بعد غياب دام أكثر من ثلاث سنوات تعود العروض المسرحية إلى مدينة عدن من خلال “فرقة خليج عدن” التي اختارت كنيسة قديمة لتقدم فيها عرض “هاملت” من وحي الأدب العالمي للكاتب البريطاني ويليام شكسبير.
وقال المخرج عمرو جمال، ابن مدينة عدن، إن المسرحية ستُقدم للجمهور باللهجة العدنية، بعد خضوع أعضاء الفرقة لتدريبات من قبل مسرح شكسبير غلوب في لندن، ومسرح فولكانو في ويلز لمدة عامين، وبالشراكة مع المركز الثقافي البريطاني.
وأضاف في تصريحات لـ”رويترز” أن هذا العمل كان حلما يراوده منذ البدايات، وأن يتمكن من تنفيذه في مدينة عدن التي وصفها بأنها مدينة رائدة في العمل الفني والثقافي، خاصة المسرح والسينما.
وعن أسباب توقف عروض الفرقة قال جمال إن غياب البنية التحتية من مسرح وتجهيزات صوتية وضوئية سبب رئيسي في هذا التوقف منذ ما يزيد على ثلاث سنوات إلى جانب غياب الدعم من الجهات الحكومية.
وأشار إلى الإهمال الذي شمل إقامة مراكز ثقافية في مدن ومحافظات نائية لا يوجد فيها نشاط فني، فيما لا تزال مدينة عدن بدون مركز ثقافي يضم مسرحا وتجهيزات كاملة، كما أن ندرة المتخصصين في مجال الصوتيات والإضاءة يجعل الأمور أكثر صعوبة.
وكان آخر عرض قدمته الفرقة في عام 2019 لكن بسبب الأحداث التي شهدتها المدينة لم تتمكن الفرقة من الاحتفاظ بنسخة مصورة منه.
وأوضح أن اختيار مقر المجلس التشريعي، وهو كنيسة قديمة بنيت أثناء الحقبة الاستعمارية في القرن التاسع عشر، هدفه “لفت أنظار السلطات إلى المعالم التاريخية لمدينة عدن التي تضررت كثيرا من الحرب والإهمال”.
وكشف أن فرقته تكفلت بترميم المبنى من الداخل بالكامل بالتنسيق مع الهيئة العامة للآثار وهيئة الحفاظ على المدن التاريخية، فيما تولت إحدى الجهات ترميم المبنى الذي أُقيم فوق مرتفع يطل على الحي القديم في مدينة عدن “كريتر” من الخارج.
ومن المقرر أن تبدأ عروض المسرحية في السابع من يناير ولمدة عشرة أيام، على أن يتم نقل العرض لسينما هريكن في وقت لاحق.
ويرى مختصون أن هذا العرض المسرحي سيعيد لمدينة عدن بصيص أمل في إيجاد حراك مسرحي.