تضيق حلقات العزل من حول الإصلاح ،ويجد نفسه معزولاً أكثر وأكثر من القوى السياسية والشارع الوطني، بعد أن أعلن صراحة أنه الواجهة التي تعبث بما تبقى لهذا الوطن، من قليل تماسك وحد أدنى من الوئام الداخلي والتوافق. الإصلاح ظل يرتكب الخطايا المتلاحقة من خلف ستار المواقف المزدوجة، والحديث السياسي الملتبس وعدم البوح العلني بهويته العدائية للسلام الداخلي، ونزوعه نحو العنف المستتر، الآن لم يعد الإصلاح هو ذاك الذي ماقبل إنقلاب شبوة، بعد أن أعلن بالفم المليان تبنيه للتمرد، ومارس من خلف متارس البارود أبشع لغة إبتزاز، ومنهج معادٍ لكل شيء ،للتوافق الداخلي ووحدة البندقية واولوية المعركة. لم تعد هناك من إمكانية لترميم مواقفه، والبحث عن حلول وتسويات مع تنظيم يؤمن بالقتل طريقاً لإدارة تباينات السياسة، والدين مظلة لتحشيد المجتمع ضد بعضه ، على الإصلاح أن يقدم أوراق إعتماده للفراغ أن يسكن خانة الغبار وأن يقيل نفسه. في تبنيه إنقلاب شبوة ووقوفه ضد القرارات الرئاسية، وتحديه الإجماع الوطني فإن هامش مناورة البقاء تضيق أمامه ، وأن لا شاغر لبقاء الإصلاح بهويته الدمويه، وعقلية التقية، وعليه أن يعلن عزل نفسه وتسليم جثمانه السياسي لأول نقطة عدم. نعرف إنه سيكابر إن قلنا له إعد تقويم أداءك ، أنقد تجربة تاريخك الدموي ، غادر مربع الدين السياسي وكن حزباً مدنياً، إترك البندقية إطلق سراح أدبياتك من سلطة الباردو ،تحرر من العقل المليشاوي وأجعل الدولة جهة وحيدة لاحتكار القوة، وتوجيه السلاح وإدارة معارك الوطن، توقف عن الإستقواء بالسماء وإدعاء أنك ناطق الحقيقة المطلقة، ودائرة إعلام الدين ولسان حال الرب، وأن من هم دونك ضلال وأن الخصومة معك تجاوزاً للمقدس. نعرف أنك لن تفعل ذلك، لن تعيد تأهيل نفسك لن تتحرر من أيديولوجية الوهم والإصطفاء العنصري ، لن تكِّسر بنيانك وتفكلك أساسك النظري، الذي أنشأت عبر التعبئة أجيالاً من العنف والكراهية، وتسييد عقلية إلغاء الآخر بطلقة غادرة ، بكمين إغتيال وبندقية إنقلاب. ولأنك كل ذلك فإن لاخيار وأنت تعيش كل هذا العزل، سوى أن تحل نفسك وتعلن أنك واللاشيء سواء. من يتمرد على الدولة لن يستعيد الدولة، من يوجه حربة البندقية لصدر الشرعية لن يكون جزءاً من التوافق. خياران : أعد ترتيب وضعك بمدننة خطابك أو أعتزل. هذه البلاد لا تحتاج للغة مفتوحة على التأويل ، لقوى سياسية تكون الشيء وضده ، هذه البلاد تحتاج إلى إصطفافات واضحة على قاعدة حدية مطلقة ، من ليس معها فهو عليها، حان الوقت لتظهير الملامح، والقول أن مكانك الطبيعي كعقلية ميليشاوية خانة الحوثي لا خانة هذا الوطن ،المثخن بالإسلام السياسي وعاهات المذاهب. سنوات موجعة طويلة من القتل السياسي، والتترس خلف الجملة الدينية ، حان الوقت الآن لهذا الوطن أن يلتقط أنفاسه وأن يتطهر.