سياسيون يحذرون من غياب الضمانات لإعادة الدولة في اليمن وتفكيك المليشيا بأي سلام قادم
يمن الغد/ تقرير – عبدالرب الفتاحي
الحديث عن حل دائم للواقع اليمني، يتطلب قدرا من النظر العميق، لظروف الحرب اليمنية وأسبابها ودوافعها
الحروب اليمنية في العادة متشابهة في الظروف، والأسباب والخلفيات والأثر والتأثير ، وتمثل الحروب القديمة والحديثة في اليمن خليط من امتلاك السلطة والمال .
احتكار السلطة:
خلال الحروب الطويلة التي شهدتها البلاد ،كان هناك فكرة التوسع أو سياسة تثبيت واقع من احتكار السلطة لمناطق بعينها.
تظل مسألة الارتباط بين السلطة والحرب قائمة وفق منظور محدد، وهو ما يؤدي ليحشر اليمنيين في المكان والمساحة التي لا يرغبون بها أبدا .
يقول عبد الله عثمان ناجي وهو سياسي يمني، لـ”يمن الغد”: أن الاختلاف الوحيد في حياة اليمنيين هو أنهم اقرب للحرب دائما، دون أن تكون لديهم نظرة فطرية للسلام.
ويضيف الحرب صارت المحرك لكل ظروف اليمن واليمنيين إلى الأسوأ، فخلال كل المراحل التأريخية القديمة والحديثة، انقاد اليمنيين لكل كوارث الحروب من دون وعي ومن دون قدرة في ايقاف الكوارث.
الحلول الضعيفة تصنع الحرب:
يذهب العديد من المحلليين السياسيين اليمنيين، إلى أن الحلول التي تكون وفق هوى قوى الحرب تخلق حرب جديدة، وأن ذلك قد ينطبق على اي اتفاق جديد، قد يكون بعيد عن الضمانات الاساسية، التي تمنع احتكام أطراف الحرب للسلاح .
يرى سفيان ابراهيم الشريمي أن الحوثيين ليس لديهم خيار للسلام، وهذا يدركه الكثير من اليمنيين عندما يعودون ليتذكروا الدور والنشاط العنيف ،الذي قامت به مليشيات الحوثيين ضد المواطنين والدولة ،وكانت في كل حروبها لا تمثل أي قضية غير اضعاف الدولة والتسلط على الشعب .
يبدو أن مشكلة السلطة خلال حربها الستة، أنها لم تشن حرب للنهاية دون ايقافها، فذلك كان سيمنع الحوثيين من إعادة ترتيب قوتهم وفرض شروطهم، والتغلغل داخل الواقع الاجتماعي والسياسي لمواجهة واقع وموقف الدولة.
ورقة تلاعب:
يرى شوقي لطف الجميلي سياسي يمني، ان المعارك التي خاضها الجيش ضد مليشيا الحوثي طوال الحروب الستة ، فرضت مليشيا الحوثي وقوته واقعا مريرا.
يتحدث شوقي عن السياسات التي قام بها أن النظام السياسي وتعامله مع الحوثي، كورقة كان يعتقد أنه يمكن أن يتحكم بها ويعيدها لحجمها الحقيقي.
يقول شوقي لـ”يمن الغد”: الوضع كان في ذلك الوقت اخطر، والنظام السياسي لم يشن حرب مستمرة حيث أن هناك جناح من النظام سواء الجناح السياسي والعسكري كان يخترق النظام، ويعمل لخدمة مليشيات الحوثي كما أن عدم وجود قيادة موحدة للجيش ،وخطط ورؤية طويلة تسبب بنكسات الجيش وهزائمه ،حيث كان هناك صراع في داخل النظام أثر على واقع الحرب على الحوثيين”.
الشعور العام لدى اليمنيين ،أن جماعة الحوثي لن تتغير إلا في تحقيق توسعها، وأن اي سلام سيكون بمثابة انتحار مالم يكن هناك مشروع يمني سياسي وعسكرية، لايقاف انهيار اي سلام وعودة الحرب.
خطر قائم:
يدرك العديد من السياسيين خطورة واقع الضعف ،الذي تعيشه الاطراف التي تواجه الحوثي، وانتشار الفساد والمصالح السياسية الضيقة وتغلبها على مصالح الدولة.
وهذا انتج صراعات وتفككات واسعة ومستمرة ،في صفوف القوى المواجهة للحوثي خلال سنوات الحرب ،مما أنتج فشل مماثل على الواقع السياسي والاقتصادي .
غمدان فيصل شاهر طالب جامعي تحدث “ليمن الغد “أن اي خطوات للسلام يجب أن تضمن حقوق اليمنيين ومطالبهم ،حيث لا يمكن أن يكون اليمنيين غنائم لاطراف الحرب، وتسلب منهم حقوقهم ورغبتهم في وجود الدولة ،لتكون مليشيات الحوثي واطراف الحرب الأخرى ممثلة لاتفاقات ضعيفة تؤدي لحروب جديدة مستقبلا .
وأضاف أن السلام يجب أن يتضمن مطالب ورغبات اليمنيين ، على أنها هي الأسس في أي حل ،وهي مطالب في البناء المؤسسي وفرض وجود الدولة ،واضعاف مشروع الحرب والمليشيات والمذهبية .