يمن الغد/ حوار
استضافت إدارة الإعلام الجديد بمؤسسة أبجديات التنموية- الثقافية الروائي اليمني الحائز على جائزة أفضل كاتب لعام 2022 من دار ديوان العرب بجمهورية مصر العربية، الكاتب عبدالحافظ الصمدي في برنامج الشخصية البرونزية مساء امس الإثنين، حيث أدار الحوار الكاتبة المتألقة أمة السلام صالح.
* أمة السلام صالح: على مرفأ السطور نجد ضالة الشعور في وجدان أولئك الذين جعلوا اللغة عناوين تقابل بعضها في صور الذات المتفاوته من هنا نبدأ حلقتنا مع عظيم الحرف.نرفع السّتار عن ضيف أمسيتنا لهذه الليلة بإقتباس له:أترجَّل اليوم عن سماوات عينيك في ذكرى معراجك المقدس، تلك ليلة غامضة امتدت طقوسها الحافلة بالحنين حتى منتصف العشق وتلاشت عند القبلة الأخيرة من مطلع الفجر وكأنَّ قلبي أتقن دور البراق دون جناحين وظلَّ يُحلِّق في متاهات تنسجها الغيوم بين خيوط القمر وتراتيل الشهقة الأولى، وما أشرقت الشمس إلا وأنتِ حرفٌ أساسيٌ في الأبجدية”.”تلك لحظة دافئة خلقت بعمري فصولاً أخرى للربيع وإن لم تنتبه لها عقارب الساعة”. رواية: “سائحة تحت الحرب”لأن الحيرة تملكتنا ونحن ننتقي بعض من إقتباسات له وكان كل مايكتبه عظيم اخترنا لكم هذه الاقتباسات افتتاحًا لأمسيتنا الفريدة..
مغامرة ممتعة:
أمة السلام صالح: لنرحب جميعًا بالكاتب الروائي القدير: عبدالحافظ الصمدي فأهلا ومرحبًا به، نرحب جميعًا بضيفنا القدير.
** عبدالحافظ الصمدي: أهلا وسهلا بكم أحبائي سعيد جدا ان أشارككم هذه الأمسية.
* أمة السلام صالح:
أهلًا ومرحبًا بك أنرت أمسيتنا حقًا.الكاتب القدير..الأعضاء الموقّرون..بدايةً نحن من سيقوم بتوجيه عدة أسئلة لضيف الليلة وسيقوم بالرّد عليها ثم بعد ذلك سنفسح لكم المجال لتسألون عمّا يجول في خواطركم من أسئلة عامة ولكن لوقتٍ محدد. وأتمنى منكم الالتزام. هيا بنا لنبدأ نغوص في أعماق أمسيتنا.
** الصمدي: تفضلوا
* أمة السلام صالح: السؤال الأول كاتبنا القدير. ـ أين وكيف كانت بدايتك الكتابة؟.
** الصمدي: مرحبا بكم جميعا..طبعا بدأت تلازمني هواية الكتابة مبكرا وكنت حينها لا أزال في التعليم الأساسي، حيث كنت اكتب مبتدئا على قصاصات الورق ليقرأ لي الزملاء بالمدرسة وبعض من أبناء الريف في بلاد الوافي.انشغلت بالعمل الصحفي لفترة طويلة عن استكمال بعض أعمالي الروائية وإن كنت أكتب الشعر والمقالات الأدبية في عدد من الصحف اليمنية.في يوليو 2019 تعرضت للاعتقال بسبب العمل الصحفي وظليت وراء القضبان عشرة أشهر تعرضت خلالها للمحاكمة ثم الإفراج عني في مايو 2020 ومنذ خرجت من المعتقل عكفت على كتابة الروايات فصدرت لي رواية سائحة تحت الحرب عن دار عناوين بوكس في يوليو 2021 ثم رواية عفاريت سليمان عن دار ديوان العرب للنشر والتوزيع وبعدها رواية مجنون المدينة عن ديوان العرب أيضا وهي الرواية التي فازت بمسابقة الدار قبل ان تمنحني دار ديوان العرب درع أفضل كاتب للعام 2022.أيضا لدي كتاب شعر مخطوط، ورواية مخطوطة تحمل اسم “الحب في أرض ملغومة” ورواية أخرى مخطوطة تحمل اسم “راقصة في المعبد”.كانت تجربتي في الكتابة الصحفية أشبه بمغامرات نضالية للارتقاء بوعي الناس والخروج من بوتقة السير مع القطيع ولعل المغامرة ممتعة مهما كانت متعبة، فمن يمتطئ صهوة القلم لا يهمه المصير، أما تجربة الكتابة بقالب القصة والرواية بين دفتي كتاب لا على أوراق الجرائد والمجلات، فهي تعني اكتمال الثورة ونضج الوعي في التنوير وإعلان واثق بأنه لم يعد هناك أصنام غير قابلة للرجم.
* أمة السلام صالح: الله الله عظيم وجبار.
* الصمدي: شكرا على الثناء، هذا لطف منك أستاذة.
* أمة السلام صالح: مهيب حين يولد الإنجاز من عمق الألم.
– مداخلة من أحد المشاركين: تبارك الله.. العناوين كلها شيقة وجميلة.
