شبح جديد يهدد اليمنيين وغول الجوع يلتهم الملايين
يمن الغد/ تقرير – خاص
حذرت تقارير أممية من تصاعد حدة الأزمة الغذائية في اليمن في ظل ارتفاع مستوى انعدام الأمن الغذائي بسبب الحرب التي اشعلتها مليشيا الحوثي ولازالت محتدمة منذ تسع سنوات.
اتساع دائرة الجوع:
يقول المحلل الاقتصادي محمد عباد، إن يوم الأغذية العالمي يأتي هذا العام ليدق ناقوس الخطر في اليمن الذي يعاني من آثار الصراع المدمر الذي اندلع في عام 2015 بسبب الانقلاب الحوثي.
وأشار لدى حديثه ليمن الغد، إلى أن دائرة الجوع زادت اتساعا فيما الفقر بات يلتهم الشريحة الأكبر في المجتمع اليمني.
وزادت الأزمة الاقتصادية عمقا في ظل انقسام المصرف اليمني والعملة الوطنية بسبب إجراءات مليشيا الحوثي الني نهبت احتياطي البنك المركزي من العملة الصعبة بعد استيلائها على صنعاء وتقدر بأكثر من 4 مليار دولار أميركي كما رفضت التعامل بالعملة اليمنية التي طبعتها الحكومة الشرعية مؤخرا وعمدت على اخراج الأوراق النقدية التالفة للتعامل ما تسبب في انهيارات متداعية للعملة والإقتصاد وفقا لعباد.
واستحوذت مليشيا الحوثي على قطاع الاتصالات والتي كانت ترفد الدولة بموازنة تضاهي عائدات النفط.
ويشير المحلل السياسي خالد بن طالب إلى ان استهداف مليشيا الحوثي للموانئ ومنع التصدير فاقم من حدة الأزمة الاقتصادية في البلاد.
وحمل عباد وبن طالب مليشيا الحوثي مسؤولية ما حل وما سيحل بالشعب اليمني جراء إجراءاتها وعدوانها على المرافق الإيرادية والخدمية.
أزمة موازية:
منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “فاو”، قالت في تقرير لها الإثنين، إن يوم الأغذية العالمي لهذا العام يؤكد أن “الماء هو الحياة، الماء هو الغذاء”، على العلاقة المباشرة بين المياه وسبل العيش.
وحذر بن طالب في سياق حديثه ليمن الغد من استمرار استمرار الأزمة الغذائية والاقتصادية ونقص المياه على العديد من اليمنيين، في إشارة الى أزمة موازية للغذاء تتمثل في نقص المياة، حيث اليمن تعاني البلاد من ندرة المياه.
وأفادت “فاو” في تقرير لها: يؤكد موضوع يوم الأغذية العالمي لهذا العام، “الماء هو الحياة، الماء هو الغذاء”، على العلاقة المباشرة بين المياه وسبل العيش. وفي بعض المجتمعات، يعتبر هذا الارتباط أمرا مفروغا منه نظرا لتوافر المياه وضمان إنتاج الغذاء. ليس هذا هو الحال في اليمن.
وقال التقرير ان اليمن تحتاج بشدة إلى تحسين أطر السياسات والأطر التنظيمية، فضلاً عن الاستثمارات في الحلول المستدامة لتحديات المياه المستمرة.
وأوضحت أنه في اليمن، يتردد صدى تداعيات نقص المياه في جميع أنحاء المجتمع بطرق مزعجة للغاية. أحد الآثار المترتبة على نقص المياه في اليمن هو تهديد استعادة وتطوير النظم الغذائية المستدامة. وبالتالي، فإن شبح انعدام الأمن الغذائي والتغذوي يلوح في الأفق.
وأضافت: علاوة على ذلك، فإن ندرة المياه تعني محدودية فرص الحصول على مياه الشرب الآمنة ومرافق الصرف الصحي الموثوقة، مما يخلق الظروف الملائمة لانتشار الأمراض البكتيرية، مثل الكوليرا، بسرعة، مما يعرض أعدادا كبيرة من السكان لخطر كبير. ولم يتم إنقاذ الصناعات التي تعتمد على المياه أيضًا.
