مهاد..
ضاق سقف العزلة على إيران فاقتربت من السعودية تحت مظلة التقية في هروب محسوب إلى الأمام.
المبتدأ..
الملف اليمني هو المحك والاختبار وفصل المقال في جدية الاتفاق السعودي- الإيراني الذي تسعى أميركا جاهدة إلى إفشاله لضرب الحضور الصيني، لا تريد لنفوذ التنين أيّ نتيجة تمكنها على أرض الواقع في الشرق.
كما أنها تعمل جاهدة لاحتواء إيران، حيث أفرجت عن عشرة مليارات دولار لإيران كانت محتجزة في كوريا والعراق مقابل الإفراج عن خمسة مواطنين أميركيين محتجزين لدى إيران.
تحت الطاولة ومن وراء الكواليس أيضا هناك مباحثات بين الطرفين في قضايا أخرى من خلالها تنسج الاتفاقات بشكل وآخر عبر الوسيطين العُماني والقطري.
الخبر..
تحاول أمريكا بنفس الوتيرة تصحيح علاقتها مع حليفتها الاستراتيجية المملكة العربية السعودية.
تدرك أمريكا أن إيران ترزح تحت ثلاثة أعباء: محلّي وإقليمي ودولي.
فمشكلاتها الداخلية في ازدياد، وحراكها الإقليمي مشبوه ولا يحظى بالثقة العربية، إضافة إلى عزلتها الدولية.
الجملة..
الخلاف على حقل الدرة بين السعودية والكويت من جهة وإيران من جهة أخرى، قد ينسف الاتفاق السعودي – الإيراني كلية، وفي أفضل الأحوال يصبه بالتعثر.
تتعامل إيران مع هذا الاتفاق كما تعاملت في السابق مع الاتفاق النووي 2015.
لقد راهن المجتمع الدولي حينها على أن يزيد الاتفاق النووي من الانغماس الإيراني الإيجابي مع المجتمع الدولي.
واعتمد عليه لمضاعفة الميول الإيرانية الشرعية نحو التسوية في العالم والمنطقة العربية، لكن ذلك الاعتماد فشل.
السياق..
لا يزال الوقت مبكرا أن تسلك إيران تصرفات دولة تحترم العهود والاتفاقات.
تكتيك، إيران او شراكها المنصوبة تهدف إلى تحقيق مصالحها على البارد من خلال بثّ المناخات السلمية والتوافقية والأخوية العائمة في المنطقة عبر مظلّة الاتفاق الصيني، فيما تتابع في العمق رسم وتمرير مخطّطاتها بنفس المفهوم والنسق والسياق.
وغالبا يبدو الاتفاق بالنسبة لإيران تكتيكيا تبرّد به وتسكّن المنطقة، وتتابع مشروعها بهدوء تام.
على سبيل الختم..
غالب الظن أن مهارات إيران في التفاوض واستخدام والمسكنات التي تحتاجها وقت اللزوم الراهنة قد جعلها تمضي في التوقيع دون ضمانات.
وعدم وجود ضمانات يحيل الاتفاق إلى فخ جديد وشراك لجولة مواجهة قادمة في وضع أفضل لإيران.
بالنسبة للسعودية واليمن والعرب فهذا الوقت ليس وقت قبول تعاطي المسكِّنات والهروب للأمام بالمراوغة.
وليكن قول عنترة حاضراً:
“إِنَّ الأَفاعي وَإِن لانَت مَلامِسُها عِندَ التَقَلُّبِ في أَنيابِها العَطَبُ”.
أو كما هو في المثل اليمني: “اقرأ ياسين وفي يدك حجر..