* الصمدي: الكاتب لا يموت إلا أن توقف عن الكتابة قبل أن يقدم أعمالًا ذات قيمة للانسانية.
أصنام غير قابلة للرجم:
* أمة السلام صالح:
ـ ماهي الصعوبات التي واجهتك في مراحلك الشعرية؟.
** الصمدي: تتمثل الصعوبات في عدة عوامل لعل أبرزها تتمثل في أنني لم أجد جهة تأخذ بيدي مبكرا وتشجعني على الكتابة والنشر وتمدني بالكتب الثقافية وفي الوقت الذي يبحث الشباب عن الكتاب الثقافي ظلت الكتب الدينية وحدها هي المتاحة وإن كانت تجسد أفكار مذهبية تشق صف الأمة وكأنها على النقيض من رسالة الكتاب السماوي.ولشحة المصادر الثقافية في الريف في وقت لم يكن فيه وسائل تواصل اجتماعي عبر الانترنت كما صار الوضع الآن، ذلك ماجعلني في البداية متعلقا ومتأثرا بالقصص المذاعة عبر الإذاعة ثم بعض كتب القصص التاريخية والروايات أمثال قصة واسلاماه والزير سالم وعنترة وبعض روايات الكاتبة أحلام مستغانمي كعابر سرير وفوضى الحواس وبعض قصص الكاتبة أجاتا كريستي والروائية غادة السمَّان، اضافة لكتب الشعر.
* أمة السلام صالح: جميل إصرارك.ننتقل لسؤال الثالث، كاتبنا العظيم، خيال الروائي أوسع من أرض تحكمها عادات ماهي العادات التي كسرها خيال كاتبنا؟.
** الصمدي: ربما العادات السيئة من يعمل الكاتب المتمرد عادة على كسرها وبالنسبة لهذا في أعمالي اعتقد يمكن أن يتبدى ذلك من خلال التطرق إلى: – تحويل المبادئ إلى مصطلحات دعائية:في رواية مجنون المدينة ورد هذا النص:” ثم رفعت بصرها وهي تقول: النخب السياسية بدأت مؤخرًا وبفعل الأزمة القائمة في البلد، تتسابق على القوى الخارجية بشكل مريب.هزَّ “النِّمس” رأسه وقال: “خمسون عامًا وهم يجسِّدون فينا نظرية “المؤامرة خارجية”، ثمَّ صاروا أول المهرولين إلى الخارج المتهم.- التعامل الدوني مع المرأة.بدأت رواية سائحة تحت الحرب بهذا النص: “مازلت “أتذكَّر مقولته ذات يوم: “مرارًا يمتطي الرجل صهوة الأوامر ومن تحت كلكلة العرف تخرج غالباً امرأة ضحيَّة”.- إستخدام الدين سُلَّم للسياسة: في رواية راقصة في المعبد ورد هذا النص: قهقه وهو يتساءل: أية عقيدة هذه التي لا تقوى على الصمود أمام أفكار الآخرين؟!.يتدخل “..”: ” “..” يخشى الانفتاح على الأفكار التي تتعارض مع فكر يتبناه ويرى في قِيَم التسامح والسلام شعاراتٍ لتمرير مؤامرة على الدين بأكمله.مطَّ “..” شفتيه وقال: الفكر المُنير يا بُني لا يُخشى عليه، فهو الحق، والله حافظ الحق ومُتمَّ نوره، لكنهم يصنعون بالوهم لأنفسهم فكراً موازياً هشَّاً ويخافون على انهياره بالأفكار الأخرى.أيضا في نص آخر: “كل شيء تغيَّر.. الآن بإمكانك أن تكوني مُتسوِّلة في الشارع أو أمام أي مقهى دون أن ينهرك أحد، لكن أن تعملي نادلة في مطعم عائلي فتلك جريمة يعاقب عليها النافذون الجدد.وفي نص لاحق يأتي تعليقها:”كلماته تلك كانت تثير الغثيان بفعل ما تحمله من تقزز وتكشف عن عقلية لا ترى في المرأة إلا مفاتنها ولا تسمع في صوت النساء سوى التأوه وإن كانت آهاتٍ للقهر والظلم والتهميش.. لتظل المرأة عورةً قائمةً ما إن كان هناك احتمالاً أن يصادفها في الحضور رجلاً.استطعت الرد عليه بتذكيره بأنِّي في اليمن برسالة لعلها تترك في نفسه أثراً:إذا أردت أن تعرف عظمة المرأة فانظر إلى اليمن حيث كان يقف التبع اليماني متفاخراً بنسبه من النساء العظيمات.و في هذا الحوار من رواية “الحب في أرض ملغومة”:”خُذها من عمِّك نصيحة.. اكتبوا عن الخدمات واتركوا الخوض في حقوق الفتيات.- أيَّة فتيات؟!.. إنَّها المرأة يا عمَّاه! قالها “.” وهو ينظر إلى الشيب الذي بدأ يشتعل في شعر رأس غانم ولحيته.- غانم يسأله مدافعاً عن أفكاره: وهل ستتفاخر يوماً بنسبك لأمك؟- في زمن الانحطاط يسود التفاخر بالذُّكورة كعنصرية مَقيتة، لكن عندما كُنَّا عظماء وكانت لنا حضارة لاتزال شواهدها قائمة إلى اليوم، تفاخر الملك أسعد أبو كرب الحميري بِنَسبِه إلى النساء حين قال: ولدتني من الملوكِ ملوكٌ
كُلُّ قَيْـلٍ مُتـوجٍ صنديدِ
ونساءٌ متوجاتٌ كبلقيس
وشمسٍ ومن لميس جُدودي
– لديكم صحفية تكتب مقالات تحت عنوان “من حقِّي”، هذه يجب ألَّا يُسمَح لها بالتطاول على الثوابت المجتمعية .
