هدنة بمكاسب أحادية.. فلماذا التباكي صار دوليا؟!
يمن الغد/ تقرير _ خاص
يتساءل الكثير سواء مواطنون يمنيون أم متابعون للوضع في اليمن، حول ما إذا كانت الهدنة الاي كانت قائمة برعاية أممية في اليمن على قاب قوسين او أدنى من تحقيق هدفها المنشود، سيما وأن التباكي صار دوليا بعد رفض جماعة الحوثي تمديدها لفترة ثالثة.
حرب شاملة:
يدلل مسؤولين في الدول الداعمة للهدنة الأممية، عن نجاح الهدنة لدى تعبيرهم عن الأسف لعدم تمديدها، عن فوائد ملموسة حققتها للشعب اليمني، مع أن الهدنة لم تخقق هدفها الرئيس كما انها ظلت هشة لتعرضها لخروقات مستمرة من قبل مليشيا الحوثي كما لم تحقق أهم بنودها في فك الحصار عن المدن.
يقول المحلل السياسي خالد بن طالب لدى حديثه ليمن الغد، إن الهدف الرئيس للهدنة هو التمهيد والتأسيس لأرضية خصبة تقوم عليها مفاوضات حول سلام شامل ودائم لكن ييدو إنها باتت تؤسس لحرب شاملة في اليمن الذي دمرته الحرب منذ سنوات ثمان.
المدفعية لم تسكت:
ويبدو أن الهدنة رغم هشاشتها حقّقت أهدافاً متفاوتة لأطراف الصراع في اليمن، كما كانت متنفساً للكثير من المدنيين. في الوقت نفسه، سقط العشرات من القتلى خلال الهدنة بهجمات الحوثيين كما أن كثير من المدن ظلت محاصرة.
وفشل المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بتمديد الهدنة التي انتهت في 2 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، مرة ثالثة. وأعلن المجلس السياسي التابع لجماعة الحوثي الانقلابية رفضه لمقترح أممي بشأن تمديد الهدنة، لأنه “لا يرقى لمطالبهم.
تؤكد الناشطة جميلة الخيلي لدى حديثها ليمن الغد، فشل الهدنة في تحقيق هدفها الأساسي الذي وضعته الأمم المتحدة، وهو تهيئة الظروف للتقدم نحو مفاوضات بهدف الوصول إلى تسوية سياسية للحرب في اليمن.
ويتفق معها السياسي بن طالب، مشيرا الى أن كل الحوارات والاتفاق بين الاطراف، أعقبتها جولات حرب.
في مدينة تعز يؤكد “سهل سنان”- سائق باص- ان مواطني المدينة لم يلمسوا فوائد للهدنة، إذ تعرضت الأحياء السكنية والقرى للقصف من قبل مليشيا الحوثي كما ظل المواطن يسلك الطريق الطويلة بغية الوصول إلى المدينة المحاصرة، حيث رفضت المليشيا رفع الحصار خلال جولات التفاوض التي جرت في مسقط في ظل الهدنة.
مكاسب أحادية:
- يستغرب مواطنون في تعز من تباهي الأمم المتحدة بفوائد حققتها الهدنة، إذ تتسائل المعلمة فيروز باستغراب عن الفوائد التي جنتها الحكومة الشرعية، فيما يقول عمار عبدالوهاب -مدرس- لم تحقق الهدنة فوائد تذكر سوى مكاسب آحادية جناها الحوثيون وحدهم.
ويضيف بان الهدنة عجزت ان توقف انتهاكات الحوثيين واستمرارهم في التحشيد العسكري، ومواصلة التهديدات، كنا لم يلتزم الحوثيون فيما يخص فتح طرقات تعز، وأعلنوا رفضهم لذلك بشكل مطلق، في الوقت الذي توقفت الضغوط الأممية والدولية عند حدّ الدعوات والتصريحات بمطالبة الحوثيين بفتح الطرق.
وتضمنت الهدنة في بنودها، وقفاً كلّياً لإطلاق النار، بالإضافة إلى بنود إنسانية، وهي: تدشين رحلات من مطار صنعاء، والسماح بدخول المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة، وفتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى. ولاحقاً، خلال التمديد الأخير في 2 أغسطس/آب الماضي، أعلن عن توسيع بنود الهدنة، وإضافة صرف رواتب الموظفين في مناطق سيطرة جماعة الحوثيين، لكن ذلك لم ينفذ، بالإضافة إلى فتح الطرق في تعز.
خلال الهدنة، كانت مدينة تعز هي الاختبار الحقيقي للحكومة اليمنية لتحقيق مكاسب تنعكس على حال المواطنين في مناطق سيطرتها. لكن بند فتح الطرق ظلّ متعثراً بشكل كلّي خلال الهدنة، وفشلت جولتان من المحادثات في الأردن، إذ رفض الحوثيون فتح أي من الطرق الرئيسية وتقدموا بمقترحات لطرق فرعية أخرى وعرة.
في المقابل حصل الحوثيون على مكاسب من الهدنة في تنفيذ البنود الإنسانية من خلال تدشين رحلات جوية في مطار صنعاء والسماح بدخول المشتقات النفطية، إلا أن الهدنة فشلت بذات القدر في ما يخص الحكومة.
وخلال الأسابيع الماضية، صعّد الحوثيون خطابهم، مطالبين بمكاسب أكبر في صرف رواتب الموظفين في مناطق سيطرتهم وضمان الأمم المتحدة لذلك، رغم تعقيدات تنفيذ هذا المطلب الذي لا يزال يحتاج إلى اتفاقات ثنائية لتطبيقه، حيث تشهد البلاد انقساماً نقدياً.