تقرير أمريكي يتوقع شن هجمات حوثية جديدة على 3 محافظات يمنية
توقع تقرير أمريكي، بقيام مليشيا الحوثي بشن هجمات جديدة على 3 محافظات يمنية.
ورجح موقع “ذا وور اون روكس” الأمريكي، المتخصص بالدراسات العسكرية، في تقريره، الذي ترجمه “المشهد اليمني “، بأن يشن الحوثيون هجمات جديدة في المستقبل غير البعيد للسيطرة على مدينة مأرب ذات الموقع الاستراتيجي والغنية بالنفط والغاز ومدينة تعز المتنازع عليها، وأجزاء من الساحل الغربي.
وقال إن مخاطر انزلاق اليمن مرة أخرى إلى العنف ستظل مرتفعة وستظل سياسات البلاد مجزأة في المستقبل المنظور لأن الدوافع الأصلية للحرب لم تحل.
وأعتبر أن نتيجة المحادثات بين السعودية ومليشيا الحوثي ستكون توطيد القوة السياسية والعسكرية للحوثيين وترسيخ البلد كدولة مجزأة.
وأوضح أن ما يريده الحوثيون هو الاعتراف الدولي وشرعنة سلطتهم، وإضفاء الطابع المؤسسي على سيطرتهم على صنعاء وشمال غرب اليمن.
وأكد على أن أي هدنة لا تمثل بالنسبة للحوثيين خطوة نحو سلام دائم، بل فرصة لالتقاط أنفاسهم بعد سنوات من القتال وتعزيز المكاسب.
ولفت إلى أهمية فهم ما قد يعنيه إضفاء الطابع الرسمي على سيطرة الحوثيين وتوطيدها في شمال غربي اليمن، وكيف لن يؤدي ذلك إلى صنع سلام مستقر، لكون إدارة الحوثيين قمعية وظلامية وفاسدة بعنف، إنها غير متسامحة مع المعارضة، وربما الأهم من ذلك أن الحركة ليس لديها ميل ولا حافز لتقاسم السلطة بصورة أكثر من رمزية.
وأضاف: “لن تكون مقاربتهم لسياسات ما بعد الحرب مقاربة مصالحة، بل هيمنة، كما أنهم لم يظهروا أنفسهم كمديرين أكفاء للاقتصاد الذي مزقته الحرب، هناك على هذا النحو احتمال ضئيل للتحسن على هذه الجبهة”.
وأوضح بأن إيران لا تدعم جهود السلام، بل لشرعنه وترسيخ موطئ قدم لطهران في الطرف الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية، وهو ما تتفق كل من إيران والحوثيين عليه.
ووصف التقرير الحكومة اليمنية بأنها “ضعيفة وفاسدة ومشتتة”، وقال: “في الواقع السبب الرئيسي لانتصار الحوثيين ليس الدعم الإيراني فحسب، بل أيضا عدم قدرة الحكومة على تشكيل جبهة متماسكة وموحدة مناهضة للحوثيين”.
وأكد عدم وجود طريق قابل للتطبيق لتحقيق سلام مستدام في اليمن في غياب عملية حوار شامل تشمل جميع قطاعات المجتمع وتعيد كتابة العقد الاجتماعي.
وفيما أشار إلى أن المحادثات الحوثية السعودية الجارية قد تؤدي إلى إنشاء فترة انتقالية، تشمل هدنة وإجراءات لبناء الثقة، يليها حوار بين اليمنيين على الورق؛ قال إن الاتفاق من شأنه إضفاء الطابع المؤسسي على هيمنة الحوثيين على شمال غربي البلاد، وقد تكون هذه نتيجة حتمية لتثبيت حكمهم العنيف وغير المتسامح بشكل متزايد.
ووصف حدوث ذلك بأنه “سيكون مجرد تطور مأساوي آخر للشعب اليمني المنهك بالفعل”.
وانتهى التقرير إلى أن الحوثيين “يشكلون تهديدا طويل الأمد للملاحة في البحر الأحمر، وستسمح لهم شراكتهم مع إيران بمواصلة الضغط على الرياض، بالإضافة إلى أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية سيحافظ على ملاذ له في البلاد، ومع ذلك فإن اللغز بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها هو أن لديهم نفوذا محدودا على الكارثة التي تتكشف أبعادها”.