– أيَّة ثوابت؟.. لا يوجد أصنام غير قابلة للرجم.. وتسخير المنابر لمحاربة الوعي أمرٌ بالغ الخطورة.- النظرة للفن باعتباره فسادا:مثلا ورد هذا النص في إحدى الحوارات: أصبح بمقدور واعظٍ إلغاء مهرجانٍ فنيٍ أعلنت عن إقامته وزارة الثقافة.
– التعامل مع الآثار كلقيطة:
ورد نص : “مثل هؤلاء يتعاملون مع بلد بأسره كحقيبة آثار”.
“ما زالت سكِّينته حمراء, تقطر دماً ومازالت أشلاء ضحاياه عالقة بترسانة الآلية المجنونة، والنحيب ممتد إلى حيث الجهة الأخرى لسقوط المطر، لكنه لا يتوانى ليطل علينا بخطاب وعظي يدعونا للتآخي وتهريب الدفائن ونبذ العنف والفرقة والخصام وتوحيد الصف وإيقاف نزيف الدم ويحذِّرنا من مؤامرة الأجنبي على بلد؛ يطحنه عنفاً ودماراً وينثره بوجه الريح..”.- الترهيب بإطلاق التُهم :النص: ” لماذا هي الحرب متهورة.. لماذا يفقد المحارب أخلاقه بعد إطلاق أول رصاصة.. لماذا المدنيون الأبرياء أكثر الضحايا في الحرب.. لماذا كل هذا التوحُّش..؟!.أبكيك وأرثيك بكلماتك.. ألست أنت القائل: (إنَّ الأكثر ولاءً للوطن أكثر الضحايا مأساويَّة).ايضا ورد: “الحياة العائليَّة ليست رقعة شطرنج يمكن التعامل معها بعقليَّة رياضي مُنتَشٍ بقتل الشاة، فالتنازلات في العائلة قد تقود إلى النجاح وفي الشطرنج إلى الهزيمة”.”عندما يصبح العزف على أوتار التزلُّف صعباً، تصير المدينة سيمفونية رائعة بعيون الغرباء وحدهم، فيما مقاماتها تـتصبَّب إرهاقاً على مسودة ماضٍ أتلفها الحاضر، تتجندل بدكتاتوريَّة الآراء وأنانيَّة الأهواء”.”.. والمكابر والمتآمر أيضاً ضحية كلاهما وطن، بيد أن المتعالي على وطنه جانٍ يقترف الجُرم بِخُيلاء، يسفك شعباً ويتبختر بِزَيِّ الوطنية”.
مخرجات التعليم رديئة:
* أمة السلام صالح: الله الله .. عجزت عن وصف هذا الجمال أستاذ عبد الحافظ زادك الله نورًا لما تخط. ننتقل لسؤال الرابع.. ماهي المجالات التي تري أن الواقع يفتقدها ليكتب عنها؟.
** الصمدي: التعليم في الدول النامية، مجالاً خصباً وملحا للكتابة، وذلك في سبيل تطويره فمخرجاته رديئة باستمرار وإصلاحه يعني صلاح بقية المجالات.نحن ننفق على أولادنا الكثير ليتعلموا لكن بلا جدوى، ونحن لا نريد لهم أن يقضون النصف من أعمارهم يتعلمون خرافات تاريخية تثير الجدل ولا تخفز على الإبداع ثم يقضون النصف الآخر في هدمها، كما فعل آبائهم.أيضا هناك حاجة ملحة لمزيد من الحريات في الكتابة والنقد وإزالة هالة القداسة عن فرضيات صارت من المسلمات للأسف، فالكتابة هي الرسالة الأقوى والصوت المسموع في هذا العالم الغارق بالصغب وفوضى اللهجات العامية التي تمزق اللسان العربي بالتوازي مع التمزق الجغرافي ومحاولات فرض التطبيع على الانسلاخ عن الهوية.
* أمة السلام صالح: ما أروعك فعلًا. ننتقل لسؤالنا الخامس كاتبنا القدير_ماذا يعني لك فوز روايتك التي بعنوان”مجنون المدينة” بالمركز الأول في مسابقة ديوان العرب وفوزك بلقب أفضل كاتب للعام 2022 ? وهل كنت متوقعًا الفوز !؟.
** الصمدي: بما إني عكفت على كتابة الرواية بعد خروجي من المعتقل فهذا الإنجاز يعني الإصرار على الكتابة فان اُغلقت علينا نافذة الصحافة فتحنا باباً في الأدب، كما يمنحني الثقة بقدرتي على التأثير والتغيير من خلال الكتابة فحسب.بالنسبة للشق الثاني من السؤال، كنت متوقعا الفوز باللقب -وإن كنت لست متيقنا-، ذلك التوقع جاء من خلال عدة معطيات إحداها فوز روايتي في المسابقة السابقة وتاليها قراءة لجنة التقييم للرواية كانت مميزة عن قراءات الروايات الأخرى.
