غزَّة في عيون الحوثي.. إستراتيجية نهب الأموال والهروب من الالتزامات

يمن الغد / تقرير – عبد الرب الفتاحي
استغلت مليشيا الحوثي حرب غزة لتتخذ العديد من الإجراءات، لجمع المال و التبرعات لمصالحها الخاصة ، الحوثيون برروا قيامهم بحملات جمع المال من التجار وطلاب المدراس والمواطنين تحت يافطة التبرع، لدعم القوة الصاروخية التابعة لهم، لكن مخطط الحوثي الرئيسي من حملات جمع الأموال، هو السيطرة على أموال المواطنين ونهبها.
مصادرة أموال المعارضين:
يعزز الحوثيين من وقت لأخر ،طبيعة مخططهم في زيادة الاستيلاء على أموال اليمنيين في مناطق سيطرتهم.
فمنذ انقلابهم اتخذ الحوثيون العديد من الخيارات، التي مهدت لهم الاستيلاء على أموال اليمنيين ،وتحويلها لتكون ضمن ممتلكات العائلة الحوثية وغيرها من العائلات الهاشمية الحاكمة.
عمل الحوثي طوال سنوات الحرب، على التمدد برأس مالهم الذي نهبوه والذين قاموا بالإستيلاء عليه من مؤسسات الدولة والبنك المركزي.
السلوك الخاص الذي راهنت عليه مليشيات الحوثي حتى الآن هو في الاستحواذ على ممتلكات المعارضين.
قام الحوثيين خلال السنوات السابقة بتعيين الحارس القضائي من قبلهم ،لتشريع السيطرة على الأموال للأفراد والمؤسسات ،وتحويلها ضمن ملكية مليشيات الحوثي وإقصاء رأس المال اليمني.
حرب غزة أظهرت من جديد السياسات الحوثية في اتقان النهب ، من خلال جمع التبرعات تحت شعارغزة ، حيث قام الحوثيين بتسويق وجودهم ونشاطهم ، على أنهم جزء من المعركة التي تحدث في غزة، و قاموا خلال فترة قصيرة من حرب غزة برفع اسعار الوقود، ثم توجهوا لفرض الاموال لدعم صواريخهم.
استثمار غزة:
يبدو أن الحرب في غزة وجدت من يستغلها بشكل مختلف، يتحدث حاتم سفيان أحمد وهو ناشط يمني عن ذلك، مع “يمن الغد” ويقول: مليشيات الحوثي حاولت الظهور حسب زعمه أنها قامت بتنفيذ هجمات واطلاق صواريخ، وفي كل مرة لم يكن هناك ادلة أن صواريخ الحوثي وصلت لاسرائيل، فهجمات الحوثي تظل مجرد تصريحات ومجرد حديث غير مؤكد .
ويوضح حاتم أن الحوثي لن يصنع أي متغير أو لن يكون لحربه أي توازن، فالحرب في غزة هي بعيدة جدا في قدرة الحوثي أن يكون فعال بشكل كبير، في أرض المعركة التي تجري في غزة حيث يوهم الحوثي اليمنيين أن افضل من العديد من الدول وأنه تحدى امريكا وأن حربه ومواجهته لأمريكا واسرائيل انتقلت من الشعارات للمواجهة.
لكن الحوثي بناء على رأي حاتم يريد فرض سياسات جديدة، يكذب فيها على اليمنيين لاثبات أنه ذات ارتباط ديني وله مبادئه وهو ليس مجرد حركة بسيطة بل قوة تفرض وجودها على الأرض والأقليم .
وقال حاتم ” لدى الحوثي خيارات يتم تطبيقها على اليمنيين فقط ،فهو رغم عدم وجود أي مشاركة له في مواجهة اسرائيل وامريكا، لكنه يستغل ما يحدث في غزة ليجمع المال، ويزيد من رفع اسعار السلع على اليمنيين ويطلب التبرع للقوى الصاروخية ،وصار الحوثيين يجمعون الأموال في الطرقات والمحلات والمدارس ويريدون ثمن الصواريخ والطائرات المسيرة التي اطلقوها”.
هروب من الالتزامات:
الطريقة التي يدير بها الحوثيين الوضع في مناطق سيطرتهم ،يقوم على خيار الهروب للإمام والدفع بالوضع اليمني ليكون مخنوق بسياسات وأجندة ، تقوم على طبيعة افراط الحوثيين بإستخدام سياسات الحرب سواء على مستوى الداخل والخارج.
يقوم الحوثي بإتباع سياسات غير ثابتة، و عدم المراهنة على خيارات سياسية يمنية صرفة ،بقدر ممارسة الحوثية السياسات الايرانية والقيام بالعديد من النشاطات التي تخدم المخطط الايراني.
ينظر عمار ابراهيم الحبيشي وهو ضابط يمني متقاعد أن الهجمات الحوثية، ليست حتى الآن هجمات ثابتة أي أنها أوقعت خسائر عسكري واقتصادية، بل أن اعلان الحوثيين عن تلك الهجمات خدم اسرائيل وجعل الكثير من الاطراف، تنظر لها ، على أن وجودها مهدد، وأنها محاطة بدول تريد القضاء عليها وربما تستثمر اسرائيل مثل هذه المعطيات .
وقال عمار لـ”يمن الغد”: الحوثيون يخدعون اليمنيين ،في الحقيقة هم لم يكن لهم أي مشاركة فعلية في حرب غزة ،وكل الذي أرادوا القيام به تمثيلية محددة، فالمعركة في غزة سيحددها محيط فلسطين من الدول التي تشاركها في حدودها ،كما أن اي اطلاق للصواريخ لن يكون له فعلية، لإن المعركة الحقيقية هي في الأسس معركة لها مواصفاتها وظروفها ، فالحوثي لن يضيف لغزة شيئ حتى ولو أستهدف بعض المنشأت ،مع أن الصواريخ الحوثية لم تستهدف لا مدن اسرائيلية ولا تجمعات سكانية وكل الذي أعلن عنه الحوثي من استهداف اسرائيل لم تظهر أثاره”.
وأضاف أن الحوثيين يريدون تشريع وجودهم الاقليمي ،حيث يريدون فرض أنفسهم على أنهم ممثلين لليمنيين في الحرب التي تجري في غزة ،بينما الحوثيين يريدون زيادة امكانياتهم المالية وذلك بإنهم يفرضون على اليمنيين المال، كما أنه ليس لدى الحوثيين أي نية في مواجهة اسرائيل ،وانما يريدون استنزاف اليمنيين بظروف متعددة اقتصاديا ومعيشيا، ويكون الحوثيين هم المستفيد الوحيد من حرب غزة.