3 مايو.. مغامرات صحافية وسط حقل ملغوم في اليمن
ذكرى القمع والوحشية..
يمن الغد/ تقرير _ خاص
مرّت الذكرى الثلاثون لليوم العالمي لحرية الصحافة 3 مايو، بينما الصحافة وحرية الرأي والتعبير في اليمن تمر بأسوأ حالاتها في ظل تصاعد عدد الانتهاكات بشكل مستمر .
نضال رغم التحديات:
يعيش الصحفيون في اليمن والمؤسسات الإعلامية الحزبية والمستقلة أسوأ أوصاع على الإطلاق منذ ثمان سنوات؛ بسبب الحرب التي اشعلتها مليشيا الحوثي ، وتعمد المليشيا منع عمل الصحافة المستقلة من الميدان.
واحتلت اليمن المرتبة 168 (من أصل 180 بلداً) في مؤشر حرية الصحافة للعام 2023، وفق تقرير صدر الأربعاء، عن منظمة “مراسلون بلا حدود” الدولية.
ورغم التحديات التي تواجه الصحفيين في اليمن بسبب الصراع الدائر في البلاد منذ نهاية العام 2014 وحتى اليوم، يناصل صحافيو اليمت من أجل الحقيقة وتقوم وسائل الإعلام في البلد المنهك بواجبها بمهنية.
ودعت الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، الأربعاء، لحماية الحريات الصحفية في اليمن.
جاء ذلك في بيانات منفصلة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يوافق 3 مايو/ أيار من كل عام.
وقال السفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاجن في بيان: “نفخر بالصحفيين اليمنيين المتفانين في عملهم في أوضاع صعبة وخطيرة لضمان الشفافية والمساءلة وإيصال المعلومة الصحيحة والدقيقة للجمهور”.
مجازفة خطيرة:
في اليمن كان الصحافيون يعانو كثيرا من ضبابية المعلومات، وعدم الشفافية؛ في وقت كانت الأوضاع مستقرة نوعا ما، أما اليوم في ظل الصراع وضبابية المشهد الذي تعيشه البلاد، يكاد العمل الصحفي والحصول على المعلومات شبه مستحيل.
وتعتبر الناشطة الاعلامية هالة الهادي ليمن الغد، العمل الصحفي في اليمن مجازفة خطيرة في ظل الوضع القائم، حيث يسود الانفلات الأمني وكل أطراف الصراع لا تتفهم العمل الصحفي وتنظر للصحفي بعين الريبة والشك.
فيما يعلق الصحفي هشام اليوسفي في تصريح له: “من المؤسف أن نحتفل بهذه المناسبة ولا يزال وضع الحريات الصحفية في اليمن من سيئ إلى أسوأ؛ بسبب الانقلاب الحوثي على الدولة والشرعية”.
واعتبرت السفارة البريطانية لدى اليمن في تغريدة، أن “الصحافة في اليمن مهنة قد تكلف الكثير”، مشيرة إلى تعرض الصحفيين للسجن والتعذيب، وصدور أحكام بإعدام بعضهم.
وأضافت: “في اليوم العالمي لحرية الصحافة تؤكد بريطانيا على أهمية حرية وسائل الإعلام، وتدافع عن حق العاملين في مجال الإعلام في ممارسة الصحافة بحرية وأمان”.
وفي السياق ذاته شددت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن في بيان، على “التزام الاتحاد بإعلام حر ومستقل في اليمن”، داعية إلى “إطلاق جميع الصحفيين المحتجزين”.
وفي 19 أبريل/ نيسان الماضي، قالت نقابة الصحفيين اليمنيين إن 6 صحفيين لا يزالون محتجزين لدى أطراف الصراع في البلاد.
القاضي والجلاد:
يهتم العالم بالصحالة الحرة والمستقلة، باعتبارها عين المجتمع لمعرفة الحقيقة، فيما يعمد المستبدون إلى تغطية هذه العيون بهدف تضليل المجتمعات، وسلب قرارها، وحرمانها من معرفة الحقائق..
و عمدت مليشيا الحوثي إلى اختطاف عدد من الصحفيين عقب دخولها العاصمة صنعاء، والإبقاء عليهم قيد الاحتجاز والتعذيب حتى اليوم”.
وفي شهادات الصحفيين الذين تم الإفراج عنهم في صفقة تبادل للأسرى، تحدثوا عن القاضي والجلاد وهم يسردون وحشية التعذيب الذي تعرضوا له، بما في ذلك على أيدي مسؤول الأسرى التابع للحوثيين عبدالقادر المرتضى، الذي يظهر في وسائل الإعلام ويذهب إلى العواصم الدولية للحديث عن البُعد الإنساني في قضايا تبادل الأسرى.
ويقول الصحفي محمد الأحمدي في حديث له: “جميع الأطراف في اليمن لديها مشكلة مع الوصول إلى الحقيقة ونقلها للرأي العام، فهناك ضلوع لكل الأطراف بانتهاكات حقوق الإنسان، وهي تخشى أن يكون للإعلام دور في كشف هذه الانتهاكات، ونقلها وتوثيقها”.
وأضاف: “لدى جميع الأطراف خصومة مع الصحفيين، ووسائل الإعلام؛ لأنهم يكشفون فسادهم وممارساتهم القمعية وتقويضهم للحقوق والحريات في المناطق المسيطرة عليها، وتحديدا مليشيا الحوثي التي تعتبر أن الصحفي هو العدو الأول، وأنه أكثر خطرا من المقاتلين؛ على لسان زعيمها”.
جرائم حرب:
وبالمناسبة، طالب مرصد الحريات الإعلامية في بيان صحفي، المجتمع الدولي بمضاعفة جهوده في ملاحقة ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات ضد الصحفيين .
وأضاف البيان إن أغلب تلك الانتهاكات مارستها جماعة الحوثي، مما صعب العمل الصحفي ولم يعد بمقدور الكثير من الصحفيين والصحفيات في اليمن نقل الحقائق بعيدًا عن التأثير والاستقطاب والخوف من البطش، الأمر الذي أدى إلى تفشي الإشاعات، والأخبار الملفقة، ومزيد من تفاقم الصراع، وتعميق حالة الانقسام المجتمعي.
واكد البيان إن إفلات المجرمين بحق الصحفيين والصحفيات في اليمن من العقاب وعدم محاسبتهم صاعد من حدة استهداف الصحفيين/ات دون خوف، وتطورت وسائل ذلك الاستهداف عبر زرع المتفجرات والقتل المباشر والقنص، واستهداف أسر الصحفيين/ات بهدف إرهابهم/ن وتخويفهم/ن من مواصلة عملهم/ن الصحفي، وهو ما يستوجب تكثيف الجهود على المستوى المحلي والدولي من أجل ترسيخ المساءلة القانونية، ومعاقبة مرتكبي تلك الانتهاكات باعتبارها جرائم لا تسقط بالتقادم، ولن يفلت مرتكبوها من العقاب.