* أمة السلام صالح: أرفع لك القبعة إجلالًا تستحق أستاذي.
– مداخلة الأديبة نجلاء فاضل: الإصرار والإيمان بالذات وتجاوز الصعوبات دروس نتعلمها منك أستاذ عبدالحافظ.
** الصمدي: شكرا لك أستاذة نجلاء.
* أمة السلام صالح: ننتقل لسؤالنا التالي.كتبت عدداً من الروايات فأيها الأقرب لقلبك..? ولماذا !؟.
** الصمدي: سؤال صغير لكنه مُحيِّر.. على كل لدي إجابة.
* أمة السلام صالح: ننتظر بشغف ونرجوا من الأعضاء انتظار أنتهاء المقابلة سنترك لكم مجال لنقاشاتكم.
** الصمدي: لا أدري ما دقة الإجابة هنا، بقدر ما أجد نفسي تائها في أن أختار الرواية التي جاء فيها: “2500 سنة والشعب اليمني متمسك بالجنبية،وكأنها موضة العصر،فلا يمكن لهذا الشعب أن يتخلى عن سيادته وهويته وأراضيه مهما كانت محاولات الغزاة الجدد”.أم هي تلك الرواية التي ورد فيها: “”أية حياةٍ ياتُرى، نعمِّرها على وطنٍ يلوذ من فجائعنا بالرحيل”.لكني أجزم أن الأقرب إلى قلبي من أعمالي بينه والأعمال الأخرى مسافة شعرة فرسالتي تمتد بكامل أعمالي ولعل الأكثر قربا “الحب في أرض ملغومة” وهي رواية تحت الطبع وذلك لأنها أكثر تعاطيا مع الواقع الذي عشناه منذ الأزمة حتى اندلاع الحرب والأفضل لدي، هي رواية عفاريت سليمان وذلك لقالبها التشويقي وفكرتها الأكثر قربا من المعتمل في الواقع.وبالنسبة ل”سائحة تحت الحرب”، هي رواية اتسمت بجرأة الانطلاقة وسرعة أدب الرحلات.. ركزت في مضمونها على التاريخ اليمني إبان الحضارة الحميرية والفنون اليمنية القديمة وتضمنت مصطلحات لم يتضمنها المعجم السبئي -حسب قراءة الباحث التاريخي رياض الفرح- تخللتها قصة عشق بين باحثة جزائرية وباحث يمني تعرفا على بعض في جامعة السوربون بباريس وهناك ابتدأت القصة لتشتعل على أنقاض معالم آثرية تندثر مع جنون المغامرة أثناء إجراء بحث تاريخي وسط الحرب المشتعلة كنا تطرقت لبعض من قصص التاريخ الجزائري والمصري وانتهت الرواية بنهاية لا يتوقعها القارئ هي الحلقة الأولى واعتبرها ميلاد عهد جديد بالنسبة لي .فمن ضمن تطرقها للتاريخين المصري والجزائري هذه اللفتة البسيطة: حيث البطلة ” لم تُبدِ ارتياحاً أن يصورها بالملكة “سيلينا” ابنة قيصر التي جرفتها الأقدار إلى عرش الجزائر بسلاسل الرومان وهي متقدة ثورة ضد ملوك روما وحنيناً لعرش أمها المقهورة “كليوباترا” في مصر .. فهي لا يهمها أن يكون كالملك “يوبا الثاني” الذي يمكنه أن يخلد حبها تاريخيًا ويبني لها هيكلًا ضخمًا شرق القصر.. كما فعلها “ابن عنابة” بمدينة تيبازة لتخليد قصة حب أمازيغية ـ فرعونية.. إذ أن هنالك فرق بين أحداث بدأت حلقاتها في الأربعين ما قبل الميلاد وواقعنا اليوم بعد الألفين عاماً من الميلاد.مقتطفات من الرواية:أترجَّل اليوم عن سماوات عينيك في ذكرى معراجك المقدس، تلك ليلة غامضة امتدت طقوسها الحافلة بالحنين حتى منتصف العشق وتلاشت عند القُبلة الأخيرة من مطلع الفجر وكأنَّ قلبي أتقن دور البراق دون جناحين وظلَّ يُحلِّق في متاهات تنسجها الغيوم بين خيوط القمر وتراتيل الشهقة الأولى، وما أشرقت الشمس إلا وأنتِ حرفٌ أساسيٌ في الأبجدية.كان الجو جميلاً وسط الصقيع المتسلل من غفوة الليل وزقزقة العصافير تحاول جاهدة أن تبدِّد شعوري بالتضجُّر والندم والحرج..الورطة تزداد عمقاً والغسق كان يتلاشى شيئاً فشيئاً وأوراق الزرع في الوديان تستقبلني ببصيص يقاوم الغبش ولا زالت حبات الطلِّ على أوراقها..الفجر كان يجثم بسطوة الصمت لم أرَ على امتداد الطريق سوى رجلين فقط أحدهما كان يتمتم بكلمات التسبيح وأصابعه تستمتعان بحبات مسبحة تتدلَّى من يده كعنقود عنب، وآخر كان يطارد القرود في الجبل حتى لا تفسد المحصول.”تلك لحظة دافئة خلقت بعمري فصولاً أخرى للربيع وإن لم تنتبه لها عقارب الساعة”.
