة عباس وزوجته من مدينة تعز بعد تلقيه تهديدات بالقتل اعقبت حملة تحريض من النائب المتشدد العديني، بسبب ان العريس وزوجته ارتديا زيًا شعبيا خلال الاحتفال بالزفاف يرعاية مكتب الثقافة في تعز وذلك لتجسيد هوية المحافظة وعرض جمال موروثها الشعبي.
وسيطر حزب الإصلاح على مديتة تعز خلال فترة الرئيس السابق عبده ربه منصور هادي، حيث استغل الحزب المتشدد فترة الحرب واستهداف جماعة الحوثي للمدينة، حيث سيطر عليها الحزب لتكون فترة ذهبية في تاريخه استغلها في دعم متطرفين موالين له ونشر انشطة فكرية معبأة بافكار مفخخة تمهيدا لمصادرة المدينة من هويتها.
تطرف منظم:
حملة التطرف منظمة لتطال الحريات وحقوق المرأة في انتشارها على مواقع التواصل وامتدادها لدعم بعض الأقلام لتصل افرازات المتطرفين إلى صفحات الصحف والمواقع الإلكترونية مستهدفة عرض النساء العاملات في المنظمات الإنسانية وتشويه سمعتهن وكذا الحركة النسوية في اليمن والانشطة الثقافية والمفكرين والكتاب.
تقول الناشطة الفت الدبعي انها تعتزم مقاضاة صخف وكتاب ارتكبوا جريمة تشويه سمعتها اثر مطالبتها بحق كفله القانون والدستور والمتمثلة بحملة جوازي بلا وصاية، خيث كان العديني قد فرض على مصلحة الجوازات تعطيل المادة السابعة من القانون والتي تمنح المراة اليمنية الحصول على جواظ سفر دون وصاية احد، وفرض العديني افكاره بالوصاية على جواز المراة اليمنية في انتهاك صارخ للدستور والقانون، عد ان العوائق التي فرضها العديني سقطت بفعل الحراك النسوي في اليوم العالمي للمرأة من هذا العام وهو ما دفع بالعديني شم حملة على العاملات بالمنظمات المدنية واعتبر ذلك يتعارض مع الشريعة الإسلامية، زاعما ان الشريعة تحظر على المراة العمل والسفر دون محرم.
وأهرق المتطرفون سنوات في مخاواة ترويض تعز على الافكار المتطرفة إلا أن ذلك انصدم بممانعة قوية، لكن هذه الممانعة قد تسقط او تتعرض لانتهاكات في حال لم تجد مساندة من الحكومة لانقاذ تعز من الوقوع في براثن الإرهاب حسب الناشط محمد الحسني.
مسؤولية الدولة:
وأبدى سياسيون وصحفيون وكتاب قلقهم من تصاعد خطاب التطرف في تعز مايشير الى مؤامرة تختمر لتحويل تعز بؤرة إرهاب.
وقال الكاتب الصحفي نائف حسان إن خطاب العديني المتشدد ومايفوم به أتباعه من تهديدات لحملة الأقلام وللحركة النسوية، هو الوجه الطبيعي لجماعة الإخوان التي تواري وجهها المتطرف فيما تدعم متطرفون في مناطق سيطرتها ونفوذها.
وقال في منشور على صفحته بالفيس بوك ان العديني يفصح عن الفكر الحقيقي لحزب الاصلاح والاخوان.
ولعل انتشار حملة يقودها العديني تحرم الترحم على روح الصحافية شيرين ابو عاقلة التي سقطت برصاص الاحتلال الاسرائيلي بفلسطين بذريعة انها مسيحية، كشف عن فكر معادي للإنسانية ما أثار قلقا بالغة من تحول تعز إلى مدينة قندهار أخرى بؤرة للتطرف.
وتتحمل الدولة مسؤولية التطرف من خلال عدم تنظيمها للمنابر وانشطة النؤسسات والمراكز الدينية، خيث برزت مطالبات بعدم السماح للعديني واتباعه من استغلال منابر المساجد لبث سمومهم وتطرفهم.