بايدن يفاوض إيران نووياً ويرد عسكرياً على وكلائها في سوريا
حاول الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي تحقيق توازن صعب مع إيران، إذ إنه في وقت كان يحاول إحياء الاتفاق النووي، بعث برسالة طمأنة إلى الحلفاء، مفادها أن واشنطن لا تزال قادرة على التصدي لنشاطات طهران الخبيثة في المنطقة.
حتى مع التقدم الذي أحرزه المسؤولون في المفاوضات النووية في الأسابيع الأخيرة، فإن وكلاء إيران زادوا من نشاطهم في المنطقةوتوصلت أمريكا وإيران في الأيام الأخيرة، إلى حل بعض العقد الأكثر صعوبة، التي تعيق التوصل إلى إحياء اتفاق العام 2015، وبدا أن البلدين يتجهان إلى اتفاق. لكن في الوقت نفسه، اشتبكت القوات الأمريكية وميليشيات مدعومة من إيران في سوريا الأسبوع الماضي، مما أسفر عن مقتل أربعة عناصر من الميليشيات وجرح ثلاثة جنود أمريكيين.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن الهجمات في سوريا غير مرتبطة بالمفاوضات النووية. بيد أن مجلة “بوليتيكو” رأت أن هذا التطور يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها الإدارة الأمريكية لتحقيق تقدم على صعيد أقصى أولوياتها في الشرق الأوسط، وهي إعادة إيران إلى التزام الاتفاق النووي، بينما يواصل وكلاء إيران إثارة العنف ضد الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
ويقول الخبير في الأمن القومي جو سيرينكوين: “عندما تقترب الولايات المتحدة وإيران من النجاح في المفاوضات، فإن لاعبين من الجهتين يعمدون إلى محاولة عرقلتها”. ولاحظ أن إسرائيل وعناصر من الحرس الثوري الإيراني لا يريدون الاتفاق، مضيفاً أن “الهدف واحد: خلق أزمة تجعل الديبلوماسية مستحيلة والحؤول دون التوصل إلى إتفاق”.
استراتيجية بايدن
في هذه الحالة، قال خبراء إن إستراتيجية إدارة بايدن، أثبتت أن في إمكانها التعامل مع الأمرين في وقت واحد.
وصرح ميك مولروي المسؤول السابق في البنتاغون إبان إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب: “لقد دافعنا عن أنفسنا فوراً ولا نزال مستمرين في التفاوض”.
وكلاء إيران
وحتى مع التقدم الذي أحرزه المسؤولون في المفاوضات النووية في الأسابيع الأخيرة، فإن وكلاء إيران زادوا من نشاطهم في المنطقة. وقال مسؤولون في البنتاغون إن الميليشيات التي يديرها الحرس الثوري صعدت من هجماتها على المواقع الأمريكية وعلى مواقع التحالف الدولي في سوريا.
ورأى الخبير في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية سيث جونز، أن إيران ربما تحاول استخدام نشاطها في سوريا كي تحصل على نوع من الرافعة لها في المفاوضات النووية. لكن الأكثر أهمية بالنسبة لطهران هو سحب القوات الأمريكية من الشرق الأوسط، حيث وسعت إيران من نفوذها في السنوات الأخيرة.
ولفت إلى أن “هذا القتال والعنف في سوريا مترافقان إلى حد كبير مع التوترات الدائرة حالياً بين الولايات المتحدة والإيرانيين…وبعضها عسكري، وبعضها الآخر ديبلوماسي على طاولة المفاوضات”.
وبدت الضربات الأمريكية الانتقامية مصممة للتأكيد للحلفاء أن واشنطن لا تزال قادرة على الرد على النشاطات الخبيثة لإيران في المنطقة في الوقت الذي تجري فيه المفاوضات النووية، وفق ما قال سيرينكوين.
وفي واقع الأمر، زار مسؤولون إسرائيليون كبار واشنطن الأسبوع الماضي، في الوقت الذي تحاول الحكومة الإسرائيلية تصعيد الضغوط على إدارة بايدن كي تتخلى عن الاتفاق النووي.
وكان مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولاتا مجتمعاً مع نظيره الأمريكي جيك سوليفان في الوقت الذي نفذت الغارات الأمريكية في سوريا.
وعلى طاولة المفاوضات، بدا أن الجانبين قد تجاوزا مسألة رفض بايدن رفع الحرس الثوري عن اللائحة الأمريكية للتنظيمات الإرهابية الأجنبية. وبعثت الولايات المتحدة الأربعاء بردها على الاقتراح الأوروبي. وفي هذه المرحلة، من المتوقع أن تركز المفاوضات على القضايا العالقة وبينها مطالب إيران بالحصول على ضمانات اقتصادية بعد رفع العقوبات.
وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي: “نحن أقرب الآن إلى إتفاق مما كنا قبل أسبوعين، لأن إيران قررت تقديم بعض التنازلات”. لكنه حذر من أنه “لا تزال هناك الكثير من الفجوات. ولم نصل إلى اتفاق بعد”.