إهداء عفاريت سليمان:
* أمة السلام صالح: الفجر كان يجثم بسطوة الصمت.. الله الله عليك.. ننتقل لسؤال التالي، ماسر إهدائك في كتاب عفاريت سليمان “إلى القابعين ظلمًا وراء القضبان بفعل فوضى قاتمة”!؟حافظ: سأتوسع هنا قليلا، السر يكمن في محتوى الرواية نفسها، وإليك اقتباس منها: “لحظات واشتعلت المدينة بالمواجهات ووصل الفارون من المعتقل إلى المكان المحدد سلفا، فأووا إلى جبل يعصمهم من الرصاص المُعربد في أزقة المدينة والقذائف التي تجوب السماء قبل أن تحطَّ برعبها ويتلاشى دويَّها على كارثة في انتظار الكارثة التالية”.رواية عفاريت سليمان هي الحلقة التالية لرواية سائحة تحت الحرب بل هي تكملة لها عدا انها ركزت في مضمونها على الجانب الإنساني وبدت فيها تفاصيل الشخصيات والأماكن بصورة أوسع وفيها إثراء في الحوار ورصانة في الحبكة بشكل أقوى..رواية عفاريت سليمان اعتمدت على تقنية الفلاش باك أو ما يسمى بالاسترجاع الفني حيث بدأت الرواية من الحدث الغامض والمثير وهذا الحدث مكانه المفترض في المنتصف لكنني عمدت على جعله البداية بطريقة تثير الاستغراب وتسحب القارئ للغوص في أعماق الرواية.بدايتها جاءت بهذه المقدمة: “رفعت تنورتها وهي تنظر بين قدميها، ثمَّ أعادتها بسرعة وهي تضغطها على جسدها المُنهك بكلتا يديها المرتعشتين، وكأنَّها تحتضن طفلًا جريحًا.بدأت تصرخ طالبة النجدة، ولا شيء يجيبها سوى صدى الصراخ المتردد في جنبات الصمت الثقيل.سكتت برهة وهي تتنفس بقوة وكأنَّها أدركت عدم جدوى العويل، ثم أشاحت ببصرها بعيدًا نحو السلاح النائم في الكهف تحت التلَّة.”نعيمة جبريل” الفتاة البالغة من العمر 24 عاماً- والتي يصفها أبناء قريتها بالممثلة الأميركية الشهيرة “أنجلينا جولي” بسبب التشابه الكبير بينهما في تقاسيم الجسد والملامح عدا أنَّ نعيمة ذات بِشرة سمراء-، تبدو قرَّرت المواجهة أخيرًا، لكن بسلاح لم يخطر على بال أحد، حتى رفيقاتها اللاتي هرعنَّ على صراخها أُُصِبنَّ بالدهشة.يَحدُثُ هذا بعد لحظات فقط من لقاء جميل جمعها بحبيبها “سليمان سيف الفُريخ”؛ إذ كانت للتو، تقف على منتصف الحنين تقاوم وطأة لهفة ليس بمقدور المسافات ولا دوي الرصاصات أن تهزم نشوتها.* وهنا اعطيك اقتباسات من منتصف الرواية:” ارتكبوا الجريمة ببطء وبكل اطمئنان وكأنَّهم يتجولون في حديقة فيغلاند، عدا أنَّ أيديهم لم تكُ في جيوبهم ولكنَّها كانت على الزناد. كان هذا قبل أن تتحوَّل قرى البلدة إلى مُنطلق لثورة مُسلَّحة أو كما يسميها ذو الأكتاف تمرُّدًا. بتثاقل الحيَّة الرقطاء وبدم بارد راح المجرمون يطلقون الرصاص تجاه الناس في البلدة، في قباب الغطارس المنطقة المهجورة بالحبيل والتي لجأ إليها الأهالي فرارًا من البطش والتنكيل، ساوى المجرمون بين الجميع في الرعب؛ لا فرق بين طفل وامرأة، شاب أو كهل، مُسلَّح أو أعزل، مرضى وأطباء، سافرات ومنقبات، جرحى وأصحاء، حتى المستغيثون بهم والمتوسلون الرحمة من قتلة لا يعرفونها، تم قتلهم، فتحوا النار على كل من يصادفوه في طريقهم، أحالوا المكان إلى كومة أشلاء مكتظة برائحة الدم والبارود.”هذه الليلة كانت المدينة على ذات العادة المتجددة فيها من حين لآخر.. ارتدت درع الشَّر وانتعلت حوافر الشرود وفتحت جنباتها لمراهقي ذوي النفوذ، والفارون من المعتقل والأهالي مبعثرون فيها يستنشقون رائحة البارود المتطاير، يتراقصون على ايقاعات تعزفها الرصاص، كلما أضاء لهم إنفجار قريب مشوا دون التفكير بالدوي القادم إن كان يحمل شظايا أم لا، يتمايلون مع تراجيديا الكارثة المقبلة، يتابعون تفاصيل حصيلة الحماقة الملعونة وتدفق الدم ولا تعنيهم إحصائيات الضحايا، ولا عدد سرب نازحين مرَّ قبل قليل من أمامهم مرتجفاً وأيديهم على أذانهم حذر الانفجارات المتتالية.اخر فقرة في الرواية :وضجَّ المكان بالتصفيق مع نهاية أحداث الفيلم ليُسدل الستار عن واقع مرير وبقايا دموع تغفو على مآقي تنتظر في زوايا الجرح قدوم التعافي المتسلِّل من ثنايا الفجر بذراعين مفتوحتين تتماهيانِ مع العويل المتلاشي وتمتدُّ بينهما البُشرى كقوس قزح.
