هل حقاً يوجد إسلام سياسي معتدل؟!
المكان: مطار مهر أباد طهران.
العام: 1989.
مسلمان بريطانيان هما كليم صديقي وغياث الدين صديقي، وهما عائدان إلى المملكة المتحدة بعد حضور مؤتمر في إيران، يلتقيان في المطار محمد خاتمي الذي كان حينها وزيراً، وينفرد أحدهما به بناءً على طلب خاتمي، الذي كان على موعد مع المرشد الأعلى آية الله خميني بعدها بلحظات.
حسب ال“بي بي سي” نقلاً عن غياث صديقي لاحقاً، أن خاتمي سأل كليم عن سلمان رشدي، فرد عليه يجب أن يحدث شيء جذري، بعدها بساعات فقط أصدر الخميني فتوى قتل سلمان رشدي، وناشر رواية آيات شيطانية ومترجمها.
هذه الواقعة التي أوردتها ال”بي بي سي” على لسان غياث في فيلم وثائقي تحيلنا إلى إشكالية على هيئة سؤال:
محمد خاتمي الذي غدا لاحقاً رئيساً ورمزاً إصلاحياً في مواجهة التشدد على حد قول أنصاره، هو المسؤول عن إقناع الخميني بإصدار فتوى إهدار دم كاتب.
وعليه يصدمنا السؤال التالي:
إذا كان خاتمي الذي سوق نفسه كرمز للإصلاح والاعتدال، يتحمل مسؤولية الشراكة في فتاوى الموت ضد رشدي، ومثقفي إيران كتابها وسينمائييها، مفكريها ونشطائها داخل وخارج البلاد في تلك الحقبة، فهل حقاً يوجد إسلام سياسي معتدل وآخر متطرف ومتشدد على الضفتين؟
من وقائع اغتيالات مماثلة في العالم العربي وحملات تكفير، الإجابة في أقلها قطعية:
أشك في ذلك.