سياسيون: المشروع الحوثي في طمس أهداف ثورة سبتمبر يرتطم بوعي شعب يأبى الاستعباد
يمن الغد / تقرير _ عبد الرب الفتاحي
أرادت مليشيات الحوثي من خلال محاولاتها المحمومة الحالية ضرب ثورة 26 سبتمبر المجيدة في عمقها، من خلال القضاء على المساواة التي نادت بها ،هذا ما تكشفه محاولاتها لتغير المناهج وطمس هوية هذه الثورة، فالحوثيين يريدون تعميق الفوارق والامتيازات لخلق مجتمع غير منسجم وفرض السلطة، كواقع تمارسه عائلة لها الحق الابدي المقدس في الحكم.
فرض السلالة:
تتجه مليشيات الحوثي لاصباغ وجودها ضمن العديد من الخيارات ،فهي اعتمدت على الخيار الديني لفرض الحكم السلالي، لكن لايمكن لهذه السلطة القديمة المتجذرة بعقيدة حكم اليمنيين واعتبار هذا الشعب أقل قدرة في حكم نفسه، أن تنفذ هذا الخيار الظلامي، لهذا عمدت المليشيات الى محاولات القضاء على واقع القوة والمعرفة في الوسط الاجتماعي والديني والاقتصادي ،الذي تبلور في الواقع اليمني مابعد 26 سبتمبر التي حققت المساوة والعدالة وفقا لنشطاء سياسيين.
ووفق سياسيون، فإن ذهاب الحوثيون لتغير المناهج الدراسية وتضمينها فكرة وثقافة مليشيات الحوثي، يعد محاولة لتغير المفاهيم التعليمية وترسيخ واقع المليشيات على أنه واقع وطني يحمل المقاومة والمواجهة لكن في الأسس الحوثيين جماعة متفلته ليس لها قانون يحكمها غير المغالطة والتزييف
لدى الحوثيين خطة لافراغ اليمنيين من محتواهم اليمني الحقيقي والحضاري، وربط اليمنيين بوجودهم وبثقافتهم وبمشروعهم وفكرهم المتطرف الذي يعتمد على الخيارات الايرانية والخيارات الداخلية في اعادة اليمنيين لحكم الإئمة.
فرض الأمية والجهل:
يقترب محسن عبد الكريم وهو باحث تأريخي وسياسي من تفسير أهداف الحوثيين ،وتوجههم لتدمير العديد من مقومات الوجود السياسي والتأريخي والتعليمي في اليمن ،وهذا حسب تعبيره هو لفرض مركزية مخططهم الذي يقوم على اعتبارات عائلية ،ذات استبداد وحالة من الطغيان والابادة بحق اليمنيين منذ قرون طويلة .
ويجد محسن عبد الكريم أن العقلية المعقدة المرتبطة بالاناء السلالي والعنصري، تحاول فرض مفاهيم مضادة للناس والمجتمع ،لكنها تدرك أن تدمير التعليم هو أساس لبقائها طويلا ولذلك تعمل المليشيات بجدية أكبر ،في تبديل الواقع المتحرر بواقع استعبادي من خلال التعليم .
وقال محسن ليمن الغد” لدى الحوثيين مشاعر من البغض للمسميات ،التي لا تنطبق مع مشروعهم فهم يكرهون اسم الثورة ويبغضون الجمهورية، ولايريدون سلطات ومؤسسات تكون مع الناس وتعمل لاجلهم، بل يدمرون كل شيئ لفرض توجههم وشخصياتهم واعتبار وجودهم هو الحالة المقدسة التي لا تخضع لقانون وأن العدالة مرتبط بوجودهم كسلطة من دون شعب”
واضاف أن الحوثيين يعادون ثورة 26 سبتمبر لإنها أضعفت مستوهم الاجتماعي ،مع بقية العائلات الامامية التي تملكت اليمن ومارست أبشع سياسات التنكيل والابادة والقتل والنهب، ولذلك تعمل المليشيات أن تغير وتدمر التعلم وتتوجه إلى استهداف ثورة 26سبتمبر لاعتقادها أن هذه الثورة ،جائت لتدمر الخرافة والجهل الذي وضعته.
اعادة برامجه المجتمع:
يفرق مجاهد صلاح غالب وهو سياسي يمني بين الحوثية كجماعة مرتبطة بإجندة فوضى وبين ما تحاول أن تصيغه لنفسها من خلال تغير الاشكال البشعة التي تقوم بها وتصويرها على أنه ذات ارتباط اخلاقي ووطني سواء في حق اليمنيين الذين تحولوا من اغلبية لتحكمهم أقلية عنيفة جندت وجودها لتشكيل مجتمع مستغل في فكره وتأريخه وخاضع لواقع من التحريف والكذب الحوثي.
ويوضح مجاهد صلاح أن المخطط الحوثي ذات اهداف تسعى إلى ابادة جماعية لليمنيين ،من خلال سياسات تعمل على استعباد اليمنيين واخضاعهم وفرض الاضطهاد والتدمير لوجودهم وتأريخهم واذلال مستمر لمطالب اليمنيين وتشكيل مجتمع يمني خاضع للرغبة التسلطية الحوثية التي تدور حولها نفسها وتدمر اليمنيين لبقاء الانسان الطاهر والمقدس والمرتبط بالسلالية التي خلق اليمنيين خدام لها .
وقال ليمن الغد ” تحريف التعليم وتشكيله ليعتبر هذه المليشيات هي الحق وهي العدل، وهي التأريخ يمثل خطر متجذرعلى الواقع اليمني، وهذا المخطط الحوثي له اهداف فوضوية ،لكن عمق هذه الاهداف سحق اليمنيين وتحويلهم لعبيد، وهذا هو السر وراء استهداف الحوثيين لاهداف 26 سبتمبر.
ويكشف مجاهد أن الحوثيين لديهم توجسات ،من مسألة استعادة اليمنيين للتمرد وسحق وجود سلطتهم المنقلبة على الدولة ،فهم رغم كل قسوتهم وعنفهم ومنعهم للرواتب ،وسياسة التجويع والقتل ،إلا أنهم يريدون تجهيل الاطفال اليمنيين من خلال تعليم سيئ، ليكون مشروع الحوثي رفض استقلال وتحرر اليمنيين من مشروعهم ولصوصيتهم.