* أمة السلام صالح: وقلوبنا تنبض بالتصفيق لك، ننتقل للسؤال قبل الأخير، الكثير ممن يرون أن القراءة غذاء الفكر وبدونها تصبح ثقافة المرء ضئيلة، مامدى توافقك مع هذه النظرية؟.
** الصمدي: نعم القراءة غذاء للفكر والوعي ونحن أمة إقرأ، لكنها ليست مصدر للتأليف فالقراء قرأوا كتبا اكثر من المؤلفين.
إنجاز الرواية لايقاس بالزمن:
* أمة السلام صالح: ننتقل لسؤالنا الأخير كونك أحد أعضاء المؤسسة ماذا تعني لك أبجديات؟ وكيف تقيم نشاطاتها؟.
** الصمدي: مؤسسة أبجديات ناصعة الانطلاقة، مهنية الإدارة، أنشطة محدودة لكنها مدروسة توحي بالتحضير لمشروع ثقافي كبير، أتشرف بالانتماء لها واتطلع أن أجد فيها فرصة للانطلاق نحو فضاء ثقافي رحب أتمنى أن تصبح المؤسسة بيت الكُتَّاب والمثقفين الذي يبث إبداعاتهم ويحفظ لهم كرامتهم في هذا الوضع الصعب، بحيث تحتضنهم وتساعدهم في إطلاق مشروعاتهم.
* أمة السلام صالح:أنت شرف للمؤسسة وجودك بيننا عزة وفخر لنا.
– مداخلة من ” عضو” : رائعة جدا طريقة السرد تجعل القارئ يتابع حتى النهاية دون التوقف.* أمة السلام صالح: الآن نترك المجال للأعضاء لطرح تساؤلاتهم.. الأستاذ فرسان جاهز بعدته وعتاده.. “تضحك”.
– مداخلة من ريم: لديّ سؤال.. كم من الوقت تحتاج كي تكتب رواية جديدة أيضاً فكرة الرواية هل تحاول استخراجها من عقلك أم أنها تأتي صُدفةً في موقف أو حدث ؟.
** الصمدي: اعتقد إنجاز الرواية لايقاس بالزمن بل بقوة الإلهام وتفاعل الكاتب واندماجه معها.. ولالنسبة لي الزمن من 3- 6 أشهر.وعموما يستوحي الكاتب فكرته من الواقع والأحداث التي يعهدها فيستعين بالخيال كداعم لتجسيد الفكرة . وإن اختلفت أسماء الشخصيات فهي اسماء مستعارة للضحايا.في الرواية قد تجمع قضايا إنسانية مختلفة ومتفرقة لكي يتم سردها بقصة واحدة لتبرز المعاناة بشكل تحقق فيه أهداف القصة.
– مداخلة من “فرسان فارس الدعيس- المدير التنفيذي للمؤسسة“: أستاذ عبدالحافظ لطالما سألت نفسي عندما أبحر في في صفحات وأوراق رواية ما، أين يجلس كاتب الرواية وأية طقوس أو عادات يمارسها قبل كتابة روايته وماهو الخيال الذي يستحضره؟!.
** الصمدي: يجلس الكاتب بالمقعد المحايد ويحرك الشخصيات كقريمدات على بساط لعبة الشطرنج ويترك مساحة للانفعالات تتحكم به ولا يتحكم هو بها وكل مرة يتفمص دور شخصية، تارة شخصية شريرة وأخرى شخصية رومانسية وتارة دور الشخصية المترددة والشخصية الغامضة وهكذا دواليك.
– مداخلة من ريم: أستاذ عبدالحافظ .. قد قرأت فيما سبق أن الراوي قد يصل به الحال أن يعيش مشاعر كُل شخصية فمرةً يبكي مع هذه ومرة يضحك ويبتسم مع هذا ؟ فهل هذا هو الحال لديك ولدى كُل الروائيين ؟ باعتبار أن ملخص روايتك يوحي بالكثير من المشاعر التي تتطلب تقمُّساً كبيرة لتصل إلينا بهذا الشكل البهي.حافظ: نعم اعتقد انتي اجبت آنفا.
– مداخلة من “فرسان الدعيس“: أستاذ عبدالحافظ “مجنون المدينة ” روايتك الفائزة كيف استوحيت فكرتها وبشكلٍ عام كيف برأيك يستوحي الروائي فكرة روايته…هل الواقع أم أنها أغلب ما يشوبها الخيال المفرط أم كلاهما !؟.
