اعلان مفاجئ للمبعوث الاممي عن تمديد الهدنة وتوسيع بنودها لتلبي هذه المطالب للحوثيين
أصدر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبيرغ ، اعلانا مفاجئا يتحدث عن تمديد ثالث للهدنة لم يحدد امده، وتوسيع بنودها لتشمل مطالب جماعة الحوثي الانقلابية، رغم اقراره برفض الجماعة المقترح الاممي بشأن فتح الطرقات لمدينة تعز، وتأييده في الوقت نفسه مبررها للرفض وإصرارها على التدرج في فتح الطرق وتأمينها برفع الثكنات والمواقع العسكرية للجيش الوطني أولا.
جاء ذلك في احاطة جديدة قدمها المبعوث الاممي هانس غروندبيرغ، ليل الاثنين، إلى مجلس الامن الدولي بخصوص التطورات في اليمن، وصفها مراقبون بأنها “احاطة جريئة” لتضمنها تفاصيل بشأن تعثر فتح الطرق الرئيسة لمدينة تعز، والاطراف المعرقلة لذلك، فضلا عن حديثه عن تمديد الهدنة وتوسيع بنودها لتشمل ملفات جديدة في المسارين الاقتصادي والانساني، بينها صرف رواتب موظفي الدولة.
وقال غروندبيرغ في احاطته لمجلس الامن عبر الاتصال المرئي: “بعد النقاشات مع الأطراف، أعدَّ مكتبي مقترحاً محدَّثاً حول فتح الطرق على مراحل. منذ ذلك الحين، أبلغ انصار الله بعدم قبولهم المقترح الأخير. سوف تستمر جهودي للتوصل الى حل تفاوضي”. ونوه بخطوة القوات المشتركة لإعادة فتح طرق في الضالع وتعز من طرف واحد ومقابلة الحوثيين بخطوة مماثلة وفتح طريق الستين-الخمسين في تعز.
مضيفا: “في الأيام التي سبقت عيد الأضحى، رأينا مختلف الأطراف تعلن إجراءات متخذه من جانب واحد لفتح الطرق. قد تكون الأعمال الأحادية خطوة نحو الاتجاه الصحيح، ومع ذلك فإن الاتفاق من كلا الجانبين مهم، ففتح الطرق يتطلب تنسيقاً واتصالاً مستمرين لضمان فتح الطرق بسلامة واستدامة لعبور المدنيين”. وأردف: أحث الأطراف على “الانخراط بشكل بناء مع جهود الأمم المتحدة للتوصل الى اتفاق بشأن فتح الطرق”.
وانتقد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن ما وصفه بـ “خطاب تصعيدي مقلق من الطرفين وما صاحب ذلك من تشكيك لكل منهما في منافع الهدنة”، محذرا من أن ذلك “التصعيد يمثل خطوة خطيرة”، وطالب الجانبين بـ “الإحجام عنها”. وقال: “لنكن واضحين، فإن البديل عن الهدنه هو العودة للأعمال القتالية وقد تكون مرحلة عنيفة من النزاع مع كل ما تحمله من عواقب تقع على المدنيين اليمنيين والأمن الإقليمي”.
مضيفا: “لقد ساعد الهدوء النسبي على استئناف بعض الأعمال العامة وشجع الاستثمارات الدولية. ونظراً لارتفاع أسعار الوقود والوضع الاقتصادي العالمي، أصبحت هناك حاجة لبذل المزيد لضمان توفير الوقود والكهرباء والسلع الاستهلاكية بأسعار معقولة للمدنيين في جميع أنحاء البلاد”. في اشارة إلى تصاعد اسعار بيع الوقود في عموم محافظات البلاد، وبصورة اكبر في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة.