وترى: لا يزال اليمن، الذي يُصنف كأحد أكثر بلدان العالم ندرة في المياه، يعاني من آثار الصراع المدمر الذي اندلع في عام 2015. ويؤدي نقص المياه إلى زيادة التوترات في بعض المجتمعات في البلاد، وفي بعض الأحيان تؤدي الصراعات إلى وقوع وفيات، بالإضافة إلى ندرة المياه، يعاني اليمن من الاستخدام غير الفعال للمياه واستدامة الموارد المائية، وهي قضايا تتكرر في بلدان أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
حلولاً مبتكرة:
وجاء في التقرير الأممي: بما أن اهتمام العالم يتركز على العلاقة بين الماء والغذاء والحياة، فمن المثالي تسليط الضوء على الوضع في اليمن وتسليط الضوء على كيفية استمرار قبضة نقص المياه على العديد من اليمنيين. وهذا يؤدي إلى إضعاف تطلعاتهم إلى الأمور الأربعة الأفضل، وهي إنتاج أفضل، وبيئة أفضل، وتغذية أفضل، وحياة أفضل.
وفي مثل هذا اليوم، ننظر بشكل نقدي إلى طبيعة مشاكل المياه في اليمن ونقدم حلولاً مبتكرة ومستدامة وفعالة من حيث التكلفة وقابلة للتكيف، حتى يتمكن اليمنيون من إدارة موارد المياه بشكل فعال لتحقيق أجندة تحويل النظم الغذائية الخاصة بهم.
انعدام الأمن الغذائي:
ويشير عباد الى تقرير أممي حديث، أفاد أن حجة والجوف تتصدران قائمة المحافظات اليمنية في انعدام الأمن الغذائي، مع زيادة نسبية لمعدل انتشاره بين السكان فيهما خلال الأشهر الماضية من العام الجاري 2023.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO) في تقرير أصدرته الأحد: “برزت حجة والجوف كأكثر المحافظات التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي في أغسطس 2023، حيث كان معدل انتشار الجوع، وضُعف التنوع الغذائي، وعدم كفاية استهلاك الغذاء أعلى نسبياً في كلا المحافظتين عنه في الأشهر السابقة من العام الجاري”.
وأضاف التقرير أن ما نسبته 56.6% من إجمالي السكان في محافظة حجة يعانون من انعدام الأمن الغذائي على مستوى الأزمة (المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي)، حيث واجهت أسرة من كل خمس أسر فجوات كبيرة في استهلاك الغذاء مصحوبة بسوء تغذية حاد مرتفع أو أعلى من المعتاد.
أما في محافظة الجوف فكان هناك ما نسبته 45.7% من سكان المحافظة يعانون من انعدام الأمن الغذائي على مستوى الأزمة، تليها محافظة الحديدة بنسبة 42.1%، ثم البيضاء 39.6%، وصنعاء 38.7% ومأرب 37.2%، فيما كانت سقطرى أقل المحافظات وبنسبة 11.9%.
توسيع نطاق المساعدات:
وكشف الاستطلاع الذي أجرته (الفاو) أن ما نسبته 33.5% من الأسر التي شملها الاستطلاع في اليمن عانت من انعدام الأمن الغذائي بما يعادل مستوى الأزمة وما فوقها، فيما أشار 29% من الأسر إلى أنها عانت من جوع متوسط أو شديد؛ كما أفاد 36% عن تنوع غذائي معتدل أو ضعيف، واستهلك ما يقرب من 43% طعاماً غير كافي أو الحد الأدنى من الغذاء خلال أغسطس 2023.
وأوصى التقرير بضرورة توسيع نطاق المساعدات المتعلقة بالأمن الغذائي وسبل العيش للأسر في كافة المجتمعات الضعيفة التي تعاني من صعوبات في الحصول على الغذاء وتوفير كسب الدخل، خاصة حجة والجوف.