ميناء الحديدة يفتح شهية الحوثيين للتسلط على التجار وتهديد موارد الدولة
يمن الغد / تقرير – حاتم علي
منذ فتح ميناء الحديدة أمام مليشيا الحوثي تضغط الجماعة على التجار والمستوردين في مناطق سيطرتها لمنع استيراد البضائع، أو نقلها من ميناء عدن إلى مناطق سيطرتها.
تهديد التجار:
مليشيات الحوثي مع فتح ميناء الحديدة، امام استيراد البضائع والمشتقات النفطية، فرضت أموال كبيرة على التجار مع دخول تلك السلع للاسواق التي تسيطر عليها وباشرت في الزام المستوردين لدفع أموال مضاعفة مع الاستيراد أو نقل تلك البضائع والسلع، أو إخراجها من الميناء كما أعطت جمارك ميناء الحديدة كل الصلاحيات لفرض الأموال وبشكل واسع ،للضغط على التجار لدفع الأموال للجمارك مقابل نزول تلك البضائع للمحافظات أو يتم احتجازها .
في المقابل خلق فتح ميناء الحديدة ضعف كبير لميناء عدن ،الذي صارت عملية نقل البضائع اليه محدودة ،وهذا زاد من أزمات الحكومة التي لم تعد تجد الكثير من الأموال، مما انعكس على واقع الحكومة في عدن ، التي تعاني من أزمات اقتصادية معقدة هيمنت على ادائها وجعلها تتعرض للكثير من الخسائر ،مقابل التزامات كبيرة تحيط بها سواء من خلال تسليمها الرواتب والقيام بتقديم الخدمات ،وتنفيذ العديد من المشاريع في المحافظات الخاضعة لها.
قمع اقتصادي:
وتضغط مليشيا الحوثي على التجار والمستوردين لاختيار ميناء الحديدة ،ومنعهم من استخدام ميناء عدن لنقل البضائع والسلع .
يحدد خالد سفيان الحطيمي وهو أكاديمي وخبير اقتصادي ،أهم السياسات الحوثية لفرض تعقيدات اقتصادية ليس في المناطق التي يسيطرون عليها فقط ،بل في المناطق التي هي خارج سيطرتهم، وهذا يشكل شرعنة لهيمنة الحوثي السياسية والاقتصادية.
وقال خالد سفيان لـ”يمن الغد”: سياسة الحوثيين تقوم على طبيعة خططهم الاستغلالية ،والتي تقوم بالدرجة الاولى على فرض حالة من حصار اليمنيين، فهم استهدفوا مناطق انتاج النفط وميناء حضرموت وكان هدفهم زيادة المعاناة على اليمنيين “
ويضيف “أن تركيز الحوثيين هو في فرض نوعا من التضيق، بشكل يؤدي لمضاعفة الخسائر والازمات في المناطق التي تقع خارج سيطرتهم ،وهذا ما خلق تعقيدات وانهيارات متواصلة في العملة وتدهور كبير في الاقتصاد اليمني.
استهداف حياة اليمنيين:
السياسات الحوثية في مناطق سيطرة المليشيات، أو خارج مناطق سيطرتها تعمل على زيادة الضغوطات على اليمنيين ،وكذلك فرض اجندة لتجويعهم فهم في مناطق سيطرتهم ،يفرضون الاتاوات والضرائب ويوزعون مراكزهم الجمركية في العديد من المناطق، من أجل الحصول على الأموال فيما يهددون المناطق التي لا تقع تحت سيطرتهم، من خلال استهداف المنشاءات النفطية وموانى الانتاج وتصدير النفط .
يرى وجدي مقبل حيدرة سياسي يمني، أن الحوثيين يريدون اضعاف كل مايرتبط باليمنيين، فهم استهدفوا ميناء الضبة كما أن عودة ميناء الحديدة لنشاطه التجاري والاقتصادي، جعل الحوثيين يمارسون نوع من الضغوطات على التجار لاخضاعهم لاستخدام ميناء الحديدة .
وقال وجدي لـ”يمن الغد”: هناك اختلالات وممارسات خاطئة وقعت ،عندما كان ميناء الحديدة مغلقا ولم يتم استغلال ميناء عدن بشكل ايجابي ،وذلك مع وجود قوى فساد كبيرة عطلت ميناء عدن، وهي من خلقت ضعف في هذا الميناء”.
واضاف “أن النقاط العسكرية التي كان تفرص أموال كبيرة ،لمرور السلع هي الاخر كانت تؤثر على التجار ونقل البضائع سواء في المناطق التي تقع تحت سيطرة المجلس الرئاسي ،أو تلك المناطق التي تخضع للحوثيين والذين يقومون بجمركة السلع والبضائع ،إلى جانب انه كان يتم جمركتها في عدن.