وتابع: “حصلت سبع سفن وقود منذ تجديد الهدنة، على تصاريح دخول ميناء الحديدة تحمل أكثر من 200 ألف طن متري من المشتقات النفطية المختلفة”، وأردف: “إن ارتفاع أسعار الوقود أدى الى تقويض الفوائد التي يمكن أن تعود على المواطنين اليمنيين”. مشيرا إلى أنه “منذ بدء الهدنة، نقلت 15 رحلة طيران تجارية قرابة 7000 راكب ذهاباً وإياباً، ما بين صنعاء وعمَّان، ويجري العمل مع السلطات المصرية لتسيير رحلات من وإلى مطار القاهرة”.
المبعوث الاممي هانس غروندبيرغ، شدد في احاطته الجديدة لمجلس الامن الدولي، الاثنين، على “أن الهدنة تمثل الفرصة الأمثل للسلام في اليمن منذ سنوات وعلينا تشجيع الأطراف لتحقيق أقصى استفادة من هذه الفرصة لصالح اليمن ككل”. مقرا بأن الهدنة ورغم استمرار الخروقات “ما زالت صامدة لأكثر من ثلاثة أشهر حتى اليوم. نتج عنها إنخفاض كبير في أعداد الضحايا بين المدنيين تُقدر بنسبة الثلثين مقارنة بالأشهر الثلاثة التي سبقت بدء الهدنة”.
وقال: إن “معظم الإصابات بين المدنيين جرّاء النزاع، ناتجة عن الألغام الأرضية والذخائر غير المتفجرة التي ما زالت تمثل تهديداً على المدنيين، بمن فيهم الأطفال”. مضيفا إنه “تلقى تقارير من كلا الجانبين بشأن حوادث مزعومة داخل اليمن بما في ذلك إطلاق مباشر وغير مباشر للنيران، والهجمات بالطائرات المُسيَّرة، وعمليات التحليق الإستطلاعية، وإنشاء تحصينات وخنادق جديدة. ومزاعم بإرسال تعزيزات إلى الجبهات الرئيسية كما في مأرب والحديدة وتعز”.
لكن المبعوث الاممي إلى اليمن، هانس غروندبيرغ، اعترف في احاطته لمجلس الامن عبر الاتصال المرئي، بعدم استثمار الهدنة في تحقيق تقدم باتجاه مسار تسوية للحرب، بقوله: “ثلاثة أشهر ونصف مضت من وقت الهدنة، وما زلنا نجد أنفسنا غارقين في تفاصيل تنفيذ الهدنة. وهذا أمر مهم. لكنَّ ذلك يعني أيضاً أنَّنا لم نتمكن بعد من الاستثمار بالقدر الكافي في مهمة تعزيز الهدنة وتوسيع نطاقها لتقديم منافع أكثر للسكان ونقل اليمن إلى مسار تسوية دائمة”.
مضيفا: “في المناقشات التي أجريتها مع الأطراف، شددوا على أهمية البناء على الهدنة لتحقيق نطاق واسع من الأولويات الاقتصادية والأمنية وعدم تضييع فرصة السلام التي تتيحها الهدنة”. وأردف: إنه “في الأسابيع المقبلة، سيستمر في البحث مع الأطراف لإمكانية تمديد اتفاق الهدنة لمدة أطول وتوسيع نطاقه. هذا من شأنه توفير الوقت والفرصة للبدء في نقاشات جادة حول المسار الاقتصادي والأمني والبدء في معالجة القضايا ذات الأولوية مثل الإيرادات ودفع الرواتب”.
وأشار إلى أن من بين البنود الجديدة المزمع اضافتها إلى اتفاق الهدنة لدى تمديدها الثالث “الشروع في اتخاذ الخطوات اللازمة بشأن وقف إطلاق النار”، مطالباً الأطراف بـ “العمل معه على هذه القضايا بقدر من الإلحاحية والمرونة”. وعبر عن “الامتنان للدعم المستمر من المجلس وكذلك من سلطنة عُمَان والمملكة العربية السعودية وعموم المجتمع الدولي”، مؤكداً أن “الدعم المتضافر للتنفيذ الكامل للهدنة وتوسيع نطاقها إضافة إلى سبل المُضي قدماً الذي سيكون أمراً حيوياً في الأسابيع المقبلة”.