مأساة موظفي الإغاثة داخل سجون الحوثي “اختطاف وقتل وتعذيب”
بعد أسابيع من اختطافه، لفظ موظف في منظمة دولية أممية أنفاسه بين جدران زنازين الموت الحوثية لتفتح مأساته الأنظار على مصير عاملي الإغاثة المختطفين باليمن.
مصادر حقوقية وإعلامية قالت “إن مسؤول الأمن في منظمة إنقاذ الطفولة الأممية، هشام الحكيمي، قُتل تحت التعذيب في أحد سجون ما يسمى الأمن والمخابرات التابع لمليشيات الحوثي في صنعاء”.
وبحسب المصادر، فإن مليشيات الحوثي أبلغت الثلاثاء، أسرة الحكيمي للقدوم لتسلم جثمانه بعد مقتله تحت التعذيب في سجن الأمن والمخابرات إلا أن الأسرة رفضت استلامها وطالبت بتشريح جثته لمعرفة أسباب الوفاة.
وأكدت الأسرة أنه منذ اختطاف ابنها الحكيمي مطلع سبتمبر/أيلول الماضي منعت من زيارته أو توكيل محام للدفاع عنه منذ اعتقاله.
ووكانت مليشيات الحوثي الإرهابية اختطفت الموظف في منظمة Save the Children هشام الحكيمي من أحد شوارع صنعاء قبل 51 يوماً، وأودعته أحد سجونها في صنعاء، ومنعت أسرته من الوصول إليه ومعرفة سبب اختطافه.
اختطاف موظف أممي
وفي صعدة، قالت مصادر محلية، إن مليشيات الحوثي اقتحمت منزل موظف في المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في صنعاء، وذلك عقب أكثر من شهرين على اختطافه وإخفائه في سجونها.
وأضافت المصادر أن عناصر تابعة لمليشيات الحوثي اقتحمت قبل يومين منزل “مبارك حسين محمد العنوة”، ونهبت جهاز كمبيوتر خاصا به وهواتف زوجته وأولاده وعبثت بمحتويات المنزل وأفزعت الأطفال والنساء.
و”العنوة” هو موظف في المفوضية السامية لحقوق الإنسان وهو من أبناء محافظة صعدة، المعقل الأم للحوثيين شمال اليمن.
وبحسب المصادر فإن المليشيات الحوثية اختطفت العنوة في 8 أغسطس/آب 2023 من إحدى نقاطها بمدينة إب، أثناء محاولته الانتقال إلى مدينة عدن للسفر خارج البلاد.
مأساة الموظفين الأمميين:
فتح مقتل الحكيمي واختطاف العنوة الأنظار على مأساة الموظفين الأمميين في سجون مليشيات الحوثي والمخفيين قسريا منذ 3 أعوام خلافا عمن تم اعتقالهم وقتلهم تحت التعذيب.
ولم يكن مقتل الحكيمي هو الجريمة الحوثية الأولى في ظل صمت مطبق للمجتمع الدولي على قتل الحوثي لعاملي الإغاثة، إذ سبقه في يونيو/حزيران 2022، مقتل عامل الإغاثة، ياسر محمد علي جنيد، في أحد المعتقلات السرية الحوثية في محافظة الحديدة (غرب) وذلك بعد 5 أعوام من اختطافه.
وكانت مليشيات الحوثي قد اختطفت موظفين اثنين للأمم المتحدة في صنعاء في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 واتخذتهما “رهائن” لابتزاز المجتمع الدولي بهدف المساومة السياسية ورفضت الكشف عن مصيرهما حتى اليوم.
كما واصلت المليشيات اعتقال 3 آخرين موظفين في عدة منظمات دولية كـ”رهائن” واستهدفت إجبار هذه الوكالات الإنسانية على تنفيذ أهدافها السياسية والعسكرية.
ودرجت مليشيات الحوثي منذ انقلابها أواخر 2014، على اختطاف وقتل وتعذيب عاملي الإغاثة والموظفين في المنظمات الدولية والأممية ضمن حملات إرهاب وقمع تستهدف تطويع هذه الوكالات الإنسانية لتنفذ أجندتها.
ويتواجد في سجون الحوثي آلاف المعتقلين والمخفيين قسريا والمختطفين ويتم منع عائلات الكثير منهم من التواصل معهم وتنكر المليشيات وجودهم قبل أن تبلغ ذويهم باستلام جثثهم دون الكشف عن سبب وفاتهم، كما حدث للحكيمي.
وطيلة 9 أعوام من عمر الانقلاب، اتخذ الحوثيون مئات المدنيين والموظفين في منظمات دولية وأممية “رهائن” بعد اعتقالهم وإخفائهم قسريا في جريمة حرب مكتملة الأركان وانتهاك خطير لقوانين الحرب.