** الصمدي: استوحيت فكرتها من قضية واقعية وملحة وشائكة.فرواية “مجنون المدينة” تعاطت بوقت مبكر مع قضية تهريب الآثار اليمنية وهي القضية الشائكة الأن والتي أثيرت مؤخرا بالتزامن مع خروج الرواية إلى النور.من المعلوم أن قضية تهريب الآثار اليمنية باتت ملحة بعدما أصبحت آثار اليمن تباع في المزادات العالمية في عواصم دول أوربا وإسرائيل، ومؤخرا طالبت اليمن المجتمع الدولي بالعمل على إجراءات من شأنها الإعادة الآمنة لآثار اليمنية.كما أن متحف سميثسونيان الوطني للفنون الآسيوية أعلن دخوله في شراكة مع حكومة الجمهورية اليمنية لتوفير التخزين الآمن والعناية بـ 77 قطعة أعادتها حكومة الولايات المتحدة إلى الجمهورية اليمنية هذا الأسبوع.رواية مجنون المدينة اتسمت بإثراء أكثر من روايتي سائحة تحت الحرب وعفاريت سليمان من حيث الوصف والسرد والحوار كما اتسمت بتقنية الفلاش باك بصورة أكبر وجمعت بين الواقع والفانتازيا والعشق والمغامرة مطاردة مع شبكة تهريب آثار وحرب أسطورية بين ممالك الجن، معركة أحد طرفيها بندقية والطرف الأخر قلم ويظل الإنتصار يساوم كثيرا حتى يقرر أي طرفا يكون له حليفا.إنها -حسب قراءة الدار-، ملحمة من الفانتازيا المثيرة وكأنها لم تكتب بيد كاتب واحد.اقتباسات من رواية مجنون المدينة:كان “ماهر” هو الآخر يدرك حجم الورطة التي يعيشانها معًا حين قال لها: “صدقيني إن المرأة التي كنت أحلم بها هي أنتِ لكن الرجل الذي تحلمين به ربما ليس أنا”، كوني روحي التي أحبها دون مقابل، كوني مثل كتاباتي التي صنعت تاريخي ورسمت لشخصيتي ملامحها وخلقت هويتي والانتماء، تحملني دونما قدر وأبحر بها بلا أشرعة، تربطني بها علاقة حميمية منذ أول وهلة للحنين حتى آخر دمعة للغروب.. لست مستعدَّا أن أخسرك حتى لو لم تكوني لي، فما بيننا ليس ضيقًا كخرم إبرة بل أعمق من البحر وفسيح كالسماء”.لم ينتظر منها رداً، فعاجلها بإضافته: الحب أكبر من أن يظلَّ يتنفس تحت غطاء السرير ويموت إن هو تجاوز حافته.”هل كنتِ إلا إحدى المدائن التي لا تقبل التلوث بأخطائنا وتعاف أحبابها إذ يفسدون، فهذا جنون؛ رحيلك سيدتي جنون، ففي جنباتك ألف قلبٍ حنون وأطفال تصرخ بالبكاء تتوسلك البقاء، وألف شبَّان هنا ومنهم أنا، بالأسى يجهشون، وصارت كل العشائر محشراً واحداً يرجوك البقاء ويدعوك أن تمكثـين، حتى العصافير وكتاكيتنا الوديعة تدعوك التخلي عن هذا الجنون.وإليك هذه الاقتباسات من الرواية:- “أية حياةٍ ياتُرى، نعمِّرها على وطنٍ يلوذ من فجائعنا بالرحيل”.- “خنجره ملطخ بدم البراءة، وأشلاء ضحاياه هنا والنحيب ممتد إلى حيث الجهة الأخرى لسقوط المطر”..
– إنَّها ليست مكتوبة على ورق إنَّها محفورة بالذاكِرة.. إنَّها قِصَّتي أنا، تبرهن كثيرًا: “إنَّ أول المتهمين بالخيانة والعمالة هم الأكثر ولاءً للوطن”.
علَّقت “.. “: تبدو مُهتمًا بهذه القِصَّة.. إنني شغوفة لسماعها منك.مطَّ “..” شفتيه وراح يسرد تفاصيل الوجع الممتد لعشرات السنين لينكشف للفتاتين سِرَّاً ينبثق كالريح ليبرهن لهما كيف تكون تعرية الخونة الحقيقيين وإنصاف المتهمين ظُلماً بالخيانة.- تبكيني الفرحة.. أليس للفرح صوت البكاء ودموعه؟.. ثم رفعت وجهها قليلاً من صدره لترى عيناها جزء من وجهه وأردفت: “هناك فاصل رقيق بين نغمة الأنين والحنين.. إنَّها صدفة مملوءة بالمفاجآت الجميلة، لقد جعلتهم ينسجون مصيرهم بهدوء ويخططون بإتقان لنهايتهم المشؤومة.فارقت صدره بسرعة وأمسكت ذراعيه بيديها وهو واقف أمامها كشجرة النارجيل، وراحت تهزُّه وعلى وجهها إبتسامة تعبِّر عن الإعتزاز وهي تقول: “سأكون معك، أعِدْ تربيتي من جديد كيفما تشاء وانفخ في جسدي بعضاً من روحك.
* مداخلة (من عضو.) صناعة الإنتصار لا تقاس بالزمن ولا بعد الإنتكاسات لكنها قد تتلخص في النهاية في ستِ كلماتٍ فقط”…! ماذا تقصد بالست كلمات وماهي يا ترى !؟.
** الصمدي: الست الكلمات هي التي أنهى بها بطل الرواية القصة وفكَّ بها آخر عقدة فيها، حين انتصر الحق بالقلم وبقوة القانون أمام قانون القوة وفوضى البلطجة والكلاشكنوف.
