اليمنيون يحبسون الأنفاس والعالم يناطح حماقة الحوثي
يحبس المواطنون اليمنيون أنفاسهم قبيل ساعات من انتهاء الهدنة الهشة في اليمن والقائمة برعاية أممية والتي تعمل مليشيا الحوثي على افشال تمديدها للمرة الرابعة في محاولة لفرض شروطها.
تعنت سافر:
وخلال فترة الهدنة التي بدأت مطلع أبريل الماضي لم تفِ المليشيا الحوثية بالتزاماتها في تنفيذ بنود الهدنة.
يزضح المحلل السياسي خالد بن طالب ليمن الغد، أن الحكومة الشرعية والتحالف المساند لها نفذوا هذا التزاماتهم من اتفاق الهدنة، لكن مليشيا الحوثي لم تنفذ الطلب الوحيد للحكومة وهو فتح طرقات مدينة تعز.
وتشير الناشطة جميلة الخيلي ليمن الغد إلى ان الحوثيون تعاملوا مع الحكومة الشرعية والتحالف والمجتمع الدولي، بتعنت سافر على مبدأ بجسده المثل القائل: “أشتي لحمي من كبشي واشتي كبشي يمشي”، في إشارة منها إلى أنه وفق بنود الهدنة فإن دفع رواتب الموظفين الحكوميين والمتقاعدين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي من إيرادات موانئ الحديدة، والتي وافق الحوثيين عليها وتم السماح بدخول سفن الوقود عبر الميناء، دون تفتيش من التحالف، إلا انهم الآن يطرحون الآن شرط صرف المرتبات من إيرادات النفط والغاز بمناطق الحكومة الشرعية.
وشدد بن طالب والخيلي، على ضرورة مضاعفة الضغوط الدولية لدفع بجماعة الحوثيين للتعاطي الجاد مع الهدنة.
حماقة:
وفقا لتقارير بحثية، نجحت الهدنة الأممية بتنفيذ جزء من أهدافها، وهي التي تصب في صالح مليشيات الحوثيين، مثل فتح مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة، فيما عكفت عند الأهداف المتعلقة بالجانب الإنساني قبل أن تكون في صالح الحكومة الشرعية، وهي تلك المتعلق بفتح المنافذ الرئيسية ورفع الحصار عن مدينة تعز، فيما لا يتوقف إطلاق النار سوى من الجانب الحكومي.
يقول الناشط مبروك الحميدي: وضعت مليشيا الحوثي الجهود الأممية لتمديد الهدنة في مهب الريح، غير مبالية باستقرار الملايين من اليمنيين.
وأشار الى تهديد مليشيا الحوثيين باستهداف الشركات النفطية في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، مطالبة إياها بالرحيل وحددت لها مهلة يوم تنتهي بانتهاء الهدنة، ما يكشف عن عدم رغبة الحوثيين بانتهاء الهدنة دون تمديد، عدا انها تريد تمديد للهدنة وفق لشروطها لجني مكاسب إضافية للمكاسب التي جنتها خلال فترات الهدنة بالسابق.
واوضح ان الحوثيين استغلوا ضعف الموقف السياسي للحكومة التي تعاني من صراعات داخل مكوناتها، لتقوية موقفهم بالتفاوض وحتى يخرجوا بمكاسب أكثر، وهو ما سايرهم فيه المجتمع الدولي الذي بات يدرك ضعف الحكومة الشرعية مقابل حماقة الحوثيين، مشيرا إلى أنه يجب على التحالف وفصائل الحكومة اليمنية إدراك خطورة تصدع جبهتهم السياسية والعسكرية امام خصم أحمق كجماعة الحوثي، والحماقة اعييت من يدوايها حسب تعبيره.
- اتفاقات هشَّة تترنح:
مركز أبعاد للدراسات والبحوث، في دراسة تحت عنوان “هدنة حرب اليمن بين متغيرات جديدة تفرضها وواقع يهددها” ناقش المتغيرات خلال الهدنة والتي تؤثر على استمرارها ونقضها من قِبل الأطراف. كما توضح اشتراطات مليشيات الحوثيين والمتغيرات الإقليمية والدولية.
يقول مركز أبعاد: كانت صيغة الهدنة قصيرة لكن جزء منها غير واضح: وقف شامل لإطلاق النار، والتشاور لفتح طرقات مدينة تعز، فتح ميناء الحديدة، ومطار صنعاء الدولي نحو وجهات محددة. وخاض الطرفان مشاورات في العاصمة الأردنية عمّان، توقفت بعد هجوم مليشيات الحوثيين على مدينة تعز نهاية أغسطس/آب بتعليق الوفد الحكومي للمشاورات، وهو الهجوم الذي أدى إلى إدانة محلية ودولية أغضبت مليشيات الحوثيين.
وتذكر الدراسة أن وقف إطلاق النار كان ضمن الأهداف المناطة بالهدنة الأممية، تعود للحديث عن إحصائيات كبيرة للخروقات العسكرية لمليشيات الحوثيين على جبهاتها مع الحكومة الشرعية الملتزم الوحيد بهذا البند.
وبحسب الدراسة فإن الإحصائيات المستقلة حول انتهاك الهدنة بين “الثاني من أبريل/نيسان والتاسع من سبتمبر/أيلول 2022″، تبين أن مليشيات الحوثيين ارتكبوا أكثر من 94% من انتهاكات وقف الهدنة، و96% من حالات الوفاة: ارتكب الحوثيون 2382 انتهاكا من أصل 2527 انتهاكا، وتسببوا بـ431 حالة وفاة من أصل 450 حالة وفاة.
وذكرت: “جماعة الحوثي المسلحة مسؤولة عن 100% من الاشتباك المسلح بين الطرفين (333) هجوم مسلح، وسجل قيامهم بـ1796 انتهاك عبر القصف الصاروخي والمدفعي من أصل 1846، وانتهكوا الهدنة بالطائرات المسيرة 228 مرة من أصل 323 انتهاكا بالطائرات للتحالف والحكومة، وتسبب الحوثيون بـ25 حادثة ألغام (100%)”.
ويرى أنه وبالتالي: “من الصعب قبول هدنة بشروط مليشيا الحوثيين، وأي تحرك عسكري لفرض ما يعتقدون أنه شروط المنتصر سيضع الهدنة برمتها أمام الفشل، في وقت تصطدم الحرب في اليمن برفض دولي وإقليمي لأسباب أبرزها الحاجة الأمريكية والأوربية والإقليمية لاستمرار الهدنة”.
وقال: “فإلى جانب حاجة الإيرانيين لاستمرار الحوار مع السعودية، تستضيف قطر مونديال كأس العالم في نوفمبر/تشرين الثاني ويريد مجلس التعاون الخليجي أن تكون في بيئة إقليمية هادئة، فيما تدخل الولايات المتحدة الانتخابات النصفية وتريد إدارة بايدن أن تحقق تقدماً في واحد من ملفات الحملة الانتخابية والترويج لإنهاء الحرب في اليمن.
فيما تعتقد دراسة أبعاد، أن الأوربيين بحاجة لتأمين تدفقات النفط والغاز من المنطقة دون عراقيل مع تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية التي هددت مصادر الطاقة في توقيت حساس والشتاء يطرق الأبواب.
وبحسب الدراسة فإنه: “إذا ما فشلت الهدنة وعادت الحرب فإن العودة إلى وقف إطلاق النار والوصول إلى اتفاق سلام سيكون أكثر صعوبة، وتداعيات ذلك لن تكون يمنية فحسب، بل تأثيرها سيكون إقليمياً ودولياً”.