مهاجرون أفارقة وقودا لحرب الحوثي في اليمن
يمن الغد / تقرير – حاتم علي
سعى الحوثيون إلى ايجاد العديد من الاغراءات والحوافز، لتشجيع المهاجرين الافارقة ليكونوا جزء من قواتهم ،ودفعهم لخوض الحرب لكن تجنيد الافارقة في صفوف الحوثيين يعد استغلال ممنهج،لظروف الفقر والهجرة الغير الشرعية عند هؤلاء الفارين من جحيم النزاعات والحروب في بلدانهم .
أسوأ الخيارات:
ينخرط الافارقة في صفوف الحوثيين كنشاط اضطراري، نتيجة ما يحيط بهم من حركة وتنقل دائم ، فهذا هو واقعهم المعقد في بلد كاليمن ،والتي تعيش في الفوضى والحرب منذ 8 سنوات ،وهي نفس الظروف التي تعيشها بلدان الافارقة التي انتقلوا منها .
يجد الأفارقة الذين يتجهون لليمن والذين يقطعون آلاف الأميال فرصة لينضموا لصفوف الحوثيين، فهذا هو خيارهم المناسب حيث تنعدم لديهم كل السبل لتوفير احتياجاتهم، وهذا مايدفعهم مكرهين لانضمام لجماعة الحوثي وذلك لتوفير واقع آمن ،مع الحصول على غذائهم وبعض المال .
الالتحاق بالحوثيين أسوأ خيارات الافارقة، والذين هم من مواطني الصومال واثيوبيا حيث تم استغلالهم من مليشيات الحوثيين، لتجنيدهم للمشاركة في كثير من معاركها .
يصل الافارقة عبر السواحل اليمنية وتكون لديهم أمال عريضة أن حياتهم ستختلف، لكن مع ادراكهم للواقع اليمني الصعب والظروف الاقتصادية والسياسية التي تشكلت مع الحرب المستمرة، يتحول الافارقة إلى ضحايا محاطين بظروف معقدة ولايمكنهم غير أن يعيشوا في ظل هذه الظروف، دون أن يكون لديهم أي خيار فتضيع امالهم ليكونوا في النهاية افراد يجندهم الحوثي ليقدمهم ضحايا لطموحه السياسي.
ارتفاع عدد الافارقة في اليمن:
كشف وزير الصحة العامة والسكان الدكتور قاسم بحيبح، أن اليمن استقبلت منذ بداية العام الجاري ٢٠٢٣م، اكثر من ٥٥ ألف لاجئ من القرن الافريقي”.
وجاء حديث وزير الصحة خلال اختتام ورشة التوعية والتدريب، حول صحة المهاجرين، اقامتها الادارة العامة لصحة الموانئ والمنافذ بالوزارة “.
و لفت وزير الصحة أن هناك زيادة كبيرة في عدد اللاجئين، مقارنة بالاعوام الثلاثة الماضية لنفس الفترة، وهو ما يحتم الحاجة الى دعم الحكومة والمنظمات ذات العلاقة لهذه المناطق واللاجئين”.
وتعد اليمن من أكثر الدول التي ينتقل اليها الآلاف من الافارقة، منذ بداية الصراع الصومالي وينتقل العديد من مواطني اثيوبيا والصومال عبر البحر الاحمر ،ولقى المئات من الضحايا حتفهم بعد غرق قواربهم .
وخلقت الهجرة المستمرة لليمن أزمة كبيرة لبلد يعاني من الحرب ووضع اقتصادي معقد ،لكن هجرة الافارقة راكمت من الوضع الاقتصادي وفرضت تدهور مستمر، لتخلق خيارات صعبة أمام اليمنيين .
انتهاك لوضع المهاجرين:
يرى معاذ عبد الله ناجي حقوقي أن مشاركة الافارقة وتجنيدهم من قبل الحوثيين ،يعتبر من أكثر الانتهاكات وأشدها جرما في حق المئات من الذين يجب النظر اليهم ،وفق القوانين الدولية التي تعمل على حمايتهم .
ويوضح معاذ أن الضغط الذي يجده الافارقة كبير ،من قبل الحوثيين والذين يفتحون لهم ابواب المعسكرات لتدريبهم وارسالهم إلى جبهات القتل ،واحيانا يصل إلى سجن المهاجرين وفرض التنجيد عليهم بالقوة .
وقال معاذ لـ”يمن الغد”: سياسة الحوثيين في حق الافارقة من حيث الزامهم بالمشاركة في القتال معهم ،هي جريمة حرب وهذه الجريمة تكون لها عواقبها وظروفها وفق العديد من القوانين الدولية، لكن الحوثيين يستغلون الافارقة كغرباء ليدفعوا بهم إلى جبهات القتال “
وتحدثت العديد من التقارير عن مشاركة ومقتل الكثير من الافارقة ،اثناء خوضهم المعارك مع الحوثيين في جبهات القتال، سواء في مأرب وتعز والبيضاء .
وتحاول مليشيات الحوثي ادخال العديد من المهاجرين من الصومال واثيوبيا، في جبهاتها القتالية وذلك مع تزايد مقتل الكثير من اتباعها خلال الحروب السابقة ،إلا أن عملية تجنيد الافارقة مازالت مستمرة حتى الآن.