– مداخلة “فرسان“: في رواية مجنون المدينة ما سر إلهامك لهذا العنوان وماحقيقته الشعورية في قلبك؟.
** الصمدي: سر التسمية مجنون المدينة ممكن للقارئ المتفحص ان يستشفه من هنا:الفتاة العائدة من إيطاليا تغرق في ثأرات القبيلة، تتحسَّس أذنها المقضومة وهي ترى أباها حيًا ينثر أوجاعه على بقايا الكراتين، تنهار أمام مأساة عاشق تحمله الذكريات دونما قدر ويبحر بها بلا أشرعة، تغوص في كلماته: “حين تُعلِن المصطلحات التمرُّد، يستبيح النَّص العواطف وتُزهق روح القصيدة بين الأصابع..”.تسرق الأوجاع منها أجمل اللحظات، والقادم معبأ بالنحيب وحشد مهيب لجنازة واحدة بقتيلتين وضحايا آخرين على أرصفة الوداع.ليبرز التساؤل جليا: كيف وقع “الكبار” في فخ الرجل العجوز، ليعلن “مجنون المدينة” الإطاحة بالزعيم..؟!.
* أمة السلام صالح: يالله يالهذا الجمال الباذخ هُنا.
– مداخلة من ” ريم دحان”..“: لديّ سؤال متى يرى الكاتب نفسه قادراً على تخريج كتاب مفيد ومُلهم _سيقرأه العديد من الناس _وخصوصاً الرواية … وما رأيك بالروايات اليمنية التي تُنشر حالياً ؟سؤال آخر … كم تتطلّب منك الوقت لتبني هذي القاعدة اللغوية وتُصبح قادراً على التعبير عن معاني كثيرة بكلمات قليلة ومُوحية ؟.
** الصمدي: أظن أن هناك أربعة عوامل تدفع الكاتب لتأليف رواية: قوة الفكرة.. عمق الحبكة.. الأحداث التي يمكن ربطها لتعزز الفكرة وتضفي على الحبكة غموضا.. الإطار الإنساني.– ريم: وهل ترى أن أدب الروايات أدبٌ مختلفٌ لا يقدر عليها إلا متمكّن ومُبحرٌ في التعبير، أم أن الكاتب العادي قد يقدر عليها.
** الصمدي: بالنسبة لي الأسهل هي الصياغة اللغوية إذا ما توفر الإلهام.. لكن هناك شيء مهم.. ترك العمل فترة والعودة لمراجعته، وعندما نظن انه جاهز تماما ممكن قراءته لقريب او صديق بصوت مسموع..* “ريم”: طيب كم احتجت وقت حتّى تصل لهذه الإنجاز؟ كم استمررت في الكتابة …وما نصائحك لمن يرغب بأن يصل إلى القدرة على الصياغة اللغوية القويمة.
** الصمدي: اي حد يقدر عليه ولكن قد نتعثر في إنجاز رواية قوية.. حول المدة انما كنت اجبت مسبقا بالنسبة لي من 3 -6 أشهر.. ماعدا رواية اسمها ” في القُبلة القادمة ليلة قدر” عمرها 15 سنة وما اكتملت ولا اعتقد انها ستصدر والسبب اني بعد سنوات عدت لها وبذلت جهدا في تطويرها ففقدت مسودة التعديل الأخير للأسف واصبت بالإحباط وصار في ذهني اني لم اعد اقدر بالقيام بصياغة مميزه كتلك التي فقدتها.
– ريم: كنت ناوية أسأل إذا بتخرج للنور أو لا . ** الصمدي: كلما ارجع لها اقطع شوطا فيها فينتابني شعور بشأن الصياغة والمفردات تبدو لي النصوص ليست جميلة بالقدر السابق فاتضجر وأرميها.
* أمة السلام صالح: وفي نهاية رحلتنا لهذه الليلة الجميلة، نتقدم بالشكر لضيفنا لهذه الأمسية الكاتب والروائي: عبد الحافظ الصمدي.ونود أن نهديه شهادة شكر وتقدير من المؤسسة كبادرة ود بيننا ومتمنين له دوام الصحة والعافية.
** الصمدي: شكرا لكم هذه تعني لي الكثير.
* أمة السلام صالح: حبًا وكرامة منا لك يوم يعلق في رفوف الأيام التي لا تُنسى حقًا تمنيت ألا أختم هذا اللقاء ولكن وجب علينا ذلك.
– نجلاء فاضل: شكرا جزيلا أستاذ عبدالحافظ كانت أمسية جميلة ورحلة ماتعة معكم وشكرا لإدارة الإعلام الجديد ايمان ثابت وامة السلام.
* الصمدي: شكرا جزيلا لك ولإدارة الإعلام الجديد التي منحتنا هذه الفرصة.
* أمة السلام: حبًا وكرامة.
* أبجديات في سطور:
مؤسسة أبجديات التنموية الثقافية، موسسة ثقافية غير ربحية تعمل على تنمية مهارات الشباب الإبداعية وصقلها وتنميتها عبر مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تقوم بها المؤسسة ممثلة بكادرها الإداري.تاسست في ٢٧/ إبريل /٢٠١٦م وتضم أعضاء من عدة بلدان.